رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتبة الحائزة على «التشجيعية» 2014

ابتهال الشايب: لا أتعامل مع الكاتب على أساس جوائزه.. وأفضل الشعر على الرواية

ابتهال الشايب
ابتهال الشايب

حوار 

حسين عبد الرحيم

الكاتبة ابتهال الشايب للدستور

(أحب العزلة.. لكن غالبية أصدقائي المقربين من العامة،

 وأصدقائي محدودون بداخل الوسط الثقافي 

 

اختارت الكاتبة ابتهال الشايب العزلة منذ البداية، وحتى من قبل أن تفرض جائحة كورونا العزلة على الناس، وأدى هذا الاختيار إلى تفرغها للكتابة، فابتهال الشايب ترفض مساوئ الشللية والنميمة، وتفضل الاعتكاف لتطوير منجزها الكتابي فيما يخص الرواية والقصة وكذلك عالم الشعر. 

ابتهال الشايب تخرجت من كلية الآداب جامعة جنوب الوادي قسم اللغة الفرنسية، وهي التي حصدت جائزة الدولة التشجيعية في الآداب – عام 2014 عن مجموعتها القصصية " نصف حالة" وهي رؤية فلسفية للواقع.

 

وأصدرت ابتهال بعد ذلك روايتها الأولى "يزن".. ثم مختارات من الشعر الفرنسي المعاصر عن دار النسيم في العام 2017.. ومجموعتها القصصية الأخيرة “مألوف” عن دار النسيم في العام 2020..

 

"الدستور" التقت الكاتبة ابتهال الشايب، وسألتها بداية:                      

-هل عزلة الكاتب الإاتيارية تساهم في غربته؟

سأتحدث في إجاباتي عن تركيبتي الإنسانية، أو الشخصية أو السلوكية، أنا شخصية متناقضة، بداخلي الكاتب والإنسان البسيط معًا، أحب العزلة لكن غالبية أصدقائي المقربين من العامة، وأصدقائي محدودون بداخل الوسط الثقافي وأميل أكثر للعامة، لذا فأنا أشعر بالغربة في الحالتين.

 

-كيف كان تأثير جائحة  كورونا على حواس الكاتب وكيف ترينها؟

فيرس كورونا كارثة بكل المقاييس، خاصة لمحدودي الدخل والبسطاء، يستطيع الكاتب التغلب على تأثير الكورونا عن طريق الكتابة أو تعلم أشياء جديدة، ففي تلك الفترة استطعت تعلم بعض الأشياء. حالة الظلام والصمت التي سادت الشوارع ليلًا، وفراغ المقاهي والمحال، أبسط الأشياء اختفت بسبب فيروس لا يرى بالعين المجردة، موت الحياة أمام عيوننا جعلني أتذكر بطل رواية “يزن” وهو يتساءل: هل نحن أحياء الآن؟     

                                                                                

 -الشعر والرواية.. أيهما أقرب لروحك؟

الشعر بالطبع لأنه شيءٌ مرهفٌ، قريبٌ من القلب، مللت الرواية بسبب بعض  النصوص التي خلقت بداخلي السأم والضجر. 

 

-أنت في الغالب بعيدة عن الوسط الثقافي فهل هناك إيمان بمفهوم "الشللية" ولذلك تعمدتِ البعد والانزواء والتفرغ للمجال الكتابي الإبداعي؟

نعم بالطبع وليس في الوسط الثقافي فقط، بل في جميع المجالات، وأنا لا أنتمي لأي مجموعة؛ لكنني أحب وأحترم الجميع.

 

-كيف إذن، يحقق الفنان، ومن قبله الكاتب مفاهيم ومعان، خلاصه الذاتي، هل تكفي “الكتابة” أم أنها ليست أكثر من سلوى؟

الكتابة والتفكير معًا، طرح الأسئلة التي لا تنتهي، وكثرة الاطلاع. الكتابة متعة شخصية ولعبة بالنسبة لي،  وهي الشيء الذي أضع فيه كل مفاهيمي للحياة وللنفس.

 

-بعد مرور سبعة أعوام على حصولك على جائزة الدولة التشجيعية، كيف ترين هذا الحدث الفارق في علاقتك بالكتابة، وبالجوائز أيضًا؟

كان حدثًا هامًا، ودفعة إلى الأمام، وشرف حصلت عليه لأنني أعتز كثيرًا ببلدي، وخلق عبئًا لأنني مازلت أتعلم فنون الكتابة وقواعد النحو والصرف والصياغة وغيرها، أما بالنسبة للجوائز لم أتقدم لأي جائزة منذ فوزي، ولا أتعامل مع الكاتب على أساس جوائزه، فأنا أقدر كل عمل.

 

-ماهو حصاد ترجمتك لديوان “البانوبتيكون” من الفرنسية إلى العربية، وماذا تضيف الترجمة للكاتب أو المبدع؟

بدأت ترجمة منذ كنت طالبة في الجامعة، ترجمت بعض قصص الأطفال، وعندما اندمجت في مجال الكتابة تابعت أعمال المترجم القدير الحسين خضيري وهو الذي شجعني على الترجمة، وكيف أبحث عن الأعمال؟ "زمن البانوبتيكون" هو أولى خطواتي. والترجمة بالنسبة للكاتب ممارسة مختلفة للاطلاع،  يكفي أن تقرأ عملا لكاتب أجنبي بلغته، ومن ثم تحاول جعله يصل للقارىء وللمبدع، تذوق الكلمات ونقلها إلى اللغة العربية متعة ليس لها حدود. أن تبحث وتجتهد وتفكر هو مجهود جميل، فنحن اعتدنا على البحث عن الكلمات ومرادفاتها منذ الدراسة في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية.

 

-كيف ترين فعاليات الدورة الـ52 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام؟

لم أحضر؛ نظرًا لحرارة الجو استمعت لبعض الآراء فقط .

 

-أخيرًا.. كيف تعامل النقاد مع كتاباتك وهذا انطلاقًا من نصوصك وكيف ترصدين حالات وأشكال النقد في مصر؟

مجموعة "نصف حالة" ورواية "يزن" تناولهما العديد من النقاد، لم يتركوا أي شي في العمل إلا وتناولوه، سواء سلبي أو إيجابي من حيث اللغة والفكرة والتناول وغلاف العمل حتى اسمي المكتوب على الغلاف، وممتنة لهم كثيرًا على هذا الجهد والاهتمام، وأنا أحترم رأي الناقد؛ لأنني أريد التعلم أكثر. 

وفي مصر حالات النقد متعددة، هناك نقد موضوعي تمامًا ومنصف من دارسين متخصصين وأدباء كبار، والأمر أكثر دقة عندما يتم تناول العمل عن طريق شخص أكاديمي، وهناك أيضًا بعض الأكاديميين يتناولون أعمال معينة فقط لأشخاص معينة، ودون النظر لبقية الأعمال وهناك من يهاجم وينقد بطريقة غير لائقة لكاتب في بداية طريقه، وبعضهم يرى أن هناك نصوص ضعيفة لا يصح مناقشتها أو عرضها.