رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشيخ شلتوت يُجيب عن جميع الأسئلة المثارة حول «الروح» وحقيقة تحضيرها

 الشيخ محمود شلتوت
الشيخ محمود شلتوت

ورد سؤالا إلى الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله، حول ما هى الروح؟ وأين تكون قبل دخولها الجسد؟ وأن تسكن بعد خروجها منه؟ وهل تظل في عالمنا هذا؟ وما هى حقيقة تحضير الأرواح؟ وهل هو صحيح؟

ما هى الروح؟

من جانبه، أجاب الشيخ شلتوت قائًلا: “الروح هى القوة التى تحدث الحياة في الكائنات الحية من نبات وحيوان وإنسان، وقد غلبت على ما به حياة الحس والحركة، والعقل والتفكير، وأضيفت إلى الحيوان والإنسان”.

وأضاف شلتوت في كتابه "الفتاوى .. دراسة لمشكلات المسلم المعاصر في حياته اليومية والعامة"، ولم يرد في الدين نص واضح وصريح يشرح حقيقتها ويحدد وجودها، وكانت في نظر الدين كغيرها من سائر الحقائق الكونية تركت للبحث البشري يبحث عنها، ويصيب أو يخطئ على حد سواء.

اختلاف الباحثين في حقيقة الروح
وقال شيخ الأزهر رحمه الله، ولقد خاض الإنسان قديمًا وحديثًا مليا وغير ملى في البحث عن حقيقتها وأثرت عنه فيها أقوال وآراء، قال فيها الإمام الألوسي بعد أن ذكر جملة منها: " وقيل وفيل نحو ألف قول" ثم قال: والمعول عليه عند المحققين قولان ذكرهما واختار أولهما، وهو أن الروح جسم نوراني علوي حى، مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس، سار فيه سريان الماء والورد، لا يقبل التحليل ولا التفرق، يفيض على الجسم الحياة وتوابعها مادام الجسم صالحا لقبول الفيض.

وتابع: وقد أيده ابن القيم، وقال: إنه الصواب ولا يصح غيره، وعليه دل الكتاب والسنة وإجماع الصحابة، وأدلة العقل والفطرة، وبرهن عليه بما يزيد عن مائة دليل، ونرى مع ذلك أن هذا الرأى لم يشرح حقيقة الروح، وإنما ذكر خواص ولوازم أكثرها سلبي لا يفيد الحقيقة ولا يدل على الكنه.
الروح قبل اتصالها بالجسد:

وأوضح الشيخ شلتوت، وكما اختلف العلماء في حقيقتها هكذا، اختلفوا أيضًا في قدمها وحدوثها، وفي مستقرها قبل اتصالها بالأجسام، والقائلون يحدثونها اختلفوا أيضًا في زمن حدوثها، هل حدثت قبل الأجسام أو بعد الأجسام؟ وليس في النصوص، أكثر من أن نفخها في الجسم يكون بعد تسويته، والمفهوم من نفخها تحصيل آثارها في الجسم.

الروح بعد مفارقتها للجسد:

وأما عن الروح بعد مفارقتها للجسد، فأكد أن العلماء اختلفوا في هذا كما اختلفوا في موتها وبقائها، وفى مستقرها بعد مفارقة الأبدان، والذى نرشد إليه الآثار الدينية أنها تخرج من بدن الإنسان فيكون الموت، وأنها تبقى ذات إدراك، نسمع السلام عليها، وتعرف من يزور قبر صاحبها، وتدرك لذة النعيم وألم الجحيم، وأن مقرها يختلف بعد مفارقة البدن بتفاوت درجاتها عند الله.

لا مانع من البحث عن حقيقتها

وأشار إلى أنه على الرغم من كل هذا فلا تزال حقيقتها من الغيب الذي لم يكشفه الله للإنسان، وهى في ذلك ككثير مما ينتفع الإنسان بآثاره دون أن يعرف كهنه، وباب البحث عن حقيقتها مفتوح لم يمنع منه نص ديني.

وأكد على أنه لا حجة للقائلين بحرمة البحث عنها في قوله تعالى: " ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي"، فقد رجح بعض العلماء أن المراد منها في الآية القرآن نفسه، وقد سماه الله روحًا، لقوله:" وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا" وسابق الآية ولا حقها يرشد إلى صحة هذا الرأي.
وإذن فلا يتعين أن يكون المسؤل عنه هو روح الحياة، على أنه لو كان هو روح الحياة فليس في الآية أكثر من أنها من أمر الله، وهو لا يمنع البحث عن حقيقتها.

تحضير الأرواح:
وقال الشيخ شلتوت، وكما لم يرد نص في شئ من ذلك كله، ولم يرد شئ فيما يختص بتحضيرها وتسخيرها لدعوة الإنسان، كما لم يدل عليه حس موثوف به، أو تجربة صادقة، وكل ما نسمعه في ذلك لا يخرج عن مظاهر خداع وإلهاء بالخيالات لا يلبث أن ينكشف أمره.

وإذا فنحن في حل من رفضه إلى أن يقوم الدليل على صدقه، وحسب المؤمن في إيمانه أن يقف عندما أخبر الله به، وصح عن رسوله وليس عليه أن يحمل نفسه عقيدة أو رأيًا لا يتوقف عليه صحة الإيمان.