رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يمنى أبوالنصر: عناصر «الإرهابية» هددونى بأمى واعتدوا علىّ لأنى رفضت اتباع منهجهم

الواعظة يمنى أبوالنصر
الواعظة يمنى أبوالنصر

بدأت الواعظة يمنى أبوالنصر عملها الدعوى منذ ٣٠ عامًا، وعاصرت عدة تغيرات طرأت على المجتمع، وواجهت جماعة الإخوان الإرهابية وتعرضت للتهديد بسبب محاربتها أفكار الجماعة الإرهابية داخل المساجد.

وأوضحت «يمنى» أنها عانت كثيرًا من إرهاب جماعة الإخوان، حيث هددوها بأمها حينما رفضت اتباع منهجهم، وحاولوا الاعتداء عليها أكثر من مرة، مشددة على أنها لا تتربح من نشاطها الدعوى على الإطلاق. 

■ متى بدأ مشوارك الدعوى؟

- منذ نحو ٣٠ عامًا بدأت بحفظ القرآن الكريم، ولاحظت أن الناس التى تحفظ القرآن لا تفهمه، هم فقط يعيدون من غير تركيز فى المعنى المراد من النص، فبدأت أنا بحفظ القرآن وانتهيت من حفظه بسند يمتد بينى والرسول بـ١٦ اسمًا فقط.

وبدأت أدرس فى معاهد الدعوة ودخلت معهد النور، ودخلت معهد قراءات شبرا الخيمة، وحصلت على دبلومة تربوية فى جامعة الأزهر، وكنت خلال هذه الفترة أعمل فى تحفيظ القرآن فى المسجد للسيدات والأطفال.

■ كيف طورتِ مستواك المعرفى؟

- حصلت على الدكتوراه فى العلوم السلوكية والنفسية، فضلًا عن عدد من الدبلومات، ولكن خلال فترات كثيرة من عملى ودراستى كنت أواجه أسئلة حرجة، سواء من أولادى أو السيدات فى المساجد، فكان لا بد أن نوصل المفاهيم الصحيحة للدين لهم، وبدأت الدراسات النفسية وعملت ١٢ سنة مدرسة، وتعاملت مع الأطفال، وعرفت كيف يفكرون فى هذه المرحلة العمرية.

ثم تعاملت مع الأمهات ووثقت عددًا كبيرًا من الملاحظات، وبدأت أدرس الدكتوراه فى الصحة النفسية، من أجل التواصل والتفاهم مع الآخر والوصول لأكثر من وسيلة وسبيل للرد على التساؤلات، وكل هذا ساعدنى كثيرًا فى عملى كمحاضِرة فى عدد من الجامعات، فضلًا عن العمل الدعوى.

والمجال الدينى يحتاج كثيرًا للدراسات النفسية، وهذا ما يدعمه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، حيث أقام عددًا من الدورات التدريبية فى المجالات المختلفة للأئمة، على عكس النمط القديم للتدريبات، وذلك أعطى فرصة كبيرة للإمام ليعرف نفسية الآخر ويتفهم كيف يفكر، فضلًا عن الدورة التدريبية المتخصصة التى تقيمها وزارة الأوقاف فى علم النفس والاجتماع.

■ هل توجد أنشطة مجتمعية تقومين بها الآن؟

- حاليًا أتعاون مع مبادرة «حياة كريمة» فى تنمية القرى، وهناك نجوع كانت تعيش على المعونات أصبحت منتجة الآن، مثل نجع عون الذى اختاره الرئيس عبدالفتاح السيسى نموذجًا لـ«حياة كريمة»، والعمل المجتمعى لا ينفصل عن العمل الدعوى، فالدين ليس صلاة وصومًا فقط، بل معاملة وعملًا.

■ ما الذى تغير فى طبيعة عمل الواعظات مؤخرًا؟

- فى السابق كان يتم توزيعنا تحت إشراف إمام المسجد، لأن المظلة الرسمية للداعيات هى «الأوقاف» لكن الآن تم تنظيم الأمر، وكان يوجد مَن يتربح من الدعوة ومَن يسهم فى نشر الأفكار المغلوطة، والأمر كان به بعض العشوائية قبل ضبطها من وزارة الأوقاف، «من زمان وأنا ماشية بوصية جوزى، إوعى تكسبى من الدعوة»، فأنا أعطى محاضرات ودروسًا من أجل الدعوة وليس للربح.

ووزارة الأوقاف سيطرت سيطرة كاملة على المساجد، ولن يسمح بأى تطرف داخل أى منبر يتبع وزارة الأوقاف، والوزير تعامل مع ملف الواعظات كأنهن فرقة رئيسية فى الوزارة وجناح لا يغفل عنه، والحقيقة هناك صفوف أخرى من الواعظات أروع منا، لأنهن تربين مع مجريات العصر، نحن لدينا واعظات تستطيع أن تتحدث فى القضايا الجدلية بطلاقة ورؤية مستنيرة.

■ هل واجهتِ صعوبات خلال التعامل مع الأفكار الإرهابية فى مصلى السيدات؟

- «الإخوان هددونى بأمى»، و«كنت بدرس فى مسجد الشربتلى بالتجمع الخامس، وكنا نفاجأ أن زوجات قيادات الإخوان جايين يدوا دروس فى المسجد وضمنهم زوجة المعزول محمد مرسى، وكانوا بيسوقوا لشعار الإسلام هو الحل».

وحدث أن هاجمنى أحد المصلين بمسجد أحمد عفيفى بالرحاب، اعترض على طريقة إلقائى الدروس الدينية، علشان بذكر «إن الفضل لله»، هو يريد أن أتبعها بجملة «ثم للإخوان المسلمين» فرفضت بشدة، ومرة عارضتنى إخوانية لأنى لم أتبع الجماعة، وقالت لى: «إنتِ مش هتبقى من الفرقة الناجية».

«كان بيجيلى تهديدات علشان أتراجع أو أنتهج منهجهم، بس ولا كان فارق معايا، لأن الحافظ هو الله ودى عقيدة واللى كان مقوينى، كانوا بيهددونى فى أثناء فترة مرض والدتى، بس كان زوجى يدعمنى ويطمئنى كثيرًا»، والحقيقة أن الإخوان تسببوا فى خروج الناس عن الدين باسم الدين. 

■ فى السابق كانت القوافل الدعوية مقتصرة على الأئمة فقط.. الآن نجد الواعظات يشاركن فى قوافل داخلية وخارجية.. فما الذى حققته؟ 

- «من أهم القوافل التى شاركت فيها هى قافلة الحج، وكنا بنُدرس فى الحرم النبوى وفى الفنادق- مقر إقامة الحجاج- كنا بندرس لسيدات ورجال، ونجيب عن كل الأسئلة وليس سيدات، وكنا ٩ واعظات فى أكبر بعثة حج، وجاءت إشادات كثيرة جدًا بالجهود المقدمة من الواعظات المصريات خلال بعثة الحج، فنحن نقدم عملًا دعويًا تطوعيًا نبتغى مرضاة الله تعالى، لذلك نلقى الدعم والتأييد، وهذا يدفعنا للتقدم والاستمرارية».