رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكري ميلاده.. كيف تنبه الكاتب أسامة أنور عكاشة من ظاهرة «الدعاة الجدد»؟

أسامة أنور عكاشة
أسامة أنور عكاشة

قدم الكاتب والسيناريست أسامة أنور عكاشة، الذي تمر اليوم الذكرى الـ80 لميلاده٬ في رائعته «أرابيسك»، تحليل لقضية شائكة عن الهوية التي ما زالت تثير الجدل حول الآن ولم يتم حسمها بعد.

سؤال الهوية، من نحن؟، وما هي جذورنا وأصولنا؟٬ هل مصر فرعونية أم بحر متوسطية أم عربية؟٬ أرق الكثيرين ومن بينهم أسامة أنور عكاشة٬ وسنجد له ملامح وظلال في أعمال أخرى له، ومن بينها «رحلة السيد أبو العلا البشري».

وقدم أسامة أنور عكاشة في روايته «منخفض الهند الموسمي»٬ تحليل وتفكيك لظاهرة الإسلام السياسي التي ظهرت في السبعينيات وتنامت خلال الثمانينيات والتسعينيات. 

وضع عكاشة يده علي جذور هذه الظاهرة وملامحها وعلي رأسها ظاهرة التدين الشكلاني٬ والذي لا يأخذ من الدين إلا قشوره وظاهره الخارجي دون جوهره الذي يدعو لقيم الحق والخير والجمال.

كان أسامة أنور عكاشة من أوائل من كشفوا وتنبهوا لما يسمي بظاهرة «الدعاة الجدد»٬ ففي روايته «منخفض الهند الموسمي» والتي تحولت إلي مسلسل بعنوان «موجة حارة» في العام 2013 من إخراج محمد ياسين وقام ببطولته كل من النجوم: إياد نصار٬ رانيا يوسف٬ معالي زايد٬ درة٬ خالد سليم٬ صبا مبارك٬ بيومي فؤاد٬ مدخت صالح٬ دينا الشربيني٬ حنان سليمان وسارة سلامة.

في هذا المسلسل يقدم أسامة أنور عكاشة شخصية الدعي الآفاق «الشيخ سعد العجاتي»٬ الجاهل والذي أصبح بين ليلة وضحاها شيخا داعيا ينظم ويقدم دروس الدين في منازل نجوم المجتمع ومشاهيره٬ فيعلو نجمه ويتحول إلي شخصية عامة مرموقة يشار إليها بالبنان٬ كما صار نجما فضائيا له برامج تليفزيونية٬ والعشرات من الدراويش والمعجبين٬ ممن يسألونه ويستفتونه في أمور دينهم٬ وهو يجيب بدون علم أو دراية أو حتي سابق دراسة.


كان لوفاة والدته في وقت مبكر من حياته كبير الأثر الذي حدد مساره مبكرًا٬ يقول أسامة أنور عكاشة في إحدي لقاءاته التليفزيونية٬ إن صدمة وفاة الأم جعلته طفلًا متوحدًا يلجأ للعزلة بعيدًا عن أقرانه أو اللهو معهم مثل من هو في سنه، وكيف تولد لديه إحساس بالنقص وسط الأطفال٬ فالكل لديه أم إلا هو.

وحول كيفية تناول المبدع قضايا مجتمعه ومحيطه إذا ما كانت العزلة شرطًا للإبداع والكتابة٬ يقول عكاشة: دخلت عالم الكتاب خاصة الرواية ووجدته زاخرًا بالحياة والعوالم المختلفة٬ هنا انتهت العزلة بالنسبة لي بما عشته من حيوات وأحسسته من أحاسيس أبطال الروايات التي قرأتها، وهو ما أعدني لعالم الكتابة، وأنهي فترة العزلة التي عشتها٬ خاصة أنني كنت قد دخلت مرحلة المراهقة والدراسة الثانوية٬ فبدأت أنفتح علي العالم من حولي٬ خاصة وأن التغيرات الفسيولوجية كانت تحتم هذا الانفتاح٬ سواء الرغبة في تحقيق الذات٬ وبزوغ المشاعر الرومانسية تجاه الجنس الآخر والذي يبدأ في سن المراهقة٬ وما يتبعه من ظواهر كحب بنت الجيران، كان هذا إيذانًا بانتهاء فترة العزلة بالضرورة، والتي لم يتبق منها سوي مخزون القراءة في العقل الباطن الذي حدد مساري في الكتابة.

أسامة أنور عكاشة
أسامة أنور عكاشة