رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قضية السد الفاشلة

هل تظن أن منشوراتك التي تدعو فيها إلى شن الحرب وضرب السد ومحو أثيوبيا من الوجود تدعم قضيتك؟
إن كنت تظن ذلك فأنت مخطىء لأنك بذلك تدعم قضيتهم و تقوض قضيتنا.
لأنك تظهرهم أمام المجتمع الدولي بمظهر الطرف الضعيف الذي يستقوى عليه الطرف الآخر بما يملك من قوة وعتاد، والناس يتعاطفون مع الضعيف لا القوي.
إننا نتصرف على مواقع التواصل كمحام فاشل يقدم قضيتنا بحقنا العادل فيها إلى خصومنا على طبق من ذهب، ونقدم لهم كل المسوغات التي تجعل الآخرين يتعاطفوا معهم.
إن أبي أحمد وأمثاله يخاطبون الداخل الأثيوبي ويصورون له الجانب المصري بأنه المستعمر الجديد الذي يريد محو دولتهم من الوجود بغزوها واستعباد شعبها وبيع أبنائهم وبناتهم في أسواق النخاسة والعبيد، ومحو حقهم في التنمية والتقدم وتطوير البنية التحتية لقطاع الكهرباء والاستفادة من مميزات النهر الذي ينطلق من أرضهم، إنه يقدم لهم مصر في صورة شيطان يتربص بهم السوء، ثم تأت أنت بمنشوراتك التي تطالب فيها بالحرب وتنعت الأثيوبيين بالعبيد الأحباش لتدعم ما يسوقه أبي أحمد ومن وراءه، وتساعدهم في حشد رأي عام داخلي وأممي ضدك، وتضرب قضيتك العادلة في مقتل وتتسبب في خسارة معركة لم تبدأ بعد.
ولو إنك بمنشوراتك التي لعبت فيها دور القائد العسكري ووضعت فيها خططك الجهنمية المختلف لضرب السد وتدميره وسحق الجيش الأثيوبي وإبادته. لعبت دور السفير على مواقع التواصل الاجتماعي فعرضت القضية للأجانب عرضا عادلا وبينت لهم الأضرار التي ستعود على شعب بأكمله بسبب تعنت قادة أثيوبيين يركضون خلف مصالحهم لا مصالح بلادهم بتحريض من قوى إقليمية لا تريد الاستقرار للمنطقة.. لو عرضت لهم إن مصر لا تمانع في خطط تنمية أثيوبيا ولا حق شعبها في التقدم ولكن من منطلق لا ضرر ولا ضرار؛ لو بينتم أن القصة لا علاقة لها بعنصرية ولا ميول استعمارية؛ لستلامتم شعوب الأرض والأثيوبيين أنفسهم لصفكم.
اتركوا عنكم خطط السياسة وجهود الدبلوماسية للسياسيين والدبلوماسيين، واتركوا خطط الحرب والإعداد لها للعسكريين فهم أدرى الناس بمتى يلوحون بها أو يشعلون فتيلها أو يكفون الناس شرها؛ ولعبتم هذا الدور الذي نحتاجه حاليا ؛ لربحنا القضية وكسبنا تعاطفا لها، ومهدنا الأرض للكي إن كان آخر العلاج.
كونوا أنصارا راشدين لقضيتكم العادلة ولا تنساقوا وراء عواطفكم فتضيعوا قضيتكم وتفسدوا جهود المتخصصين، وكونوا خير العون والسند والعضد.
لن تضيع مصر وفيها مخلصون ولن يضيع أي حق لها وأنتم عضدها.