رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«فيسبوك» تستخدم آليات جديدة لمكافحة التطرف.. والأزهر يحذر من استغلال الجماعات للفضاء الإلكتروني

فيسبوك
فيسبوك

قامت إدارة موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بالتعاون مع المؤسسات العاملة في مجال مكافحة التطرف، باعتماد مبادرة جديدة تقوم على إرسال شعارات تحذيرية لمن يتداولون محتويات متطرفة، مرورًا بطرح أسئلة على أصدقاء وعائلة صاحب المحتوى للاستعلام عن مدى شعورهم بالقلق حيال إمكانية تبني أحد المقربين منهم للفكر المتطرف، ليصل الأمر في النهاية إلى حذف المحتوى والإبلاغ عنه، وذلك في إطار سعيه للسيطرة على المحتوى المتطرف على صفحاته.

وجاءت هذه المبادرة من قبل إدارة "فيسبوك" بعد حملة الانتقادات القوية التي طالت المنصة ووصف الكثيرين لها بالمتخاذلة جراء عدم اتخاذها إجراءات حازمة حيال أتباع نظرية المؤامرة، التابعة لحركة كيو أنون (QAnon) المتطرفة، ما اضطره بعدها لحذف مئات الحسابات على منصة "إنستجرام" التابعة له.

- مرصد الأزهر: مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مرتعًا للجماعات المتطرفة

من جانبه، يؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مرتعًا للكثير من الجماعات المتطرفة التي زاد نشاطها بشكل ملحوظ خلال الآونة الأخيرة، بهدف استقطاب أتباع جدد لها ونشر أفكارها المتطرفة في الفضاء الإلكتروني، لذا يدعو المرصد إلى ضرورة تكثيف إجراءات مكافحة المحتوى المتطرف على الإنترنت بشكل عام ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص.

ومن ناحية أخرى، قال مرصد الأزهر في تقرير له إنه على مدار عقود، ومهما تغيرت الملابسات والظروف، تظل القضية الفلسطينية تستحوذ على الساحة الإعلامية العالمية كلما تطورت الأمور بين الطرفين (الفلسطيني والصهيوني) إلى حد حالة الحرب كما حدث في التصعيد الأخير الذي استمر على مدار 11 يومًا. 

- الصراع الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني معركة أبدية 


 وتابع ، إن الصراع الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، معركة أبدية بدأت عندما أعطى من لا يملك وعدًا وأرضًا لمن لا يستحق، ما أسفر عن معاناة الشعب الفلسطيني تحت حكم الصهيوني الغاشم منذ عام 1948 وحتى اليوم. 


 أضاف المرصد، أن هذا العام قد شهد هذا العام فصلًا جديدًا من التنكيل والتهجير خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان الماضي عندما حاولت قوات الاحتلال الصهيوني تهجير أهالي حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية من منازلهم، الأمر الذي تصدى له الفلسطينيون من خلال المظاهرات والمقاومة الشعبية ضد قوات الاحتلال.

وتابع المرصد أنه مع كل جديد بشأن القضية الفلسطينية، تظهر آراء متباينة بعضها مؤيد والآخر معارض، وعليه يفرض علينا الواقع سؤالًا حاول مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من خلال تقريره الإجابة عليه: ما هو موقف الخطاب الإعلامي الغربي من القضية الفلسطينية؟ 

 - الإعلام الغربي والقضية الفلسطينية


ويبدو من متابعة وسائل الإعلام الغربية أنها انتهجت هذه المرة لغة خطاب إعلامي مختلفة عن كل مرة، فلأول مرة نراها تندد بأعمال حكومة الاحتلال الصهيوني، وقصفها لأحياء المدنيين، وقتل الأطفال والنساء.، وربما شهدت فلسطين العديد من الحروب منذ النكبة، وكانت ردود الولايات المتحدة الأمريكية ثابتة لا تتغير، وتتلخص في الدعم التام والكامل لرواية الجانب الصهيوني. 
ولكن هذه المرة ظهر على الساحة خلال الاعتداءات الأخيرة بعض الاعتراض من قبل المنتمين للحزب الديموقراطي في الولايات المتحدة،  حيث نشرت صحيفة نيويورك بوست في 24 من مايو خبرًا مفاده توقّيَع أكثر من 500 موظف ديمقراطي وأعضاء سابقين في فريق الحملة الانتخابية للرئيس "بايدن" على رسالة مفتوحة تدعو الرئيس إلى "إدانة الاحتلال الصهيوني إدانة قاطعة" في خضم الصراع الأخير مع الفلسطينيين. 
ورأينا أيضًا "مايك بنس"، نائب الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" حيث ألقى باللوم على حكومة "نتنياهو" لتبنيها توجُّهًا يمينيًّا متطرفًا؛ حيث إنها تضم أعضاء يعلنون صراحة عن مواقفهم العنصرية، وقال: "إن ذلك أحد أهم أسباب استمرار تأجج الصراع".  بل قد نرى في كلماته إشارة إلى أن حكومة أخرى أكثر اعتدالًا قد يكون لها دور في إنهاء الصراع بين الاحتلال الصهيوني. 


و أضاف المرصد، لكن هل يعد هذا التغيير في لغة الخطاب تغيرًا حقيقيًّا نابعًا من قناعة شديدة بما يحدث من ظلم للشعب الفلسطيني على أرض الواقع، أم هو مجرد تغيير في عرض القضية مجاراةً لوسائل التواصل الاجتماعي التي أثبتت فاعليتها القوية في توعية الدول وشعوبها بما يقوم به الاحتلال الصهيوني من جرائم ضد هذا الشعب الأعزل، هذا ما حاول التقرير استعراض ملامحه التي تدل على تغيُّر لغة الخطاب الإعلامي الغربي في ظل أزمة الصراع الفلسطيني الأخيرة ضد الاحتلال الصهيوني.