رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المهمشون».. خطاب معوض يُعيد شخصيات الظل إلى صدارة المشهد

جريدة الدستور

يواصل الكاتب والمؤرخ خطاب معوض خطاب في الجزء الثالث من كتابه "شخصيات مصرية"٬ والصادر حديثا عن دار السعيد للنشر٬ إلقاء الضوء على سير بعض الشخصيات المصرية العظيمة التي تم تهميشها.

كما يواصل إلقاء الضوء على ما تم تهميشه من حياة بعض المشاهير والنجوم. ففي مجال الفن يلقي الضوء على عدد من الفنانين الذين أمتعونا وأسعدونا، ونعرف وجوههم جيدا لكن ربما تخفى علينا أسماؤهم، مثل الفنان القديم ليون أنجيل الشهير باسم "شالوم"، وشبيهه الفنان القديم "أحمد الحداد" الذين ظهرا في ثلاثينيات القرن العشرين.

 الثنائي شالوم وعبده
الفنانان "ليون أنجيل وأحمد الحداد" أو "شالوم وعبده"، هما ثنائي كوميدي سينمائي مصري، ظهرا معا في ثلاثينيات القرن العشرين، وهما قريبا الشبه من بعضهما البعض لدرجة أن الكثيرين يحسبونهما شخصا واحدا..

وأوضح "معوض": وشالوم ممثل يهودي مصري سكندري من أصول يونانية ولد في سنة 1900، واسمه الأصلي "ليون أنجيل"، وكان موظفا في بلدية الإسكندرية ثم اكتشفه المخرج الشهير " توجو مزراحي" الذي اختاره ليلعب شخصية شالوم ابن البلد اليهودي المصري في سلسلة من الأفلام الكوميدية الناجحة في ذلك الوقت.

وكان أول هذه الأفلام الفيلم الصامت "الكوكايين" الذي عرض في الإسكندرية سنة 1930 وبعدها بثلاثة أشهر عرض نفس الفيلم في القاهرة ولكن باسم "الهاوية"، وقد ظهر شالوم أو "ليون أنجيل" في 6 أفلام أشهرها "شالوم الرياضي"، و"شالوم الترجمان"، و"العز بهدلة"، و"المندوبان"، ومن المعروف أن شالوم ترك التمثيل بعدما صنع شهرة كبيرة واختفى فجأة من الساحة الفنية نهائيا، ثم سافر إلى إيطاليا في ظروف غامضة حيث توفي هناك في سنة 1948 عن عمر 48 عاما.

أما الفنان "أحمد الحداد" المولود في 15 مايو سنة 1912، وهو غير الفنان "أحمد الحداد" الشهير بدور الرغاية، وهو ظهر في عدد كبير من الأفلام السينمائية مع عدد كبير من النجوم مثل "شالوم" و"فوزي الجزايرلي" و"علي الكسار"، وغيرهم، ومن أشهر أفلامه "حياة أو موت"، و" المنزل رقم 13"، و"خفير الدرك"، و"سلفني 3 جنيه"، وغيرها من الأفلام السينمائية، وكانت وفاته في يوم 18 يونيو سنة 1982 عن عمر 70 عاما.

"أم عيلاء"

والفنانة فوزية عبد العليم أبو العلا تعد واحدة من أشهر نجمات الظل في السينما المصرية، وخصوصا في بدايات الألفية الثالثة، ورغم أن أعمالها قليلة ومساحة أدوارها تعد صغيرة، إلا أنها بحضورها الطاغي وأدائها العفوي الجميل قد تركت علامة لا تمحى أبدا من ذاكرة السينما المصرية.

ومع أنه لا يعرف اسم الفنانة فوزية عبد العليم سوى عدد قليل من المشاهدين، لكن من المؤكد أن الكثيرين سوف يتذكرونها لو علموا أنها من أدت دور الست "أم علاء" أو "أم عيلاء" في فيلم "جاءنا البيان التالي"، كما أن الكثيرين لابد وأنهم يتذكرون مشاركتها في فيلم "صاحب صاحبه" الذي أدت فيه دور الست "أم جاد"، وكذلك ظهورها المميز في دور جدة الفنان أحمد السقا في فيلم "أفريكانو".

يتابع "معوض": والفنانة فوزية عبد العليم لم تعمل بالتمثيل بداية من مطلع الألفية الجديدة كما تذكر الكثير من المواقع الإلكترونية، ولكنها في الحقيقة عملت بالفن منذ شبابها المبكر، وقد حاول والدها الأزهري وعمها عضو البرلمان المصري كثيرا أن يحولا بينها وبين العمل بالتمثيل، ولكنها أصرت وبالفعل أدت بعض الأدوار الصغيرة في عدد من الأفلام السينمائية، ثم انضمت بعد ذلك لفرقة رمسيس المسرحية مع الفنان يوسف وهبي، كما عملت بالتليفزيون المصري في ستينيات القرن العشرين.

وهي عضو قديم بنقابة المهن التمثيلية، أي أنها كانت تعامل كممثلة وليست ككومبارس، ومنذ بداية سبعينيات القرن العشرين ابتعدت عن الفن لمدة تقارب 20 عاما، وذلك بعد زواجها من الدكتور عصمت عبد الكريم، وتفرغها لبيتها وزوجها ولتربية أبنائها الثلاثة "نيفين" و"وحيد" و"سوزان"، ولم تعد للعمل بالفن إلا في سنة 1994، وذلك حينما شاركت في حملة دعائية مع المخرج شريف عرفة، والذي رشحها بعد ذلك للاشتراك في فيلم "أفريكانو" مع شقيقه الأصغر المخرج عمرو عرفة.

وبجانب عملها بالفن كانت فوزية عبد العليم فنانة مثقفة تجيد الرسم والعزف على آلة الكمان، كما أنها كانت تجيد كتابة الشعر، والجميل أنها كانت تحضر صالون الشاعر الكبير أحمد رامي.
وكذلك كانت الفنانة فوزية عبد العليم مهمومة بقضايا وطنها، فقد عملت بالتمريض خلال العدوان الثلاثي على مصر، وشاركت في حملات التبرع بالدم للجيش المصري خلال حرب أكتوبر، كما شاركت في معظم المؤتمرات التي عقدت لنصرة القضية الفلسطينية.

وفي سنة 2003 سافرت للعراق لتشارك في الاعتراض على ضرب أمريكا للعراق، وهناك تعرضت لحادث انقلاب سيارة كاد يودي بحياتها أسفر عن إصابتها بشرخ في الجمجمة وكسر في الضلوع وكسر في الترقوة ونزيف بالرئة، وتسبب هذا الحادث في ابتعادها عن التمثيل، وكانت وفاتها في يوم 21 يوليو سنة 2019، ودفنت في قرية سنتريس بالمنوفية.وهكذا وكما عاشت الفنانة فوزية عبد العليم حياتها في الظل، فقد ماتت ولم يشعر بها أحد، لدرجة أن خبر وفاتها لم يعرف ولم ينشر على نطاق واسع إلا بعد مرور 4 أيام على وفاتها.
 

49039920_2264227713854274_3460802076370534400_n
49039920_2264227713854274_3460802076370534400_n
115710073_2717601561850218_1244765569193401452_n
115710073_2717601561850218_1244765569193401452_n
pp
pp