رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مفتي الجمهورية السابق يتحدث عن حضارة الإسلام

على جمعة: حضارة الإسلام آمنت بالإنسان وجعلته مقصودها وعنوان هويتها

الدكتور على جمعة
الدكتور على جمعة

قال الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن  حضارة الإسلام آمنت بالإنسان وجعلته مقصودَها وعنوانَ هويتها، فهي ترى أن الإنسان مكرم، وأنه ليس مجرد جزء من الكون، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) [الإسراء: ٧٠]، وترى أن الإنسان كائن فريد في هذا الكون؛ لأنه متحمل للأمانة، قال تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً) [الأحزاب: ٧٢]، وترى أن الإنسان سيد في هذا الكون، وليس سيدًا له، فالسيد هو الله، قال صلى الله عليه وسلم: «السَّيِّدُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى» [رواه أحمد وأبو داود والنسائي]، ولكن المؤمن وهو يسير في عبادة الله يسير سير السيد، وليس سير الجمادات: (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَات لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الجاثية: 13].


وتابع  جمعة، عبر صفحته الرسمية «فيسبوك»، أن بناء الإنسان بصفاته وسماته المحددة هو الكامن وراء هذه الحضارة، فقد نجح نبينا، صلى الله عليه وسلم، في بدايات الرسالة في بناء جيل كامل من هذا الإنسان؛ فجابوا الآفاق وبنوا حضارة لم يعرف البشر لها مثيلا حتى الآن، حضارة فريدة لم تَستعمِر أحدًا ولم تسرق خيرات أحد ولم تستعبد أحدًا، بل صيرت عبيدها حكامًا فيما يُعرف في تاريخنا الإسلامي بعصر المماليك وهي واقعة عجيبة لم يكررها أحد في العالمين، ومن ثم فقضيتنا -بعد تحديد محور الحضارة وقواعدها وغاياتها- هي بناء هذا الإنسان المؤمن بالرحمن والمؤمن بقيمة الإنسان والمؤمن برعاية الأكوان، والقادر على استخدام هذا الفكر وتحويله إلى واقع حضاري ثم المحافظة عليه من الضياع، وقد وصف الله تعالى هذا النموذج في كتابه الكريم فقال سبحانه: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا) [الفرقان: ٦٣].


وأضاف: «صفات هذا النموذج الإنساني الحضاري محددة ومعروفة في التراث الإسلامي تحت عنوان «الهوية الإسلامية»، وتنقسم إلى قسمين: سمات عقائدية ومكونات عقلية، والقسم الأول دلنا الله سبحانه وتعالى عليه في كتابه، وأرشدنا النبي، صلى الله عليه وسلم، إليه في سنته، وهذا القسم يجيب عن الأسئلة الكلية الكبرى التي حيرت الفلاسفة عبر التاريخ وهى: من أين نحن؟ وهو سؤال يتعلق بالماضي، وماذا نفعل هنا؟ وهو سؤال يتعلق بالحاضر، وماذا سيحدث لنا غدًا؟ وهو سؤال يتعلق بالمستقبل».