رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أرواح الأجداد.. مروة القباري تعيد الحياة للفراعنة بالنقوش (فيديو)

مروة القباري
مروة القباري

"توت عنخ أمون" يقف متربعًا حوله، تحرسه القطة الفرعونية الإله باستت، وعلى جانبيه تمثالين للحامي آنوبيس برأس الكلب وجسد الإنسان، ممسكًا بمنجله الذي يحصد به اللصوص الذين يحاولون سرقة المقابر الملكية، تحيط بهذا المشهد المهيب الرموز الفرعونية التي تخط حكاية التمثال العظيم لملك مصر.
 

لم يكن هذا مشهد في أحد المتاحف المصرية أو العالمية، إنما هي حقيبة سفر بروح الأجداد، الذين خلفوا لنا حضارة نتفاخر بها في الأرجاء، كانت هذه إحدى إبداعات مروة القباري، شابة في العقد الثالث من العمر حلمت بأن يظل عبق التاريخ المصري في أذهان الشباب الصغار.

رحلة" مروة" مع المشغولات اليدوية

مروة إلى جوار حقائبها

تخرجت مروة في كلية الهندسة الزراعية 2009، لكن شغفها الأول كان في حياكة الجلد من خلال المشغولات اليدوية، فتطويعه وتشكيله بطريقة جمالي تكون مقبولة عن الشكل التقليدي الذي أشبه بالحقيبة الصحراء التي تحفظ المياه، فقررت دراسة مهارات حياكة وقص الجلد:" كنت أرغب في تغيير شكل الحقائب الجلدية".
 

كان حلمها تطور منتجاتها، وتأخذ تعليقات الزبائن وتحاول تطويعها في القطع اليدوية، حتى تتحول إلى قطع فنية منمقة، موضحة لـ"الدستور"، أنها قررت خوض معركة مع نفسها للمشاركة في مسابقة "أنا مصري" التابعة لمجموعة أهل مصر للمشغولات اليدوية، والتي كانت محددة أن يتم الاشتراك في المسابقة بقطعة فنية يدوية تعبر عن الحضارة المصرية، وبالفعل قررت تصميم حقيبة ظهر تحوي مظاهر المجتمع، وتجمع رموزه معًا.

بعد ذلك قررت أن تزيد من أبداعها، وتقدم محتوى أكثر ابداعًا وهو حقيبة ظهر بالجلد منقوش عليها رموز فرعونية قديمة، مؤكده أن هذه النقوش عبارة عن حروق في الجلد الطبيعي وتلوينه، مؤكدة أنها كانت محتارة بين حرق الجلد وتطريزه، إلا أنها بعد ذلك قررت حرق الجلد، لأنه لن يزيد من وزن الحقيبة وثقلها.

رحلة تصنيع حقائب الأجداد

حقائب من روح الأجداد


40 يومًا عملت فيها مروة برفقة ابنة خالتها على حقيبة السفر التي تمثل الحضارة الفرعونية، منوهة إلى أن المواطنين يعجبون بالشكل دون التفكير في الجهد المبذول في تصنيعها، إذ أن الأمر يستهلك جهد وتركيز كبير جدًا، فهذه الحقيبة تمكنت من لفت أنظار الجميع في وقت قصير جدًا، فنهالت عليها طلبات الشراء، بأسعار مناسبة، لكن أغلب الفئات التي تواصلت معها للحصول عليها هم المصريين المغتربين الذين يريدون أن يشعروا بالفخر بوطنهم.

"جناح مصر في المدينة العالمية بإمارة دبي في دولة الإمارات"، ذاك هو الحلم الذي رافق مروة خلال رحلتها في المشغولات اليدوية:" حلم أن تكون ممثلة عن مصر في هذه المدينة العظيمة التي تحوي إبداعات كل دولة، وتترك لها إمكانية التعبير عن شخصيتها الوطنية".