رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يشارك في معرض الكتاب.. محمد ندا يخلق عالما فانتازيًا استثنائيًا في رواية «هانا سيندا»

غلاف الرواية
غلاف الرواية

بالتزامن مع الدورة  الـ52 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، والمقرر انطلاقه غدا الأربعاء، تصدر رواية "هانا سيندا" مع عنوان فرعي: "سيرة الملك غيرزان"، للكاتب محمد ندا، عن دار روافد للنشر.

وكشف "ندا"، لـ"الدستور"، عن موضوع الرواية وملاحمها، مشيرا إلى أن أحداث الرواية تدور في عالم من الفانتازيا والخيال فيما يقرب من 280 صفحة من القطع المتوسط.

إن عنوان الرواية "هانا سيندا" مشتق من لغة إحدى الجماعات المتخيلة التي تسكن عالم روايته، ويعني حامي الأرض، أما الملك "غيرزان" فهو أحد أبطال الرواية وحامل لواء البشر في ملحمتهم الوجودية التي تسرد الرواية تفاصيلها.

"هانا سيندا" هي العمل الأدبي الأول للكاتب محمد ندا.

ومن أجواء رواية "هانا سيندا" للكاتب محمد ندا: تدور أحداث هذه الحكاية قبل الزمن المعروف للبشر، حيث حكمت الأرض كائنات أخرى عاقلة تسمى الأستوريين، عاشت ممالكهم على الأرض عندما كانت قارة واحدة وليست عدة قارات كما هى الآن.

كانت هذه المخلوقات أشد غرورا وقوة من البشر، ولما ظهر البشر استعبدهم الأستوريون وأذلوهم آلاف السنين حتى قامت ثورتهم الأولى والتى كان مآلها إلى الفشل الكبير، إلا أن البشر لم يستسلموا لهذا الفشل ولا لهذه الحياة الذليلة بل آمنوا بنبوءة الملك غيرزان وانتظروا ظهوره والتفوا حوله ليقودهم إلى النور بعد عصور الظلام والذل.

دارت المعركة الأخيرة بين غيرزان ورفاقه ضد الأستوريين عند جبل الذهب عندما اختاره السيف الأسطوري «الهانا سيندا» ليكون غيرزان وريث عرش سيد الجبل الأول والد السيدة أستارزيا، وليصبح غيرزان ونسله هم حماة الأرض من جنس البشر.

وفي موضع آخر من الرواية بعنوان "في بطن الجبل" جاء: ما أن أغلق باب الجبل حتى أضيء المكان بلون يشبه اللون الذهبي الخالص، لم يعرف غيرزان مصدره، ولكن نظر إلى حائط الجبل فوجد أنه مرقش برسومات تحكي قصة ما لأناس يشبهون البشر، ورفع رأسه ليرى سقف المكان ولكن الظلمة بالأعلى منعته من ذلك، ثم نظر أمامه فرأى ممرا طويلا في آخره ضوء أبيض كبير، فمشى إليه.

لأمتار قليلة سار غيرزان وحيدا في بطن الجبل، يلامس حائطه، ينظر إلى رسوماتها دون أن يفهم فحواها، ثم سمع نساء يغنين بصوت عذب جميل، ألقى بالطمأنينة في قلبه، فأكمل مسيرته، اقترب من الضوء الأبيض فوجده عبارة عن بوابة لغرفة داخل الجبل فدخلها.

كانت الغرفة كبيرة لها جدران تشبه الجدران التي شاهدها في الممر المؤدي لها، وعليها رسومات أخرى ولا يوجد بها أي أثاث سوى سرير كبير مرتب له أربعة عمدان على شكل حراس يمسكون رماح مطلية بالذهب، ومنضدة خشبية مربعة يقبع خلفها كرسي ذهبي أيضا يتناثر عليها بعض الأوراق وبجوارهم خنجر ذهبي.

اقترب غيرزان من المنضدة وأمسك بالأوراق ليقرأها، لكنها كانت مكتوبة بلغة قديمة لا يعرفها، فحاول تقليبها لعله يجد شيئا يستطيع قراءته ولكنه لم يجد فقال بصوت مسموع: ماذا تعنى هذه الكلمات؟ فرد عليه صوت امرأة قائلا: إنها رسائل قديمة لا تلق لها بالا.

ترك غيرزان الورقة وتلفت يمينا ويسارا ليعرف من أين أتى الصوت، ولكنه لم ير أحدا، فقال: مرحبا أيتها السيدة الجميلة، أنا غيرزان جئت بناء على طلبك.. فجأة ظهرت سيدة خلفه قائلة: أعرف من أنت يا عزيزي، كنت أنتظرك منذ مدة طويلة.

تفاجأ غيرزان لظهور السيدة خلفه فجأة دون إنذار وكأنها جاءت من العدم، فالتفت ناظرا إليها فرأى سيدة بيضاء جميلة، تشبه التي كانت تأتيه في منامه متحدثة إليه، ولكنها الآن أكثر جمالا وبهاء، تحيط بها هالة بيضاء وشعرها الأسود ينسدل خلفها يلامس الأرض، يلتف حولها وشاح أبيض كبير ولها عينان زرقاوان وأنف دقيقة وشفتان حمراوان، كان جمالها يأخذ بعقله، فقال لها بأدب جم: حسنا لا بد أنك السيدة أدراستيا، فردت عليه: نعم أيها الشاب الشجاع، أنا أدراستيا، كيف حالك وحال هاميدان؟ قال: إنه بخير، ينتظرنى بالخارج أمام البوابة، فقالت: أعرف ذلك.. ثم تفحصت وجهه قليلا وقالت: أصبحت رجلا يا غيرزان، كيف كانت رحلتك إلى هنا؟.