رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تنفرد بنشر تفاصيل سيرة «ساحر الكمان» عبده داغر

غلاف كتاب ساحر الكمان
غلاف كتاب "ساحر الكمان عبده داغر"

إطلالة جديدة للفنان المصري الكبير "عبده داغر" في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ52 تأتي مع أحدث إنتاجات د.محمد السيوفي في كتابه الصادر بعنوان "ساحر الكمان عبده داغر" عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وهو أول كتاب يرصد السيرة الذاتية الكاملة لعبقري الموسيقى العربية.

السيوفي كشف تفاصيل كتابه الجديد للدستور، وقال أن الموسيقى العربية تتميز بالثراء والتنوع فى المؤلفات والصيغ الموسيقية سواء الآلية منها أو الغنائية، بالإضافة إلى إحتواء مقاماتها على الأبعاد وأنصاف الأبعاد وثلاث أرباع الأبعاد مما يميزها عن سائر أنواع الموسيقات الأخرى، ولقد أرتبطت الموسيقى المصرية شأنها شأن الموسيقى العربية منذ نشأتها الاولى بالنص الشعرى، والذى يحكم من خلاله العامة من المستمعين على جمال العمل الفنى الذى يُقدم لهم.

يضيف السيوفي: "يمثل بعض الموسيقيين ظاهرة لافتة للنظر بين معاصريهم، كونهم غير تقليديين ولهم أسلوبهم المتميز، بالإضافة إلى التجديدات التى يدخلونها على أعمالهم، ومن هؤلاء فى الوقت الحاضر عازف الكمان والمؤلف فى مجال الموسيقى العربية عبده داغر، والذى يمثل ظاهرة فنية غير مألوفة ، ففى موسيقى الفنان عبده داغر نلاحظ أن كل جزء من مؤلفاته هو بمثابة مقطع شعرى تحكيه وتفسره الجمل اللحنية الخالصة، والتى صورها بأسلوب مبهر وحرفية غير معتادة بعدة طرق تظهر تمكنه واسلوبه المتفرد فى التأليف الموسيقى ، ومؤلفاته هذه قد وجدت اعترافاً بها فى مصر والعالم، وأغلب كبار العازفين فى مجال الموسيقى العربية قد تدربوا معه بعد أن أنهوا دراساتهم الأكاديمية،
كما اعترفت بأسلوبه المُوسيقى الدول الأوروبية، وسجلت بعض مؤلفاته على اسطوانة مدمجة (C.D) فى فيينا ، وقد قدم العديد من الحفلات الناجحة فى عدد من البلاد الأوروبية ، كما شارك مع فرقته فى حفل افتتاح مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية عام 1997 بدار أوبرا القاهرة، بالإضافة إلى جهد الراحل الكبير في التدريس بمعهد الموسيقى العربية بالقاهرة وتعليم الدارسين فى مصر ومن يفدون إليه من  الخارج فى بعثات شخصية . 


وعن المحاور التي عمل عليها في كتابه، قال السيوفي: “نظراً لأهمية عبده داغر الفنية المتميزة، ولكونه غير دارس لقواعد الموسيقى وأساليب التأليف للموسيقى العربية أو الغربية، وكون مؤلفاته وليدة الفطرة وخبراته الشخصية المكتسبة من الحياة، فقد آثرت أن أعرض الأساليب المختلفة لكتابة المؤلفات الموسيقية العربية و كذلك الـقـوالـب الآلية الـتقـلـيـدية وروادها، وأهم مـؤلـفى الـمـوسيقى العربية البحتة فى مصر، وكذلك عرض بعض ملامح عن تاريخ حياته وكيفية تعلمه للموسيقى العربية، وطريقة وأسلوب عزفه لها، وأيضا بعضً من مؤلفاته وما يميزه عن باقى المؤلفين للموسيقى العربية البحتة".

يذكر أن مؤلف الكتاب، د. محمد سعد عبده السيوفي، حصل على  بكالوريوس كلية التربية الموسيقية  جامعة حلوان، ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا من المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون بتقدير عام جيد جداً.

واصل "السيوفي مسيرته مع النقد الموسيقي، وحصل على الماجستير في النقد الفني  تخصص النقد الموسيقى بتقدير عام أمتياز، ثم درجة الدكتوراه فى النقد الفنى تخصص النقد الموسيقى بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف الاولى، وهو عضو فى فرقة المسرح المتمرد للمسرح التجريبى كممثل ومعد موسيقي، وقد تم تكريمه من أكاديمية الفنون فى عام 2007.

…………………………..

غلاف الكتاب

ـ ولد عبد الله المغاورى مصطفى داغر فى مدينة طنطا بمحافظة الغربية عام 1936، تعلم الموسيقى على يد والده الشيخ مصطفى داغر ، الذى كان عازفاً محترفاً ومن أمهر العازفين على آلة الكمان فى ذلك الوقت ، وكان يمتلك محلاً لبيع وتصنيع الآلات الموسيقية الشرقية ، ملحقاً به معهداً خاصاً لتعليم الموسيقى .

كان منزل والده الشيخ مصطفى داغر مُلتقى العديد من الموسيقيين والمبتهلين والمشايخ ، أمثال الفنان محمد فوزى ، الشيخ أبو العلا محمد ، والقارىء الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى الذى كان يُنتسب لنفس عائلاتهم .

فى ذلك الوقت كانت علاقة المقرىء  والمبتهل وطيدة  بالموسيقا والموسيقيين ، وكانوا أشبه بالأسرة الواحدة .

تفتحت مدارك عبده داغر فى هذا الجو المتسم بالروحانية والقدسية على الموسيقا العربية الخالصة وكان داؤوباً فى تعلمها وإتقانها لدرجة الإحتراف وخصوصا فى العزف على آلة الكمان، وكثيراً ما تعرض عبده داغر للعقاب والضرب من والده لكى يترك مجال الموسيقا وتعلمها لكن العقاب البدنى من والده  زاد من إصراره وحُبه للموسيقى.

ويذكر عبده داغر فى حديث له بمجلة كايروتايمز كان والدى يضربنى كلما أظهرت أهتماماً بالموسيقى ، فقد كان يود أن أمتهن وظيفة آمنة مثل المحاماة على سبيل المثال وأشار على آثار ندبة فى قدمه اليسرى مُبيناً الأثر الذى خلفه عقاب والده له بالضرب لكى يترك  الموسيقى

وفى عمر العشر سنوات هرب عبده داغر من البيت ومعه اَلة كمان ، وبدأ مساره الفنى بالعمل مع الفرق الموسيقية بمدينة طنطا التى كانت مركزاً فنياً لمنطقة الدلتا وتعلم أصول الموسيقا وأتخذ لنفسه أسلوباً ومنهجاً فى العزف على آلة الكمان وذلك  بعدما فرغ من تعلم  آلة العود بنفسه والعمل بها أيضا.

-  جاء تكوين رؤيته الموسيقية بعد مشاهدته لحفل موسيقى لعازف كمان كلاسيكى أجنبى فبهرته براعة الفنان ، والأشكال الموسيقية للمؤلفات الغربية  والتى كان يجهلها أنذاك .

أنتقل للقاهرة عام 1955 وشارك فى العمل مع معظم الفرق الموسيقية الشهيرة مثل [ الفرقة الماسية ] ، وعمل مع كوكب الشرق أم كلثوم  وعـزف معها فى أوائل الـسـتـيـنـات فى أغـنية (هوة صحيح الهوا غلاب ) كذلك عزف معها فى قصيدة القلب يعشق ، ومن ألحان بليغ حمدى ( أنت الحب ) .

 وشارك كذلك فى تسجيل بعض أغانى الفنان محمد عبد الوهاب.

فى حديث للفنان عبده داغر يذكر عن كيفية تكوين فرقة الموسيقى العربية فيقول  ظلت فكرة تأسيس فرقة للموسيقا العربية تراودني منذ أن عُينت في مسرح  البالون كعازف كمان في الفرقة القومية إلي أن خُصص لي فقرة ببرنامج إذاعي كنت أُعلم فيها النغمات والتدريبات الصوتية، وكنت دائم الحديث بهذا البرنامج عن ضَرورية تأسيس فرقة للموسيقا العربية بهدف الحفاظ علي التُراث وجمعه وتَدوينه ولعمل منهجاً للموسيقا العربيه ، ذلك لأن ما كنا نُقدمه من موسيقى هي موسيقى شرقيه وليست موسيقا عربية، فوصل كلامي لوزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة وفؤجئت به يُرسل لي ويُخبرني أنه مُتحمس جداً لإنشاء فرقة للموسيقا العربية وسيدُعِمها من الدولة وبالفعل قمت أنا والراحل عبد الحليم نويرة بتجميع أعضاء الفرقة وكانو مجموعة من أمهرالعازفين اللذين عرفتهم مصر، وكان علي رَأسهم محمود القصبجي وتركنا مسرح البالون وبدأنا العمل في هذه الفرقة الناشئة في المعهد الموجود بمنطقة الإسعاف برمسيس  وقمنا بجمع وتدوين تُراث الموسيقا العربية من الموشحات وأغاني المشايخ والمداحين والطقاطيق وبدأنا عروضنا بقاعة سيد درويش وقدمنا الكثير من الحفلات بالخارج وأبهرنا العالم بموسيقانا العربية الاصلية .

بعد عام من وفاة عبد الحليم نويرة توقف عبده داغر عن العزف وترك فرقة الموسيقا العربية لكنه لم يقطع صِلته بالموسيقا ، فقد أقام مصنعاً للعود والذى حاز به على شهرة محلية وعالمية فى إنتاج أجود أنواع الأعواد الموسيقية

 فى خلال السبعة عشر سنة التالية ، تناسى عبده داغر كل ما يتعلق بعزف الموسيقى بسبب توقفة عن الحفلات .

 فى سنة 1990 كان يزور مصر عازف العودالألمانى رومان بونكا (وهو من عازفى فرقة الفنان محمد منير ) باحثاً عن آلات موسيقية ذات جودة عالية لأخذها مـعـه لألـمـانيا  ( آلة عود ) ، فتوجه لعبده داغر بعدما أصابه الإحباط نتيجة لسوء ما وجده من صناعة للآلات فأنبهر بجودة الآلات العالية عنده ، وبدأ فى تجربة آلة عود عازفاً مقطوعة من مؤلفات عبده داغر ولكن بطريقة خاطئة ، فاخذ منه عبده داغر العود وعزفها له بالطريقة الصحيحة ، فأنبهر ( رومان بونكا ) وهو غير مصدق بعدما عرفه عبده داغر بنفسه و أن من يقف أمامه بالجلباب البلدى هو مؤلف هذه الموسيقا و الذى يبحث عنه منذ زمن طويل .

ويقول عبده داغرعن هذه المقابلة التى كانت وليدة الصدفة البحتة أنها« هبة من الله»  .

فى العام التالى عاد  ( بونكا ) لمصر مُصطحباً معه المخرج التسجيلى الألمانى “ فرانز “ والذى قام بأعداد وأخراج فيلم تسجيلى بأسم ( العود ) الذى كان يدور حول حياة عبده داغر وآخرين من الموسيقيين من  بينهم المطرب النوبى ( محمد منير ) وقد لاقى الفيلم نجاحاً شديداً فى  أوروبا  

فى عام 1992 وُجِهت لعبده داغر  الدعوة للقيام  بجولة تشجيعية حول أوربا وكانت هذه رحلتة الأولى إلى خارج مصر وكانت تشمل أستراليا ، ألمانيا ، وقد أندهش عبده داغر لرؤية صوره مطبوعة على لوحات الدعاية الضخمة على أبواب القاعات الفنية والشوارع .

  منذ ذلك الحين أُسندَ لعبده داغر إدارة ورش العمل فى الأكاديميات الموسيقية فى كل من برلين ، شتوتجارت ، حيث قام بتدريس تقنياته وأساليبه الفنية فى العزف  على الكمان للصفوة من الموسيقيين الأوربيين .

  منذ رحلة أوربا أصبح عبده داغر ومنزله بالقاهرة  ِقبلةً للعديد من الموسيقيين الأوربيين ، والأسبان ، واليابانيين ، وكذلك المصريين ، وذلك للدراسة وتعلم أسلوبه المتميز في  العزف على آلة الكمان .

سجلت له في  ألمانيا اسطوانة مدمجة (D.C ) بإسم ملك التقاسيم ، وذلك  من حفل على الهواء وتم توزيعها فى أوربا على وجه الخصوص .

-  منذ عام 1993 تقام  له حفلات بأوربا سنوياً .

-  عدد المؤلفات بالكامل حوالى (30 ) عملاً تقريباً بعضها غير مكتوب .

-  عدد المؤلفات الموسيقية  المسجلة حوالى (12عملاَ ) تقريباٌ .

-  شارك بفرقته الخاصة فى إفتتاح مكتبة الإسكندرية.

-  شارك فى إفتتاح معهد الموسيقا العربية بعد تجديده وحاليا يقوم بالتدريس به .

-  يشارك تقريباً كل عام فى مهرجان القلعة بالقاهرة .

-  أصبحت رحـلاته الفنية  لأوربا رسمية بصفته موفداً من الحكومة المصرية.

-  حصل على الجائزة الاولي في مهرجان موسيقا الشعوب في هولندا عام 1999وتم طبع موسيقاه علي حساب الحكومه الهولندية .

-    قامت الحكومه السويسرية بتكريمه وذلك بمنحة درجة دبلومة ، نظراٌ لتفرده في مجال التأليف والعزف على آلة الكمان وذلك في شهر نوفمبر من عام 2006 .

-    يَذكر الفنان عبده داغر أن الكمان الذى يعزف عليه يرجع تاريخ صناعته إلى القرن الخامس عشر وقد أهداه أياها أحد القساوسه فى سويسرا .

-  مُنح الدكتوراه الفخرية من قِبل جامعة جنيف .

-  قامت ألمانيا بأنشاء تمثالا له بحديقة الخالدين بجوار بتهوفن وموتسارت

…………………….

 قالوا عنه فى الصحف العالمية :

   · فى ألمانيا: هذا العازف لا يتمتع بالشهرة فى بلاده بالرغم من شهرتة الواسعة بين أوساط الموسيقيين وعشاق الموسيقى فى ألمانيا.

  · فى النمسا: يمكن المراهنة بقوة على أن هذا المبدع الذى يعزف موسيقاه الآن لمتعة أصدقائه وزملائه، سوف تكرمه قريباً أكبر معاهد وأكاديميات الموسيقى فى العالم .

  · فى هولندا: إنه عازف الكمان المصرى العملاق فى عزفة، قدلايجود الزمان بمثلة إلا كل مئات من السنين، فهومتمكن فى عزفة وصنع للموسيقا المصرية طابعاً فريداً ، فهو يعزف الموسيقا بفطرته دون دراسة أكاديمية كباقى العازفين ولكنه فاق الجميع فى عزفه ، وعندما يعزف لايشعربمن حوله بل يكون سابحاً فى بحر من الالحان ويسمع أصواتاً ملائكية ترتل الطقوس الدينية.

 · فى سويسرا: أسلوبه فى العزف أسلوب العبقري المتمكن من الجمل الموسيقية الصعبة التى يطوعهاعلى كل السلالم والمقامات الحديث منها والقديم كما فى السيمفونيات الغربية ، كما يمكنه التنقل من مقام إلى أخر بكل يسر فهو السهل الممتنع الذى يجذب انظار وقلوب كل مستمعيه .

· فى بريطانيا: يمكننا أن نقول إن أرواح العمالقة العظام أمثال باخ وهندل وبيتهوفن و موتسارت قد تجسدت فى هذا العازف المصري، فإن أصابعه حساسة تعرف مكانها على الأوتار، وقوسه سحرى حين يتحرك على أوتارالكمان يجذب القلوب نحوه.

………………

فى هذا الجزء من الكتاب تناولت بعضا من أعمال المؤلف عبده داغر الموسيقية وقمت بتحليلها تفصيلياً ، مُبيناً المسار المقامى للمقطوعه ، والنقلات المقاميه ، وكذلك الميزان والإيقاعات ، وأسلوب عبده داغر فى التأليف الموسيقي لكل مقطوعه والمقطوعات هى:

1ــ  تحليل ليالى زمان (4591) والتعليق النقدى عليهـــــــا

2ــ  تحليل لونجا نهاوند (1691) والتعليق النقدى عليهـا

3ــ تحليل سماعى كرد (7691)والتعليق النقدى عليهـــــا

4ــ  تحليل مقطوعة نداء(1971) والتعليق النقدى عليهــا

5ــ  تحليل مقطوعة مدى (1995) والتعليق النقدى عليهــــا