رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الحلم يتحقق».. كيف تُنفِّذ الدولة مشروع الاكتفاء الذاتى من مشتقات البلازما؟

الحلم يتحقق
الحلم يتحقق

«حلمت بمشروع مشتقات البلازما منذ كنت وزيرًا للدفاع.. وسننتهى منه خلال عام ونصف العام».. بهذه الكلمات لخص الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال تفقده مشروعات مبادرة «حياة كريمة» فى يونيو الماضى، حلمه الخاص بتدشين المشروع القومى لتحقيق الاكتفاء الذاتى من مشتقات بلازما الدم، مع تصدير الفائض للخارج.

وعلى أرض الواقع، بدأ تحويل الحلم إلى حقيقة مع انطلاق المبادرة الرئاسية للتصنيع والاكتفاء الذاتى من مشتقات البلازما، ووضعت وزارة الصحة والسكان خطة خاصة تضمنت إطلاق مرحلة تجميع البلازما منذ منتصف الشهر الجارى، تمهيدًا لبدء عملية التصنيع.

نيفين النحاس: زيادة مراكز المتبرعين إلى 20 قبل نهاية العام.. وحوافز مالية للمتطوعين

قالت الدكتورة نيفين النحاس، رئيس الإدارة المركزية للدعم الفنى بوزارة الصحة المشرف على المشروع القومى للتبرع ببلازما الدم، إن الوزارة بدأت منذ منتصف الشهر الجارى فى مرحلة تجميع البلازما تمهيدًا لعملية التصنيع، وذلك ضمن المشروع القومى للتبرع بالبلازما، فى إطار مبادرة رئيس الجمهورية للتصنيع والاكتفاء الذاتى من مشتقات البلازما.

وأوضحت أن وزارة الصحة ستصنع مشتقات البلازما لدى الغير أولًا، وقبل نهاية العام الجارى، حتى يتم الانتهاء من تجهيز مصنع مشتقات البلازما، المقرر الانتهاء منه خلال عام ونصف العام على الأكثر.

وأضافت: «تم تخصيص ٦ مراكز للتبرع ببلازما الدم فى المرحلة الأولى من المشروع، وسيجرى التوسع فى افتتاح مراكز التبرع لتصل إلى ٢٠ مركزًا قبل نهاية العام الحالى، ويجرى حاليًا تجهيز باقى المراكز الـ١٤ تمهيدًا لافتتاحها، من أجل استيعاب أعداد المتبرعين وتجميع الكميات التى يتبرعون بها». 

وتابعت: «بلازما الدم مهمة وتستخدم فى علاج العديد من الأمراض، مثل سيولة الدم ونقص عوامل التجلط والحروق وغيرها، لذا فهناك إقبال على مراكز التبرع، ويجرى حاليًا استقبال نحو ٣٠٠ متبرع بمراكز تجميع البلازما».

وعن الفرق بين عملية التبرع بالدم والتبرع بالبلازما، قالت: «فى العملية الأولى يتم الحصول على الدم بكل مكوناته أثناء عملية التبرع، لذا لا يسمح بالتبرع مرة أخرى قبل مرور ٣ أشهر، أما فى العملية الثانية فإنه يتم فصل البلازما عن الدم، وإعادة باقى المكونات الأخرى إلى الجسم مجددًا، كما أن الجسم يعوض البلازما المفقودة منه تلقائيًا بعد مرور ٤٨ ساعة فقط، وبالتالى يمكن تكرار التبرع بالبلازما مرة كل أسبوعين، وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية».

وعن المزايا التى قد يحصل عليها المتبرعون بالبلازما، قالت: «يجرى إعداد قائمة بالمتبرعين الدائمين، وتقدم وزارة الصحة حوافز عينية لهم، وكذلك حوافز مالية تتراوح بين ٢٠٠ و٣٠٠ جنيه فى الجلسة الواحدة فى حال انتظام التبرع لأكثر من ٣ جلسات».

وأكدت أن المتبرع بالبلازما لن يشعر بأى أعراض بعد تبرعه بالدم، لأن عملية التبرع، التى تستغرق نحو ساعة، تكون آمنة تمامًا، وتتم وفقًا لشروط محددة، منها ألا يقل عمر المتبرع عن ١٨ عامًا، بالإضافة إلى عدم إصابته بأى أمراض مزمنة أو فيروسية تنتقل عن طريق الدم.

ونوهت إلى أن هناك العديد من الفوائد للتبرع بالبلازما، أهمها تنشيط النخاع العظمى للمتبرع لإنتاج خلايا دم جديدة، وكذلك تنشيط أجهزة الجسم المسئولة عن تجديد بروتينات البلازما، بالإضافة إلى حصوله على فحص دورى بالمجان للتأكد من عدم إصابته بأى من الأمراض الفيروسية.

وتابعت: «هنالك منظومة إلكترونية خاصة بالمشروع القومى للتبرع بالبلازما، تتم عبرها ميكنة جميع مراكز التبرع، وتتبع كيس البلازما منذ بداية التبرع وحتى وصوله لمرحلة التصنيع لدى الغير».

وطالبت كل المواطنين القادرين بالتبرع ببلازما الدم من أجل إنقاذ حياة المحتاجين، لافتة إلى استمرار العمل بمراكز تجميع البلازما طوال أيام الأسبوع، من الساعة الـ٨ صباحًا وحتى الـ٨ مساءً، مع تخصيص الخط الساخن «١٥٣٣٥» لتلقى استفسارات المواطنين عن المشروع القومى للتبرع بالبلازما، بالإضافة إلى إمكانية التواصل عبر الصفحة الرسمية للمشروع على مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» و«إنستجرام».

خالد مجاهد: التبرع آمن ويعتمد على أحدث الأجهزة الإلكترونية التى تعمل وفقًا للبروتوكولات العالمية

أكد الدكتور خالد مجاهد، مساعد وزيرة الصحة والسكان للإعلام والتوعية المتحدث الرسمى للوزارة، أن القيادة السياسية تولى اهتمامًا كبيرًا بمتابعة الخطوات التنفيذية للمشروع القومى لتجميع البلازما وتصنيع مشتقاتها، لافتًا إلى أن المشروع يعتبر أحد أهم التكليفات الرئاسية فى مجال الصحة لتحقيق الاكتفاء الذاتى فى هذا المجال الحيوى للحفاظ على صحة المواطنين.

وقال إن مشروع تصنيع مشتقات البلازما يعتمد على أحدث تكنولوجيا تصنيع الدواء فى المجالات الحيوية والبيولوجية، وهى تكنولوجيا تمتلكها دول قليلة على مستوى العالم، مشيرًا إلى أهمية الأمر خاصة خلال الجوائح التى تؤدى إلى توقف عمليات استيراد الأدوية بين الدول.

وذكر أن البلازما أحد مكونات الدم التى تشكل ٥٥٪ من حجمه، ويساعد التبرع بها على تنشيط الخلايا الجذعية فى الجسم، لافتًا إلى أنه سيتم استقبال المتبرعين بـ٦ مراكز لتجميع البلازما موزعة على ٥ محافظات على مستوى الجمهورية، وهى مركز الدكتور إيهاب سراج الدين لخدمات نقل الدم وتجميع البلازما بالعجوزة بمحافظة الجيزة، والمركز الإقليمى لنقل الدم بمدينة دار السلام، والمركز الإقليمى لنقل الدم وتجميع البلازما بالعباسية بالقاهرة، والمركز الإقليمى لنقل الدم بمحافظة الإسكندرية، والمركز الإقليمى لنقل الدم بمدينة طنطا بالغربية، والمركــــــز الإقليمى لنقل الدم بمحافظة المنيا، كما أنه من المقرر الانتهاء من تجهيز ٢٠ مركزًا خلال العام الحالى.

وأكد «مجاهد» أنه يجرى تطبيق جميع الإجراءات الوقائية والاحترازية للوقاية من فيروس «كورونا» بمراكز تجميع البلازما، إضافة إلى أعمال النظافة والتخلص الآمن من النفايات الخطرة وفقًا لبروتوكولات مكافحة العدوى، مع المتابعة الدورية والصيانة لجميع الأجهزة.

وأشار إلى أن وزارة الصحة وجهت بتكثيف البرامج التدريبية للفرق الطبية العاملة بالمشروع القومى للتبرع البلازما لتحقيق أعلى مستوى من الكفاءة والجودة فى العمل بتلك المراكز.

ولفت «مجاهد» إلى أن جميع مراكز التبرع ببلازما الدم تعمل وفقًا للمعايير العالمية، كما تقوم وحدة حفظ أكياس البلازما بالمراكز بتسجيل مواصفات العينة على المنظومة الإلكترونية عن طريق الكود التعريفى، ثم حفظها بثلاجات التبريد التى تم تجهيزها وفقًا لأعلى مواصفات الجودة، إضافة إلى تزويدها بنظام تسجيل آلى بنظام «RFID» لمتابعة عملية حفظ ونقل أكياس البلازما.

وأضاف «مجاهد» أن الشروط الواجب توافرها للتبرع أن يكون المتبرع فوق سن ١٨ عامًا ويتمتع بصحة جيدة، ولم يتبرع بالدم خلال الـ٣ أشهر الماضية، مشيرًا إلى أنه يتم الحصول على عينة تتراوح بين ٢٥٠ و٧٥٠ مل من البلازما حسب الحالة الصحية للمتبرع.

وأكد مأمونية عملية التبرع البلازما التى تضمن الحفاظ على صحة وسلامة المتبرعين، موضحًا أنه يتم سحب كمية من الدم من خلال جهاز يعمل على استخلاص البلازما وإعادة كرات الدم الحمراء إلى جسم المتبرع مرة أخرى أتوماتيكيًا عن طريق مجموعة من الأنابيب ذات الاستعمال الواحـد، حيث تُستخدم مرة واحدة فقط مع كل متبرع، مع تطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية لفيروس «كورونا» بمراكز تجميع البلازما وفقًا لبروتوكولات مكافحة العدوى.

ودعا «مجاهد» المواطنين فوق سن ١٨ عامًا للمشاركة الفعالة فى المشروع القومى للتبرع بالبلازما لتوفير الأدوية المشتقة من البلازما لإنقاذ حياة المرضى، حيث يسهم المشروع فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من مشتقات البلازما لتوفير الأدوية الخاصة بعلاج العديد من الأمراض المزمنة وأمراض الدم والكبد والكلى والحروق، موضحًا أنه يتم تعويض كمية البلازما التى يتم سحبها عن طريق الإكثار من شرب المياه والسوائل.

جمال فتحى: التصنيع المحلى يوفر المليارات من العملة الصعبة 

ذكر الدكتور جمال فتحى، استشارى أمراض الدم مدير وحدة أورام الدم وزرع النخاع بمعهد ناصر، أن «البلازما» هى مكون رئيسى من مكونات الدم وتضم كرات الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية.

وقال «فتحى» إن «البلازما» تضم مجموعة من العناصر المهمة والمفيدة جدًا فى علاج العديد من الأمراض، على رأسها عوامل التجلط والأمراض الوراثية والهيموفيليا، والذين يعانون من نقص العنصر الثامن للتجلط يتم تعويضهم من خلال بلازما الدم.

وأشار إلى أنه تتم الاستفادة من الأجسام المضادة الموجودة فى البلازما التى يمكن استخلاصها لإعطاء حماية للمريض تجاه أى فيروس أو ميكروب معين قد يهاجم الجسم، مؤكدًا أنها تساعد الأشخاص الذين لديهم مشاكل فى المناعة أو نقص المناعة بشكل عام على تكوين أجسام مضادة لحماية الجسم من مهاجمة الفيروسات والميكروبات.

وأضاف أنها تساعد مرضى الكبد الذين لديهم نقص فى إنتاج الألبومين، وهو بروتين مهم جدًا للحفاظ على ضغط الدم، وفى حال نقصه عن المستوى المطلوب يحدث تورم الجسم، كما يستفيد من البلازما المصابون بأمراض الدم الحميدة.

وعن فائدة توفير مشتقات الدم ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للتصنيع والاكتفاء الذاتى من مشتقات البلازما، أكد «فتحى» أن الكثير من الحالات يحتاج لمشتقات الدم، وفى حال عدم وجودها فى مصر يتم استيرادها من الخارج وهى مرتفعة التكلفة وطرق نقلها صعبة جدًا.

وأشار إلى أن التصنيع المحلى سيتيح توفير مشتقات الدم بكميات كبيرة فى مصر، بالإضافة إلى توفيرها بسعر أرخص كثيرًا من استيرادها من الخارج، ما يخفض تكلفتها على ميزانية الدولة، ويوفر مئات من العملة الصعبة، فضلًا عن انخفاض نسبة التالف من مستحضرات مشتقات الدم الواردة للخارج، لافتًا إلى أن مشتقات الدم لها طرق معينة لحفظها منعًا لتلفها، والأفضل أن يتم تصنيعها وحفظها فى نفس المكان لتقليل فرص التلف.