رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ترقى إلى جرائم حرب..

تحذيرات دولية لـ آبي أحمد في ظل استمرار انتهاكاته بتيجراي

آبي أحمد
آبي أحمد

حذرت جهات دولية كبرى من انتهاكات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في إقليم تيجراي الذي أصبح شبه محاصر واستخدامه للتجويع كسلاح ضد عرقية التيجراي.

الاتحاد الأوروبي يحذر من انتهاكات آبي أحمد بحق تيجراي

وحذر الاتحاد الأوروبي من أن الصراع المسلح الذي شنه رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، ضد إقليم تيجراي والانتهاكات التي ارتكبتها حكومته الفيدرالية قد ترقى إلى مستوى "جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية" وتتسبب في حدوث مجاعة كبيرة. 

ووفقا لموقع "إي يو أوبزيرفر" (EU Observer) الإلكتروني، قال المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات، جانيز ليناريتش،، إن ما يحدث في تيجراي "ليس وقفًا لإطلاق النار، إنه حصار"، مضيفا إنه "يتم استخدام التجويع كسلاح في الحرب".

المجاعة أصبحت حقيقة واقعة

وتابع في كلمته خلال الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي لمناقشة الوضع في تيجراي، أمس الثلاثاء: "المجاعة أصبحت الآن حقيقة واقعة في تيجراي فهناك ما يقدر بنحو 900 ألف شخص ومليون شخص آخر على بعد خطوة واحدة منها". 

واستكمل "هذه المجاعة من صنع الإنسان بالكامل وهي وصمة عار لأولئك المسئولين عنها".

وأشار المسؤول الأممي إلى أن حصار القوات الحكومية الإثيوبية لإقليم تيجراي أدى إلى إغلاق إثيوبيا لحدود الأقليم، وحظر الرحلات الجوية ، وتدمير البنية التحتية للطرق والسكك الحديدية ، وقطع الاتصالات، ومنع دخول عمال الإغاثة الدوليين و المساعدات الإنسانية إلى القطاع المهدد بالمجاعة.

وأضاف أن "الفظائع" التي ارتكبتها القوات الحكومية الإثيوبية في صراعها الدامي مع "جبهة تحرير تيجراي"، والتي تشمل الاغتصاب المنهجي والقتل خارج نطاق القانون  تم توثيقها أيضًا، ويمكن أن ترقى إلى "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، معربا عن قلقه الشديد تجاه الوضع في الإقليم المحاصر.

آبي أحمد ينفذ انتقامه ضد تيجراي

وأشار "ليناريتش" إلى إنه تم إرسال مبعوثًا خاصًا، وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو ، لمحاولة التوسط في محادثات السلام ووصول المساعدات الإنسانية إلى تيجراي، لكن زياراته لم تعط سوى القليل من الأمل.

حيث صرح هافيستو في يونيو الماضي: "عندما التقيت بالقيادة الإثيوبية في فبراير، استخدمت بالفعل هذا النوع من اللغة (التهديدية) وهددت بأنها سوف تدمر إقليم تيجراي وتقضي عليه لمدة 100 عام وما إلى ذلك".

وقال "أعتقد أن هذا واضح جدا، يجب أن نتصرف بشكل عاجل ، لأنه يبدو لنا وكأنه تطهير عرقي، إنه عمل خطير للغاية إذا كان هذا صحيحًا".

وأوضح "إي يو أوبزيرفر" أن وزارة الخارجية الإثيوبية ردت في ذلك الوقت على تصريحات هافيستو بأنها "هلوسة من نوع ما".

ولفت الموقع إلى أن إثيوبيا أعلنت مؤخرًا وقف إطلاق النار بعد أن استولت قوات المتمردين في تيجراي على العاصمة الإقليمية ميكيلي ومدن أخرى.

تعليق مساعدات لإثيوبيا

ونوه الموقع إلى أن الاتحاد الأوروبي كان قد علق مساعدات الميزانية المباشرة لإثيوبيا وهدد بإدراج المسؤولين الذين عرقلوا عمال الإغاثة على القائمة السوداء.

أمريكا تحذر آبي احمد

وفي السياق ذاته، طالب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد خلال اتصال هاتفي مساء الثلاثاء، بانسحاب القوات الإثيوبية فورا وضمان وصول كامل وآمن لطواقم الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى تيجراي، الإقليم الواقع في شمال البلاد والغارق في الحرب منذ ثمانية أشهر، وفقا لفرانس برس.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن بلينكن أدان في المكالمة الهاتفية مع أبي "تدمير جسور في تيجراي، من بين عوائق أخرى أمام الوصول" إلى الإقليم الشمالي.

 وكان أبي الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019 أرسل الجيش الفدرالي إلى تيجراي في مطلع نوفمبر الماضي لاعتقال قادة "جبهة تحرير شعب تيجراي"، الحزب الحاكم في الإقليم آنذاك، ونزع سلاحها.

وأعلن أبي النصر بعد أسابيع بعدما استولت القوات الفدرالية على عاصمة الإقليم ميكيلي، ولكن ما هي إلا بضعة أشهر حتى أعادت قوات جبهة تحرير تيجراي تجميع صفوفهم وشنّوا هجوماً مضاداً واسع النطاق سمح لهم باستعادة ميكيلي وتأكيد سيطرتهم على غالبية الإقليم.

وخلال المكالمة الهاتفية شدد بلينكن "على ضرورة أن تلتزم جميع الأطراف وقف إطلاق نار فورياً وتفاوضياً"، بحسب البيان.

وأسفر النزاع عن سقوط آلاف القتلى في حين يعاني أكثر من 400 ألف شخص في الإقليم من مجاعة، وفقاً للأمم المتحدة.

مطالبات لإثيوبيا بالالتزام باتباع إجراءات الأمم المتحدة

وتسببت الحرب أيضاً بانقطاع الكهرباء والاتصالات في الإقليم وبتعليق الرحلات الجوية منه وإليه، كما دُمر جسران أساسيّان لإيصال المساعدات الإنسانية.

وطلب بلينكن من أبي أحمد أن يلتزم اتباع الإجراءات التي طلبتها الأمم المتحدة من بلاده في 2 يوليو، ومن بينها وصول طواقم الإغاثة والمساعدات الإنسانية "بشكل كامل وآمن وبدون عوائق إلى السكّان المحتاجين".

كما شدد بلينكن على وجوب "الانسحاب الكامل للقوات الإريترية وقوات إقليم أمهرا" من تيجراي وإطلاق "عملية شفّافة لمحاكمة أولئك الذين ارتكبوا انتهاكات لحقوق الإنسان" في الإقليم الشمالي.