رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الأهرام»: دفع الأفراد للتفكير بحسابات صانع القرار يساعد على التقدم والاستقرار

جريدة الأهرام
جريدة الأهرام

قالت صحيفة "الأهرام"، في افتتاحيتها اليوم الإثنين تحت عنوان "تقدير الإنجاز.. بين الفرد والدولة"، إن أكثر ما يساعد مصر على استدامة التقدم والاستقرار في المرحلة المقبلة هو العمل على دفع الأفراد للتفكير بحسابات الدولة وحسابات صانع القرار، وليس بالحسابات الفردية، فالتفكير الشخصي، يبدأ وينتهي بانعكاس الأشياء على شاشة عقل واحدة - أو مجموعة عقول - لهم سقف في تلقي المعلومات وتحليلها، ثم إصدار الرأي فيها، وأحيانا يستغنى الفرد عن التفكير في كل قضية جديدة، ويستسلم إما لفكر غيره، أو لقناعاته المتأثرة بمواقفه المسبقة. وينتهي الأمر بالنسبة له عند مراحل ابتدائية أو بدائية تماما من حسابات عملية صناعة القرار، التي تجرى على مستوى الدولة.

وأوضحت الصحيفة أنه بالنسبة لحسابات الدولة، ففضلا عن حجم الأجهزة والأفراد المشاركين في عملية صنع القرار وتخصصاتهم، فإن حجم ونوعية المعلومات مختلفة، وبعضها لا يمكن كشفه أو الإفصاح عنه، كما أن آليات صناعة القرار أكثر تعقيدا وشمولا، وهناك مواقف ومعلومات جديدة يتم ضخها على مدار الساعة، وقد تتطلب تعديلا في المسار وفى الحسابات، وهي أمور لا تحتاج فقط إلى تفكير من نوع خاص، وإنما إلى أعصاب ونفسية خاصة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا استمر الإنجاز الاجتماعي والوطني للدولة من دون تصحيح عملية التقدير والحساب لدى المواطن؛ فإن ذلك يعنى أن خط الدفاع الاستراتيجي الأول عن الدولة المصرية والأمن القومي المصري لم يصل بعد إلى بر الأمان. وقبل أدوات التواصل الاجتماعي، لم يكن المواطن مهتما كثيرا بالشأن العام، وكانت دورة الغضب تأخذ سنوات طويلة حتى تتفاعل وتؤتى أثرها، على نحو ما جرى في 2011. أما مع أدوات التواصل، فقد جرى تسريع دورة الغضب، وأصبحت الثورات أو الاضطرابات عملية يجرى صناعتها وصناعة أجوائها، ثم الدفع بها لتعمل كقنابل موقوتة، وهو أمر عانته مصر في السابق، بسعي البعض لصناعة أسباب ثورة افتراضية، عبر التسويد الدعائي للواقع، بهدف فقدان الثقة بكل إنجاز.

واختتمت الصحيفة بالتنويه بأن مصر قد تجاوزت الآن هذه المعضلات، بنجاح ويبقى أنه من المهم العمل على إقناع المواطن بأن المصلحة العامة مثل المصلحة الخاصة، إن لم تفقها في الأهمية، وأن نهضة مصر ورفع مستوى الحياة فيها، هو أمر مماثل لمصلحته الخاصة ونظافة منزله، ولمقدار النقود التي في جيبه، وأن تفكير الدولة في أزمة السد الإثيوبي يفوق ألف مرة تفكيره الخاص، وهي أنماط من التحليل والتفكير يجب أن يغرسها النظام التعليمي المصري الجديد.