رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدير مكتبة القاهرة الكبرى: الحفاظ على التراث الثقافي واجب قومي

 مكتبة القاهرة الكبرى
مكتبة القاهرة الكبرى

أكد مدير عام مكتبة القاهرة الكبرى المنسق العام للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات ياسر عثمان، أن الثقافة تعلب دورًا جوهريًا في بناء الإنسان وتطوير المجتمع وبلورة الوعي الإنساني والحضاري خصوصا الثقافة ذات الطابع الوطني، معتبرًا أن الثقافة تعد شرطًا أساسيًا للممارسة الديمقراطية والمساواة الاجتماعية وتحرير القيم التي تعطى دفعا لتطور الإنسانية وتقدمها.

وقال عثمان - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الخميس - إن التراث يعد ثروة قومية الحفاظ عليها واجب قومي، مضيفًا أن الثقافة تلعب دورًا مهما في تشكيل الشخصية الإنسانية وتشكيل الوعي والوجدان، وتمتلك مصر مقومات ثقافية وحضارية عريقة ومتميزة تتسم بالتعددية والتنوع والثراء الأمر الذي يجعلها في مقدمة الثقافات التي تتميز بإنتاج فكري ومعرفي غزير ويجعلها قادرة على التواصل وأزالت المسافات المكانية والزمنية بينها وبين الثقافات الأخرى حيث يتوافر بها القدرة على استيعاب التجارب الإنسانية أقوى بكثير من إظهار عوامل التباين والاختلاف مع قدرتها على الاحتفاظ بهويتها المميزة.

وأضاف أن بناء شخصية الإنسان يعد من المهام الصعبة التي توليها الدول المتقدمة اهتمامًا كبيرًا حيث انه الحامل للثقافة والمحافظ على جذورها المتينة في المجتمع وكلما ازدادت قوة المجتمع يكون قادرًا على تصدير ثقافته إلى المجتمعات الأخرى.. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة كيف يمكن أن نبنى ثقافة متوازنة مع الاحتفاظ بعادتنا ومعتقدتنا وقيمنا الإنسانية النبيلة وتستوعب داخلها ثقافات أخرى تقوم على الديمقراطية والحرية.

وتابع قائلًا: "تكمن الإجابة في وجود مؤسسات تعليمية وثقافية قادرة على إعادة بناء شخصية تعتز بموروثاتها الثقافية والحضارية وتستوعب التطور التكنولوجي والعلمي الحديث".

وأوضح أن المكتبات تعد من المؤسسات الثقافية التي تحمل على عاتقها نشر الثقافة وإعادة بناء الشخصية حيث تعد أحد الروافد التي يستقي منها الفرد معلوماته وتساهم في إكسابه خبرات ومهارات وقيم جديدة عن طريق مواقف تعليمية حقيقية وتساهم في تنشئته تنشئة اجتماعية صحيحة وذلك من خلال المكونات المعرفية والوجدانية والعلمية التي تبثها في أنشطتها الثقافية والفنية ويعد المكون المعرفي أولها وهو الذي يتم فيه تزويد الفرد بالمعلومات التي تتعلق بشئون وطنه.

وأردف قائلًا: "وثانيهما المكون الوجداني ويشمل كل ما يتعلق بالقيم الاجتماعية التي يؤمن بها المجتمع مثل الاحترام وتقدير رموز الوطن وقادته والعاملين المخلصين من أبنائه وحب الخير والتسامح مع الآخر والتعاون والثقة بالنفس والتحلي بالمسئولية والصدق في القول والعمل وغيرها من القيم التي يجب أن تنعكس على سلوك الفرد وممارساته، أما المكون العلمي وهو كل ما يتعلق بمهارات الاتصال والتواصل والتفاعل مع الآخرين والتعاون الذاتي والمشاركة في شئون الحياة العامة ومهارات التفكير الناقد واتخاذ القرارات وحل المشكلات والتعلم الذاتي والنمو المستمر".
 

وتابع: " تلعب الثقافة دورًا أيضا في إرساء الأمن والسلم المجتمعي من خلال غرس قيم قبول الآخر والتنوع والاختلاف واستيعاب الثقافات الأخرى ، كما أنها تعد من أهم أسلحة محاربة ثالوث الدمار التطرف والإرهاب والشائعات، لأنها تقوم ببناء فرد قادر على التميز والفهم وموازنة الأمور والنقد البناء".

وأشار إلى أن الثقافة يمكن أن تقوم بالأدوار التي تعجز عنها السياسة، أو أنها يمكن أن تصلح ما تفسده السياسة، أو أنها يمكن أن تكون قاطرة لتنشيط سياسي بين الدول ؛ مضيفا ربما تكون كل هذه المفاهيم صحيحة، ما حدا بالبعض التأكيد على أن الثقافة أصبحت هي القوة الناعمة بامتياز، وأنها يمكن أن تفعل ما لا يفعله غيرها.

وأوضح أن من يفهم أهمية الثقافة فإنه يسرع باستخدامها كقوة ناعمة كونها تعتمد على مرجعيات تاريخية وتراثية وتكمن قيمها ، وأهميتها، في أنها يمكن أن تكون وسيلةً أخرى لإنارة العقول، لتصبح بحق مفهوماً حقيقياً للاستنارة، بعيداً عن شعارات الاستنارة الزائفة.

يذكر أن مجلس إدارة الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات واللجنة التنفيذية برئاسة الدكتور حسن السريحي رئيس الاتحاد ياسر عثمان مدير عام مكتبة القاهرة الكبرى التابعة لوزارة الثقافة، اختار أمس، منسقًا عامًا للاتحاد على مستوى جمهورية مصر العربية بجميع محافظاتها.