رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حكاية صورة» الطفل يوسف إدريس يرتدى الطربوش فى الابتدائية

يوسف إدريس
يوسف إدريس

"حكاية صورة" اليوم، الخميس، الرابع والعشرين من يونيو، عبارة عن صورة للطفل يوسف إدريس يرتدي فيها الطربوش المطبق وهو في مرحلة الدراسة الابتدائية.

يعلق يوسف إدريس على هذه الصورة في مجلة "نصف الدنيا" التى كتبت فيها سلسلة حلقات عن طفولته بدأها في الثامن عشر من فبراير عام 1990 أي قبل عام واحد من رحيله واستمرت لإحدى عشر حلقة فيقول: «لم يكن التلامذة في حاجة إلى مادة جديدة لسخريتهم مني، فطربوشي مطبّق من التلامذة الكبار ذوي الشوارب، كلما رأوني كبّوا بأكفّهم الطربوش حتى أصبح مضحكًا فعلًا، وحين أرى الآن صوري في الشهادة الابتدائية، بالطربوش المطبّق، أتذكر كيف كنت مذلولًا ومهانًا، وجاءت كلمة (اللص) لتغرقني في بِركة أخرى نتنة الرائحة».

يذكر أن يوسف إدريس من مواليد قرية "البيروم" بمحافظة الشرقية، ولد في 19 مايو من عام 1927، في صغره كان مغرم بعلوم الكيمياء ويحلم بأن يصبح طبيبا، وقد دفعه ذلك للتفوق والالتحاق بكلية الطب.

جاء في فترة الخمسينيات والستينيات، فترة الزخم الثقافي الأكبر في تاريخنا الحديث، جاء للقصة بعد أن ثبَّت الكثيرون أقدامهم، كيحيى حقي وأمين يوسف غراب وغيرهما الكثير، جاء بنرجسيته المعهودة فحمل راية القصة القصيرة وسار بها أبعد مما ظن أحد، وتركت أقدامه آثارًا لا يمكن أن تُمحى؛ فما خَلَّفه يوسف إدريس لن يزول مع الأيام.

وكان يوسف إدريس كبيرًا منذ لحظة الميلاد، فمَن غيره قدم عملَه الأول عميدُ الأدب العربي د. طه حسين؟! بل هو الوحيد الذي انتصر على العميد حين كتب عنوان مجموعته الأولى «أرخص ليالي» كما ينطقها العامة لا كما يقرؤها العميد في قاعة المحاضرات! ولأن أغلب مَن كتبوا عن القرية كتبوا من وراء لوح زجاجي، من شرفة «العمدة»، دون أن تتسخ ملابسهم، أما هو فقد كتب «الحرام» و«العيب» و«النداهة» من تراب الأرض، لذا لم يكن غريبًا أن يراه الأبنودي رجلًا من «صياغة الطبيعة»!