رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة: «الإخوان» اتخذت الجمعيات الخيرية بالنمسا كستار لتمويل أنشطتها المتطرفة

الاخوان في اوروبا
الاخوان في اوروبا

على خلفية الإجراءات التشريعية الأخيرة التي اتخذتها أوروبا للحد من تغلغل جماعة الإخوان الإرهابية في القارة العجوز، أعاد موقع "عين أوروبية على التطرف" نشر دراسة "الإخوان المسلمون في النمسا" التي أعدها لورينزو فيدينو، مدير مركز التطرف في جامعة جورج واشنطن الأمريكية، في 2018 بالتعاون مع معهد فيينا لدراسات الشرق الأدنى وبدعم من تمويل صندوق التكامل النمساوي، والتي حظيت بأكبر قدر من النقاش حول استراتيجية التعامل مع الجماعة المتطرفة. 

 

وأقر المجلس الوطني في النمسا قانونا جديدا لمكافحة الإرهاب والتطرف يستهدف تعزيز جهود الدولة لحظر نشاطات التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها الاخوان، كما أصدرت ألمانيا قانونا اتحاديا جديدا يحظر استخدام رموز وشعارات الإخوان وغيرها من جماعات الإسلام السياسي المتطرفة.

 

وقال الموقع الأوروبي، إن الإخوان أنشأت شبكة متطورة من الكيانات والجمعيات الخيرية والأكاديميات التعليمية بغرض التأثير على المجتمعات المسلمة في أوروبا واتخاذها ستارا للمساعدة في تمويل أنشطة الجماعة المتطرفة، مشيرة إلى أن الجماعة نجحت في الحصول على مستوى غير متناسب من الظهور والقوة، مع الأخذ في الاعتبار عدد أعضاء الجماعة وعدد المتعاطفين معها والذي يعد قليلا بالمقارنة إلى عدد الجاليات المسلمة في الغرب. 

 

وأوضح "عين أوروبية على التطرف" أن دراسة لورينزو فيدينو تقدم نظرة عميقة عن وجود الاخوان في النمسا، وكشفت عن أن المنظمات المرتبطة بالإخوان تمكنت في كثير من الأحيان ، بفضل وصولها إلى الموارد الكبيرة والمهارات التنظيمية ، من أن تصبح تتسلل إلى النخب الغربية داخل المجتمعات المسلمة الغربية.

 

كما رصدت الدراسة كيف سعت الجماعة إلى الظهور في الدول الغربية في أواخر خمسينيات وأوائل ستينيات القرن الماضي، حينما هربت مجموعة صغيرة ومتشددة من قيادات الجماعة من الشرق الأوسط، للاستقرار في مدن أوروبا وأمريكا الشمالية، مشيرة إلى أن معظم هذه العناصر الهاربة كانوا من الطلبة الذين استقروا في مدن أوروبا للدراسة في جامعاتها، فضلا عن بعض القيادات والمقاتلين المدربين ذوي الخبرة.

 

وأوضحت الدراسة أن الإخوان استغلت عدم وجود مساجد أو منظمات للمسلمين في المدن الأوروبية، وبدأوا في غرس وجودهم المشبوه عن طريق إنشاء أماكن صغيرة للصلاة والاجتماعات، ونشروا فكرهم المتطرف والمعادي للديمقراطية، عن طريق تنظيم الندوات، وغيرها من الأنشطة. 

 

وبين مدير مركز التطرف في جامعة جورج واشنطن، في دراسته، أن الجماعة استغلت النمسا كملاذ آمن لقيادتها وعناصرها، وقاعدة لأنشطتها في الدول العربية وأوروبا، كون أن النمسا تعد دولة محايدة سياسيا تملك بنية تحتية جيدة وصحافة حرة، وفرص استثمار جديدة، ونظام بنكي جيدا، وكل هذا يجعلها قاعدة مهمة لأنشطة الجماعة. 

 

وتتخذ النمسا موقف واضح ضد الجماعة الإرهابية، حيث قامت السلطات الأمنية بشن عددا من الحملات الأمنية والمداهمات ضد جمعيات وقيادات الإخوان على أراضيها، وصادرت نحو 20 مليون يورو في صورة أصول وأموال سائلة، وتجميد حساباتاتهم البنكية، كما داهمت شرطة النمسا 60 منزلًا ومتجرًا لجماعة الإخوان في 4 ولايات، كما تم اعتقال 30 شخصًا وقدرت الأصول التي تمت مصادرتها بشكل مبدئي بنحو 25 مليون يورو، وذلك في نوفمبر من العام الماضي.