رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الهيدروجين الأخضر» ومستقبل التنمية فى مصر

الهيدروجين
الهيدروجين

نجحت مصر منذ عام 2014 في تحقيق طفرة كبيرة في قطاع الطاقة، وقد تجاوزت الاستثمارات في قطاع الطاقة الكهربائية 500 مليار جنيه، بينما تخطت الاستثمارات في قطاع البترول 260 مليار جنيه.

وواكب هذا التطوير السعي الجاد نحو استخدام مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، فأنشأت وزارة الكهرباء عدة مشروعات عملاقة، أهمها مشروع "بنبان" للطاقة الشمسية والذي تبلغ قدرته الإنتاجية 1456 ميجاوات، هذا التوجه نحو تعزيز قطاع الطاقة بشكل عام والطاقة المتجددة بشكل خاص، هو استثمار في المستقبل.

رغم أهمية توليد الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة، إلا أن تلك المصادر لا يمكنها أن تحل محل الوقود الحفري بالكامل، خاصة في الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل الحديد والصلب والبتروكيماويات، ومن هنا تظهر أهمية الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة والذي يتمتع بعدة مميزات أهمها أنه مصدر نظيف للطاقة، ويمكن الاعتماد عليه في المصانع العملاقة والنقل، كما يمكن تخزينه ونقله بأكثر من طريقة سواء غاز عبر الأنابيب أو سائل في أسطوانات.

وهناك وسيلتان لإنتاج الهيدروجين، الأولى باستخراجه من غاز الميثان أو الغاز الطبيعي، والهيدروجين المستخرج من تلك الطريقة يطلق عليه "الهيدروجين الأزرق" لأنه ينتج عنه كمية من غاز ثاني أكسيد الكربون، الثانية باستخدام التحليل الكهربائي للماء وهي الطريقة الأنظف بيئيًا، ولذلك يطلق على الهيدروجين المنتج "الهيدروجين الأخضر".

ويعد الغاز الطبيعي حاليًا هو المصدر الرئيسي لإنتاج الهيدروجين، حيث يمثل حوالي ثلاثة أرباع الإنتاج العالمي السنوي من الهيدروجين البالغ حوالي 70 مليون طن. ولكن، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة، فإنه مع انخفاض تكاليف الطاقة الشمسية والرياح، يمكن أن يصبح استخدام مصادر متجددة للطاقة هو الخيار الأفضل والأوفر لإنتاج الهيدروجين الأخضر، حتى بعد مراعاة تكاليف النقل والتوزيع.

وقد خطت مصر خطوات جادة وفعالة نحو استخدام الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة، ففي مارس الماضي تم توقيع اتفاقية بين وزارات الكهرباء والبترول مع شركة "ديمي" البلجيكية للبدء في الدراسات الخاصة بمشروع إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، كما أعلن الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة أن الوزارة تعمل على تحديث استراتيجية الطاقة 2035 لتشمل الهيدروجين الأخضر كمصدر لها، وسبق ذلك التوقيع على اتفاق نوايا مع شركة "سيمنز" الألمانية للبدء في مناقشات ودراسات لتنفيذ مشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر بمصر.

وفي شهر يوليو الجاري وقعت الشركة القابضة لكهرباء مصر والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) اتفاقية مع شركة (إيني) الإيطالية من أجل تقييم جدوى إنتاج الهيدروجين في مصر، ومن المقرر أن تجري الأطراق الثلاثة دراسة في مشروعات مشتركة لإنتاج كل من الهيدروجين الأخضر، باستخدام الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأزرق.

وتنتج مصر حاليًا 5 آلاف و878 ميجاوات من الطاقة المتجددة، وتعتمد استراتيجية الكهرباء على تنويع مصادر الطاقة، حيث تسعى للوصول بالطاقات الجديدة والمتجددة إلى نحو 20% من إجمالي الطاقة المولدة في 2022، بينما تسعى للوصول بتلك النسبة لتمثل 42% من إجمالي الطاقة المولدة في مصر عام 2035.