رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«واشنطن بوست»: أيام صعبة تنتظر البعثة الدبلوماسية الأمريكية بأفغانستان

الانسحاب الأمريكي
الانسحاب الأمريكي

قالت صحيفة واشنطن بوست الامريكية واسعة الانتشار تحت عنوان "يوم الانسحاب.. ويوم الشقاء" إن يوم سحب آخر جندي أمريكي من أفغانستان فى الحادى والثلاثين من أغسطس القادم سيكون هو ذاته يوم بداية المتاعب والشقاء للبعثة الدبلوماسية الأمريكية التى ستبقى فى كابول عاصمة افغنستان مهما كانت قدرة قوة الحراسة التى ستعزز بها واشنطن مقارها ومكاتبها فى عاصمة بلد تعجز قواته الأمنية عن تحقيق الأمن فيها فى مواجهة مسلحين متربصين بها من كل اتجاه فى مقدمتهم مقاتلى طالبان.

واعتبرت الواشنطن بوست ان تقليص حجم العاملين فى البعثة الأمريكية فى كابل من 4000 الى 1400 موظف دبلوماسى لن يقدم حلًا ناجحًا لضمان أمنهم وسلامتهم مستقبلًا بعد استكمال الانسحاب العسكرى الأمريكي، وفى هذا الصدد أكدت الصحيفة أن الخارجية الأمركيية هى الأكثر جرأة وامتلاكًا لعناصر بشرية ألفت العمل والعيش فى أحلك الظروف مثل ليبيا والصومال، وفى هذا الصدد سيكون موظفيها العائدين من أفغانستان رصيدًا إضافيًا يعزز قدرة الدبلوماسية الأمريكية على العمل "بلا خوف" فى مناطق العالم الساخنة والاشد خطورة، وربما سيكون هذا هو مكسب الولايات المتحدة الوحيد من تواجد صعب لمدة عشرون عامًا على الأراضى الأفغانية.

وأضافت "واشنطن بوست" أن إعلان الرئيس الامريكى جو بايدن عزمه اتمام سحب القوات الأمريكية قد وظفته طالبان عمليًا فى صورة هجمات استعادة بها الأراضى والمناطق الأفغانية التى سبق وأن أخرجتها منها القوات الامريكية ، واعتبرت طالبان – وفقًا للصحيفة الأمريكية - أن الوقت قد حان لها لاسترداد تلك المناطق و إخضاعها وهو ما نجحت فيه إلى حد كبير حتى قبل اتمام الانسحاب الأمريكي.

وقالت “واشنطن بوست” إن "نوبة الجرأة " التى تنتاب طالبان حاليا وتعزز تمددها فى أراضى أفغانستان لن تنتهى إلا بقيام طالبان بإسقاط الحكومة الأفغانية وإنهاء الدولة الأفغانية بصورة كاملة لتحل محلها "دولة طالبان" وهو الأمر الذى رصدته دول “فرنسا وروسيا والصين” بعين القلق.

وتساءلت الصحيفة الأمريكية، هل ستتغلب شهوة الحكم لدى قيادات طالبان على شهوة الانتقام من ضربات جوية موجعة سددتها إليهم مقاتلات سلاح الجو الأمريكى على مدى عشرون عامًا مضت؟، وما الذى سيعنيه ذلك بالنسبة للدبلوماسيين الأمريكيين المتواجدين على الأراضى الأفغانية مستقبلًا.

وقال دبلوماسيون غربيون فى كابول لـ"واشنطن بوست" – رفضوا التعريف بهم خوفًا على سلامتهم الشخصية – إن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان عسكريًا سيبدد 134 مليار دولار أمريكى أنفقتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة من أموال دافعى الضرائب الأمريكيين على تعزيز القدرات الأمنية لأفغانستان وتطوير بنيتها التحتية التى تدمرها كل يوم هجمات طالبان، وبرغم ذلك رصدت وكالة التنمية الدولية الأمريكية 500 مليون دولار أمريكى لاستكمال منشئات صحية فى افغانستان حتى نهاية العام الجارى.

ووفق البيانات الصادرة عن وكالة التنمية الدولية الأمريكية USAID فقد كانت أفغانستان هى اكبر مستفيد على مستوى العالم من حزم التمويل الإنمائى المقدمة من الوكالة خلال العام 2019 لا سيما فى المجال الصحى وهو ما ساعد على رفع متسوط عمر الأفغان من 47 الى 63 عامًا.