رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جولة فى «أفراح إفريقيا».. عادات الزواج: مسابقات للفوز بالعروس.. والمهر «تقسيط»

أفراح إفريقيا
أفراح إفريقيا

جدل كبير حدث على مواقع التواصل الاجتماعى، خلال الأيام الماضية، عقب انتشار صورة لمستند «قائمة زواج» أثبت خلاله والد العروس أنه لا يريد إلزام العريس بالحفاظ على المنقولات الزوجية، مستخدمًا جملة «من يؤتمن على العرض لا يسأل عن المال»، وتبارى المؤيدون للفكرة والمعارضون لها فى حشد أدلة تساند آراءهم، جميعها متعلقة بالعادات والتقاليد.

ولأن مصر تعتز بأنها جزء من قارة إفريقيا، تساءل عدد كبير من الناس عن تقاليد الزواج فى القارة السمراء، لمعرفة كيف يتعامل الأشقاء مع قضية تأمين حقوق الزوجة.

«الدستور» تستعرض خلال السطور التالية جزءًا كبيرًا من عادات وتقاليد القبائل الإفريقية فى الزواج.

مائدة طعام لأصدقاء العريس صباح يوم الزفاف.. واستعراض الهدايا أمام الحضور

فى شرق إفريقيا تختلف عادات الزواج باختلاف القبائل، وبمجرد عبور أرض السودان والاتجاه جنوبًا بمحاذاة الشرق، ستتعرف على قبيلتى «لوو» و«كيسى»، وتشتهر مراسم الزواج فى القبيلتين بإعداد الموائد الضخمة التى تكفى كل أهل القرية التى ينتمى لها العروسان، وهناك يعتمدون على الدعوات الشفاهية لا المطبوعة.

وبمجرد انتشار خبر إقامة فرح فى إحدى القرى، يتوافد الجيران والأهل، وتقدم وليمة كبيرة تضم «الأوجالى والدجاج ولحم البقر ولحم الماعز والأرز والشباتى والسمك»، وبعد تناول هذه الوجبة الدسمة يشرب الجميع الشاى مع المندزى.

وتنفرد قبيلة «كيسى» بطقس إضافى، وهو إقامة مائدة أخرى لأصدقاء العريس صباح يوم الزفاف.

أما فى قبيلة «كالينجى»، فيقام حفل خاص لدفع المهر، تحضره العشيرة فقط، ولا بد من أن يمطر العريس زوجته بهدايا كثيرة فى هذا اليوم، قبل أن يجرى تحديد المهر، الذى يكون عادة عددًا من رءوس البهائم.

وفى قبيلة الـ«كيكويو»، يحصل أهل العروس على أغلب المهر، لأنه يمثل المال الذى أنفقته الأسرة لتربية الفتاة وتعليمها، ويزيد المهر كلما ارتفع مؤهل العروس، ولا يسمح للعريس برؤيتها إلا بعد انتهاء التفاوض بين الأسرتين.

وخلال الحفل، تقام منافسة غنائية بين قريبات العروسين، وهى ليست مسابقة حقيقية، بل وسيلة لكسر حاجز القلق بين الأسرتين، ويتحول هذا الطقس إلى قصة جميلة يحكيها سكان القرية.

وبعد إقامة العرس، تقام منافسة أخرى تشدو فيها النساء بأغنيات تقليدية متعلقة بالزواج، ثم تتبادل السيدات الهدايا، مثل الطعام والنقود والمشغولات اليدوية، إذ تشتهر نساء الـ«كيكويو» بالمهارة فى صناعة المشغولات اليدوية.

ثم تقام مسابقة نهائية، إذ تخرج العروس وسط مجموعة من النساء، كلهن يغطين أجسادهن من الرأس حتى القدم، وعلى العريس أن يعرف العروس وهى مغطاة بالكامل، وإن فشل فعليه دفع غرامة، عادة ما تكون عنزة.

وخلال تلك المسابقة، قد تساعد العروس زوجها ببعض الإشارات ليتعرف عليها، وفى بعض الأحيان تضلله حتى توفر عنزات أكثر لأسرتها.

وفى قبيلة «الكامبا»، يحدث الزواج بعد مجموعة من الاجتماعات، يكون الاجتماع الأول سريًا يضم العريس ووالده ووالد العروس وأمها، ويقول العريس خلال هذا الاجتماع إنه يريد الزواج، وإن أحب والدا العروس الشاب يحدد موعد الاجتماع الثانى، وعلى العريس ألا يخبر أهل القرية بذلك.

وخلال الاجتماع الثانى يطلب العريس مباركة أسرة العروس، وإن نجح فى ذلك، يحدد موعد الاجتماع الثالث، ويقدم خلاله العريس عنزتين لأهل زوجته المستقبلية، وبعد الذبح، يجرى تحديد مهر العروس، الذى يمكن تقسيطه لمدة طويلة.

بعد ذلك يحشد العريس أسرته ويذهبون جميعًا إلى بيت العروس، ويعدون الطعام جميعًا لأسرة الفتاة، كدليل على أن العريس قادر على رعاية زوجته، وتغيرت هذه العادة قليلًا مع مرور الزمن، وأصبح الشاب يتعاقد مع متعهد لتقديم الطعام.

أما فى قبيلة «الأمهرة» المنتشرة فى إثيوبيا، فيرتدى الجميع ملابس مصنوعة من قماش الحبشة، خلال احتفالات الزواج، وترتدى العروس زيًا أبيض أنيقًا، مزخرفًا باللون الذهبى أو الأحمر أو الأخضر الغامق أو الأزرق الساطع أو الأسود، ويرتدى العريس بذلة غربية، أو معطفًا طويلًا وبنطلونًا مصنوعًا من القماش المحلى.

وتعد الديانة المسيحية من أكثر المعتقدات المنتشرة فى إثيوبيا، وتتشابه طقوس الزواج فى طوائف الأرثوذكس والروم الكاثوليك، إذ تقام فى الكنائس باختلافات طفيفة.

وفى شمال إفريقيا، تنتشر قبائل الأمازيغ، وهى مجموعة عرقية موجودة فى مصر والمغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا وشمال مالى وشمال النيجر وبوركينا فاسو، والغريب فى مراسم الزواج فى هذه القبائل أن سكانها يستخدمون كلمة «الكبد» للإشارة إلى المحبة، ولا يستخدمون كلمة «القلب». 

أما فى وسط وجنوب إفريقيا، خاصة فى بوتسوانا وناميبيا وأنجولا والكونغو، فتنتشر قبائل كثيرة، أشهرها «الزولو»، ويطلقون على حفل الزواج اسم «أومابو»، كما يلتزم العريس بإقامة حفل آخر على النمط الغربى، يلبس خلاله بذلة وتلبس العروس فستانًا أبيض، ويحضر الأهل الحفلين. ويقام حفل «أومابو» فى منزل والد العريس، ويرتدى الحضور تنانير مصنوعة من جلد البقر، ويبدأ الاحتفال باستقبال والد العريس زوجة ابنه الجديدة، ثم يسلم والد العروس ابنته لعائلتها الجديدة، وعادة ما تجلس الأسرة والضيوف على حصائر من العشب، ويعرضون هدايا العريس لعروسه.

تذوق 4 قبل «الدخول».. الحامض «الليمون» والحار «الفلفل» والحلو «العسل» والمُر «الخل» 

 

فى غرب إفريقيا، تسيطر «اليوروبا»، وهى مجموعة عرقية تعيش معظمها فى نيجيريا، وتضم نحو ٤٤ مليون نسمة، ويؤمنون بالقدر وباتحاد الروح بين العروسين بمباركة الخالق، وتغيرت طقوس الزواج التقليدية بشكل طفيف بعدما آمنت مجموعات من «اليوروبا» بالدين الإسلامى والدين المسيحى، وجرى دمج طقوس الأديان مع طقوس القبيلة.

وتشتهر احتفالات الزواج فى «اليوروبا» بالتزام العريس والعروس بتذوق ٤ عناصر، الحامض «الليمون» والحار «الفلفل» والحلو «العسل» والمر «الخل»، وهذا الطقس يستهدف تأكد العروسين من أن بإمكانهما مواجهة تقلبات الحياة معًا.

وإن تطرقنا للطقوس لا بد من ذكر «جوز الكولا»، وهى فاكهة مليئة بالكافيين تنبت فى الغابات الاستوائية المطيرة فى غرب إفريقيا، وتشتهر بخواصها العلاجية، وتستخدمه القبائل خلال طقوس الزواج فى النيجر ونيجيريا وسيراليون وليبيريا.

خلال الحفل، يتبادل الزوجان «جوز الكولا» تعبيرًا عن استعداد كل منهما لرعاية الآخر، ويعتبره مسلمو غرب إفريقيا جالبًا للخصوبة ويستخدمونه خلال طقوس الخطوبة.

ومن التقاليد الشهيرة فى غرب إفريقيا، القفز فوق مكنسة خشبية، وهى عادة اشتهرت بها مجتمعات الغجر الويلزية، التى يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر. 

أما الأفارقة الأمريكيون فلم يتخلوا عن عاداتهم الإفريقية، إلا أنها أصبحت أكثر حداثة، فلا يزالون ينفذون طقس «طرق الأبواب» حتى الآن، وهو طقس شهير يطلب خلاله العريس الزواج من الفتاة، ويعود أصل هذا الطقس إلى غانا، ويسمى هناك «كوكو كو».

يبدأ هذا الطقس بعريس يطرق باب منزل العروس وينتظر الدخول، وعندما يحصل على الإذن يقدم الهدايا، مثل المال والأغنام، ثم تناقش العائلتان جميع تفاصيل الزواج، ثم يجرى استدعاء العروس ويسألها والدها ٣ مرات متتالية عن رأيها فى الزواج، وإن كررت الموافقة ٣ مرات، تتم الخطوبة، ولا يتم تقديم مهر، بل يجرى عقد عشاء عائلى.

وخلال حفل الزفاف، تسكب السيدات الكحول والماء على الأرض، لأن ذلك– وفقًا للمعتقدات- يعد تكريمًا للأموات وكبار السن، وخلال السكب تتلى الصلوات ويقدم الخبز المحمص للحضور.

ويرى الأفارقة الأمريكيون أن تقديم القرابين خلال الزواج أمر ضرورى، يمد العروسين بالحكمة، ويمكن للحضور اختيار مشروباتهم بحرية، وتجدر الإشارة إلى أن الأفارقة الأمريكيين يطبقون طقس القفز فوق المكنسة حتى الآن.

أمثال شعبية

كينيا

«إذا ضحكت على حماتك، فسوف تلطخ عينك بالأوساخ»، فى إشارة إلى وجوب احترام والدة الزوجة.

المغرب

«لا تصحح بضربة ما يمكن تعلمه بقبلة»، ويعلم هذا المثل الرأفة بالزوجة وعدم ضربها.

نيجيريا

«المرأة التى لم تنجح فى زواجها ليست لديها نصيحة لتعطيها للأجيال الصغيرة»، فى إشارة إلى قيمة أن تكون المرأة متزوجة وزيجتها ناجحة فى هذا المجتمع.

غانا

«الزواج كحبة الفول السودانى، عليك كسرها لمعرفة ما بداخلها» ويعنى أنه لا يمكنك الحكم على الزيجة إلا بعد أن تتزوج.

ليبيريا

«إذا تزوجت المرأة التى لا تملك سوى الجمال، فقد جلبت التعاسة لنفسك».

السودان

يقولون «هناك خيط واحد للإبرة.. كذلك هناك حب واحد للقلب»، أى أنه مثلما لا يمكن للإبرة الاتساع لأكثر من خيط لا يمكن للقلب أن يحب أكثر من شخص فى نفس الوقت.

أوغندا

«التودد ليس زواجًا» ويقصدون أنه لا يمكن اعتبار كل من يتودد للفتاة يرغب فى الزواج منها.