رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة صورة «بلغ سلامى للبوذيين فى مصر» حيلة أنيس منصور لمقابلة «دلاى لاما»

أنيس منصور
أنيس منصور

 

«سيدى ومولاى، اسمح لعبد ضعيف جاء من بعيد بأن يتشرف فيلمس بيده النظيفة طرف ثوبك، واسمح له بأن يتشرف بالجلوس على مسافة تسمح له إن شئت أن يلتقط لك صورة، وإذا لم توافق فإنه لن يفقد الأمل، وقد لا يعود إلى القاهرة وإنما سيموت من الحسرة». 

ربما كان الخطاب مبالغة من الكاتب الصحفى أنيس منصور، لكن الحقيقة الوحيدة أنه قابل الدلاى لاما، الملهم الدينى البوذى، الذى كان فى ذلك الوقت «أشهر لاجئ فى العالم» تتبع الصحف أخباره، وتطارده الصين بجيشها، وتقضى على مريديه، بينما يعيش أعلى جبال الهند الخضراء، بعدما هرب آلاف الأميال ومعه بعض الرهبان.

ذهب للقائه، وبقى طويلًا فى فندق فى انتظار وصول خطاب الموافقة على اللقاء الصحفى، حتى أبلغه أحد الموظفين بأن «الخطاب وصل».

حلق لحيته، وأغرق جسده فى الكولونيا، و«تخيلت العناوين التى ستصدر بها صحف أخبار اليوم فى القاهرة: أول صحفى يقابل الدلاى لاما»، إلا أن كل ذلك انقلب حين فتح الخطاب: «وجدته خطاب رفض واعتذار».

بحث عن طريقة للسفر إلى مدينة الدلاى لاما، وظل يفكر فى طريقة لخداع الحراس، فركب عربة نقل صغيرة ملفوفًا بالبطاطين والفوط والكاميرا فى طيات ملابسه، واندهش الناس، فقال إنه مريض «وعلاجى الوحيد عند قداسته». صعد إلى الدلاى لاما أخيرًا، وانفتح باب صغير انحنت الرءوس من ورائه فجأة، وانكشفت حيلة «أنيس» للمترجم، الذى سأله: هل أنت مريض؟.. هل أنت صحفى؟

وفق كتابه «حول العالم فى ٢٠٠ يوم»، رمى الأغطية، وجلس بجوار الدلاى لاما، وطلب من المترجم أن يلتقط الصورة، فظهرت على صفحات «أخبار اليوم» وهما يضحكان، فالرجل طلب منه أن يبلغ سلامه إلى «المؤمنين به فى شوارع القاهرة والإسكندرية والمنصورة وباقى مدن مصر»، وأجرى الحوار، وخرج، والتف حوله المؤمنون والرهبان، وكأنهم يحقدون عليه: «يا بختك».