رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد 5 أيام من المداولات الساخنة.. لماذا فشل الحوار الليبي في منتدى جنيف؟

ملتقى الحوار الليبي
ملتقى الحوار الليبي

أعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا فشل ملتقى الحوار السياسي في التوافق على قاعدة دستورية للانتخابات. 

وكانت المحادثات تهدف إلى التمهيد لإجراء انتخابات في ليبيا في أواخر ديسمبر.

وقال ريزيدون زينينجا الأمين العام المساعد ومنسق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في الجلسة الختامية للحوار، إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق للتمهيد لإجراء الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر.

وأضاف زينينجا: "سيشعر الشعب الليبي بالخذلان بالتأكيد، إذ أنه لا يزال يتوق إلى الفرصة المواتية لممارسة حقه الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 ديسمبر".

وتابع: “هذا لا يبشر بخير لمصداقية وأهمية منتدى الحوار السياسي الليبي في المستقبل”.

ودعا المسؤول الدولي المشاركين في محادثات جنيف إلى مواصلة التشاور بحثا عن حل وسط قابل للتطبيق من أجل الخروج من الأزمة السياسة التي تشهدها ليبيا منذ سنوات.

وكان المبعوث الأممي يان كوبيش قد انتهج أسلوب الضغط عن طريق التركيز على الجدول الزمني المحدود لحسم مسألة التوافق على قاعدة دستورية اقترحتها اللجنة الاستشارية، تضمنت تأجيل الاستفتاء على الدستور لحين إجراء الانتخابات، قائلا إن المغادرة دون حل ليست خيارا.

وكان كوبيتش مدد أعمال ملتقى الحوار السياسي الليبي الذي انطلق يوم الاثنين، يوما إضافيا، حيث يبحث الملتقى وضع قاعدة دستورية للانتخابات المقررة في 24  ديسمبر المقبل، وفق خريطة الطريق الليبية.

تسريبات تسببت في خلافات كبيرة

وأثارت بعض التسريبات من داخل ملتقى الحوار الليبي، حالة كبيرة من الجدل والخوف داخل ليبيا، تتعلق بأشخاص يريدون عرقلة الانتخابات من جهة، وتهديدات أطلقها أعضاء آخرون رافضون لفكرة تأجيل تنفيذ بنود خريطة الطريق القاضية بانتخابات رئاسية وبرلمانية في ديسمبر القادم.

وصرحت مصادر داخل الملتقى، بأن خلافات كبيرة نشبت على مدار اليومين الماضيين بسبب اقتراح قدمته اللجنة التوافقية التي أُوكل لها الخروج بمقترح توافقي لمعالجة الاختلافات بين أطراف الحوار بشأن ثلاثة مقترحات على الملتقى التصويت عليها.

وتمثلت المقترحات التي تم تسريبها من داخل الملتقى، في إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة في ديسمبر المقبل على قاعدة دستورية مؤقتة أو إجراء انتخابات برلمانية بناء على قاعدة دستورية مؤقتة وإرجاء الانتخابات الرئاسية بعد بدستور دائم، أو الذهاب لإجراء الانتخابات بعد إقرار الدستور المعدل بموجب مسودة مشروع الدستور خلال المرحلة التمهيدية.

ووفق المصادر فقد أثارت هذه المقترحات حالة من الجدل والرفض داخل الملتقى، وأعلن بعض المشاركين رفضهم صراحة للخروج عن أي بند من بنود خريطة الطريق المتمثلة في إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ديسمبر المقبل.

الإخوان يخططون لعرقلة اجراء الانتخابات

وفي اليوم الرابع من مداولات ملتقى الحوار السياسي الوطني في جنيف، ظهر تسريب صوتي يوثق القيادي الإخواني معاذ المنفوخ وهو يتحدث لأحد قيادات تنظيم الإخوان، يقول فيه :" إنه يقاتل رفقة بعض الأعضاء (بملتقى الحوار الليبي) من أجل منع تمرير القاعدة الدستورية للانتخابات (المقرر عقدها في ديسمبر المقبل)".

ولم يتضح من حديث المنفوخ بالمقطع الصوتي، الذي تداوله الإعلام المحلي والعربي، هوية الطرف الآخر في الحوار، لكن سياق الحديث يوحي بأنه قيادي إخواني.

وطالب المنفوخ في التسريب الصوتي بـ"إعطاء الأوامر لقادة الميليشيات بإصدار بيانات عاجلة يعلنون فيها رفضهم للانتخابات المقبلة، كوسيلة ضغط على المجتمع الدولي

وأشار إلى أنه "يستغل بند التصويت على الدستور أولا، هو ورفاقه، كمبرر لرفض إقرار القاعدة الدستورية المتممة للانتخابات".

وينتظر  ‏الليبيون ‏إجراء ‏الانتخابات ‏الرئاسية ‏والبرلمانية ‏في ‏‏24 ‏ديسمبر ‏المقبل، ‏حسبما ‏حدد ‏أعضاء ‏ملتقى ‏الحوار ‏السياسي ‏بعد ‏جولات ‏واجتماعات ‏مباشرة ‏وافتراضية ‏على ‏مدار ‏شهور ‏خلال ‏الفترة‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏الماضية، برعاية ‏بعثة الأمم ‏المتحدة ‏للدعم ‏في ‏ليبيا‎.‎

وتسلمت حكومة الوحدة الوطنية الليبية الجديدة، ورئيس المجلس الرئاسي الجديد، السلطة بشكل رسمي، منتصف مارس الماضي؛ وذلك للبدء في إدارة شئون البلاد، وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، في نهاية العام الجاري، وفق الخطة التي ترعاها الأمم المتحدة وتوصل إليها منتدى الحوار الليبي.