رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مى مُجيب»: الدولة انتصرت فى أكبر معارك تاريخها الحديث

ملتقي الجمهورية الجديدة
ملتقي الجمهورية الجديدة

قالت الدكتورة مي مجيب، المشرف على مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية، إن الملتقى يأتي حرصًا من مكتبة الإسكندرية على المشاركة التثقيفية الفعالة في إطار المشروع النهضوي الشامل الذي تشهده مصر في إطار الجمهورية الجديدة.

جاء ذلك خلال افتتاح ملتقى «مصر الغد: الجمهورية الجديدة نموذجًا» الذي يناقش الأبعاد المختلفة للجمهورية الجديدة في مصر وفلسفتها الحاكمة، وذلك بحضور الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، واللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، وعدد من الشخصيات العامة والأكاديميين والمتخصصين المعنيين بالموضوعات التنموية وإشكالياتها. 

IMG_٢٠٢١٠٧٢٨_١٦٢٤٥٣
ملتقي الجمهورية الجديدة بمكتبة الإسكندرية

وأكدت أن الدولة تمكنت في السبع سنوات الأخيرة من الانتصار في أكبر معارك تاريخها الحديث، حيث واجهت بصلابة حالة عدم الاستقرار والفوضى والإرهاب وتمكنت من استعادة الأمن والاستقرار.

ولفتت إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن في أوائل حكمه أولوية تأسيس دولة جديدة، كما أكد خلال مؤتمر "حياة كريمة" أن بناء الدولة عملية ممتدة وأن التطوير لا يشمل البنية التحتية فقط، بل فكرًا جديدًا لدولة جديدة قوية تتمتع بمؤسسات راسخة ورؤية واضحة للمستقبل.  

IMG_٢٠٢١٠٧٢٨_١٦٢٣٣٥
ملتقي الجمهورية الجديدة بمكتبة الإسكندرية

ولفتت إلى وجود سمات واضحة للجمهورية الجديدة تنعكس في مشروعات عملاقة ومبادرات اجتماعية في مجالات متعددة، مؤكدة أن شعار الجمهورية الجديدة لا يعني الوصول لحالة الكمال، بل البدء في خطوات تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان حياة أفضل للمصريين.

وجاءت الجلسة الأولى من الملتقى بعنوان «الجمهورية الجديدة ومفهوم المشروع النهضوي في التاريخ المصري الحديث والمعاصر»، تحدث فيها الأستاذة الدكتورة لطيفة سالم، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة بنها، والدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة، والكاتب الصحفي أحمد الجمال.

IMG_٢٠٢١٠٧٢٨_١٦٢٣٥٠
ملتقي الجمهورية الجديدة بمكتبة الإسكندرية

وتحدثت الدكتورة لطيفة سالم عن التجربة النهضوية في عهد محمد علي التي اعتبرتها مفتاحًا لتجارب أخرى جاءت بعده. 

وأكدت في البداية أن محمد علي كانت له شخصية فريدة شكلتها في البداية التحاقه بالعسكرية، لافتة إلى أنه تمتع بالذكاء الشديد والقدرة على التمييز كما أنه كان متعدد الثقافات وتمتع بمهارة سياسية كبيرة.

وتطرقت الدكتورة لطيفة سالم إلى مشروع محمد علي النهضوي الذي كان للجيش جزء كبير فيه، حيث استطاع أن يربط بين المواطنة والجندية.

وأضافت أن محمد علي اهتم بالزراعة والصناعة والإدارة وأنشأ الدواوين واهتم بالقضاء وأنشأ المحاكم الشرعية، كما أنه اهتم بالتعليم وإرسال البعثات والمدارس العسكرية والترجمة.

وفي كلمته تحدث الدكتور محمد عفيفي عن تجربة التحديث في عهد الخديوي إسماعيل. وقال إن الخديوي إسماعيل يعد خير نموذج للصورة النمطية في العقل الجمعي، حيث خرج لنا في الدراما على أنه شخص لاهي عابث مما يعد مشكلة كبيرة لأن جمهور المؤرخ محدود عكس الدراما.

وقال «عفيفي» إن الخديو إسماعيل كانت له تجربة غيرت فلسفة ونمط الحكم، وكان أولها تغيير مقر الحكم إلى قصر عابدين والانتقال إلى المدينة، كما أنه أنه أنشأ مجلس شورى النواب.

وأضاف أن أهم مشروعاته النهضوية كانت تطوير القاهرة من خلال إنشاء عاصمة جديدة وهي "القاهرة الخديوية"، وهنا ظهر نمط العاصمة الجديدة وهو تغير في الحياة المصرية كلها.

ولفت إلى أن الخديو إسماعيل أدرك أن قوة مصر تكمن في جيشها والحفاظ على منابع المياه فبدأ عصر جديد بإعادة بناء الجيش المصري ودعم حروبه في الجنوب للدفاع عن منابع النيل.

من جانبه تحدث الكاتب الصحفي أحمد الجمال عن تجربة التنمية والتحديث في عهد عبد الناصر، وثمار ثورة يوليو التي تعطي للوطن عطاء غير محدود حتى الآن.

وأكد أن أهم مكتسبات الثورة كانت الانتقال من الملكية إلى الجمهورية، ورفع شعارات مثل "كلنا سيد في ظل الجمهورية". 

وأضاف أن مصر عرفت "التخطيط" لأول مرة حيث تم وضع خطط خمسية وعشرية وخطط اقتصادية استهدفت مضاعفة الدخل القومي.

ولفت إلى أن ثورة يوليو أحدثت تغييرًا في التركيب الاجتماعي، فالهرم الذي كانت قمته ضيقة للغاية سمح بصعود الطبقة الوسطى المصرية إلى ما صارت إليه.

وقال إن مصر أحدثت في هذه الحقبة توازنًا بين البحر والنهر، بحيث تدافع عن أراضيها عن طريق البحر بحيث لا يأتي إليها المحتل، وأن تتماسك من حول النهر بالبناء والتعمير، وبهذا تماسكت مصر وتوازنت وانطلقت في دورها الإقليمي.

وأكد الكاتب الصحفي أحمد الجمال أن التعليم يعد مفخرة الحقبة الناصرية، حيث شهدت مشروعًا تعليميًا نهضويًا، إلى جانب الاهتمام بالآداب والإعلام وإنشاء المعاهد والأكاديميات. 

ولفت إلى أن أحد أهم ثمار هذه الحقبة هي حسم قضية التحديث والتنوير بالاتجاه للأزهر والمشايخ المستنيرين ليحدث حراك في الأزهر يتجه لنوع آخر من التعليم بحيث يصبح التعليم الفقهي متخصصًا.