رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تذر العلوم وتأخذ الفوتبولا

المدارس، كانت أقدم مظلة لعب تحتها كرة قدم منتظمة في مصر، لـ إنه بعد تلات سنين، من قرار ناظر المعارف، بـ إنه التربية الرياضية تبقى مادة أساسية اتلعبت مباراة محمد أفندي ناشد، فـ في السنة اللي بعدها على طول، يعني سنة 1896، بدأت المدارس تلعب كورة، من غير تكوين فرق معينة.
لكن طبعًا ممارسة نشاط كرة القدم هنا مقتصر على طلبة المدارس، ما كانش فيه مثلا مدرسة تستضيف أي حد يلعب في ملاعبها أو أحواشها، لأ، الشباب هم اللي يلعبوا، إنما ما كانش فيه فرق معينة، كان نشاط عشوائي في البداية. 
كان محمد زغلول باشا وكيل وزارة المواصلات هو المسئول الأول والمهتم بـ هذا النشاط، فـ بدأت الأمور تنتظم شوية شوية، لـ حد ما تشكلت فرق المدارس، بداية من سنة 1900، وكانت فرق معروفة بـ الاسم ولها مشجعين، ونذكر منها:
السعيدية الثانوية في الجيزة، والخديوية الثانوية في الدرب الأحمر، التوفيقية الثانوية في شبرا، خليل أغا العباسية، محمد علي في السيدة زينب، ومش بس في القاهرة، كان فيه كمان في إسكندرية راس التين في بحري، وسعيد الأول في محرم بك، وإبراهيم الأول في باب سدرة.
ثم انتقلت اللعبة في كل المدارس تقريبا، ما عنديش معلومات عن المدارس في كافة أركان القطر المصري، ولا توزيعهم على المديريات (المحافظات) المختلفة، إنما اللي أعرفه كويس إنه كرة القدم بقت حاجة أساسية في مداس الأولاد عموما. 
اللورد كرومر، المندوب السامي البريطاني، اهتم شخصيا بـ تنظيم مباريات الكورة في المدارس، ودا خلق اهتمام كبير بيها، ودا خلى ناس كتير وقتها تعتبر إن دي خطة من الاحتلال لـ تغييب الشعب المصري، وإلهاؤه عن قضيته الأساسية، لـ درجة إن أحمد بيه شوقي كتب لـ اللورد كرومر:
هل من نداك على المدارس أنها
تذر العلوم وتأخذ الفوتبولا
يعني، هل دي حاجة كويسة إنك مخلي المدارس سايبة العلوم وبـ تهتم بـ الفوتبول؟
لكن جنان الكورة تغلب على كل حاجة
وإذا كان الاحتلال الإنجليزي كان يلهي الشعب المصري، إيه اللي خلى اللعبة وقتها تنتشر في ألمانيا وفرنسا وكافة أوروبا وأمريكا اللاتينية؟
ما علينا
المظلة التانية اللي اتلعب تحتها مباريات كرة القدم، ما كانتش رسمية بـ الدرجة الكافية، لكنها على أي حال وفرت حماية من السرسجية ومن أشبههم من اللي سيطروا على نشاط الكورة، وكادوا يفسدونه، وهددوا النشاط في بداياته.
المظلة دي كانت تكوين فرق، من كيانات ليها سطوة ونفوذ في الشارع، ودي تنوعت بين إنه يكون الفريق مثلا ينتمي لـ عائلة قوية، زي فرقة الأباظية، أو إنه يمثل جالية أجنبية، زي الجالية اليونانية والطلاينة والأرمن واليهود، أو حتى فرقة مالهاش عنوان عريض زي فريق حجازي. 
المهم، مع بدايات القرن العشرين الكورة بقت تتلعب في المدارس بـ شكل نظامي، أو تحت حماية نفوذ اجتماعي ما، صحيح ما اختفاش اللعب في الشوارع بـ دون نظام، بـ دون مظلة، لكن بقى درجة تانية أو تالتة (في المستوى يعني) كله بـ يلعب على مسئوليته، لـ حد ما ظهرت المظلة التالتة، اللي هي باقية حتى يومنا هذا. 
خليها لـ مقال جي