رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الصوفية والسياسية» كتاب جديد لـ محمد بن العربى الشرقاوى

غلاف كتاب الصوفية
غلاف كتاب الصوفية والسياسة

صدر حديثا عن المركز الثقافى العربى، كتاب جديد تحت عنوان "الصوفية والسياسة" تأليف محمد بن العربى الشرقاوي، والتى يتطرق فيه إلى النقاش الدائر حول علاقة التصوف بالعمل السياسى، بفعل مواقف الكثير من الشخصيات المحسوبة على التصوف، وكيف كانت دورهم فى الأحداث السياسية.

وبحسب مقدمة الكتاب: تتداخل وظائف الزوايا ما بين جوهرها باعتبارها بنية دينية بامتياز، وما بين أدوارها اللاحقة باعتبارها فاعِلاً سياسياً رئيساً فى تأطير الأفراد والجماعات، مروراً بأدوار أخرى اجتماعية واقتصادية... فالدراسات التى تناولتها من وجهة نظر وظيفية، اكتفت بعضها بالحديث عن طبيعتها الدينية التى تجعلها إطاراً شَكلياً يكتفى بذاته ولأجل ذاته، بينما اعتبرتها دراسات أخرى مؤسَّسة متعدِّدة الأبعاد يتداخل فيها الدينى بالاجتماعى بالسياسى بالاقتصادي.

ولعلّ أهم ما استنتجناه فى هذا العمل الذى يركِّزعلى الزاوية الشرقاوية بصفة خاصة من خلال الوثائق هو التأكيد على أن الزاوية لم تكن، مطلقاً، مؤسسّة دينية فقط. فقد مارست السياسة مباشرة أحياناً وإضماراً أحياناً أخرى، وتفاعلت مع وقائع عصرها بذكاء فائق، ومرونة كبيرة.

لقد كان همّنا على امتداد هذا البحث الذى يتواجد فى مناطق التماس بين التدوين التاريخي، والنقاش الأنتروبولوجي، والتفسير الاجتماعي، وتحليل الخطاب اللِّساني، والتدقيق الكوديكولوجي، والتحليل السياسي، وحتى العرفان الصوفي، هو الحفاظ لهذا العمل على تفرُّده وعدم الانجراف نحو حقل من هذه الحقول المعرفية وتركه يطغى على البحث ويلبسه بلبوسه، حتى يجد كل مهتم بأحد هذه الميادين العلمية شيئاً من بغيته فيه، وغاية ما نتمنى أن نكون قد وفّقنا بعض الشيء، ونترك للقارئ الحُكم فى ذلك.

والصوفية أو التصوف هو مذهب إسلامي، لكن وفق الرؤية الصوفية ليست مذهبًا، وإنما هو أحد مراتب الدين الثلاثة (الإسلام، الإيمان، الإحسان)، فمثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام، وعلم العقيدة بالإيمان، فإن التصوف اهتم بتحقيق مقام الإحسان، مقام التربية والسلوك، مقام تربية النفس والقلب وتطهيرهما من الرذائل وتحليتهما بالفضائل، الذي هو الركن الثالث من أركان الدين الإسلامي الكامل بعد ركني الإسلام والإيمان، وقد جمعها حديث جبريل، وذكرها ابن عاشر في منظومته (المرشد المعين على الضروري من علوم الدين)، وحث أكثر على مقام الإحسان، لما له من عظيم القدر والشأن في الإسلام.