رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جابر بغدادي والتصوف

جابر بغدادي: التصوف هو الإسلام والاضطرابات السياسية سببها عدم معرفة المجتمع للحب

جابر بغدادي
جابر بغدادي

قال الشيخ جابر بغدادي وكيل الطريقة الخلوتية الجودية، ورئيس مؤسسة القبة الخضراء، إن ما تم الترويج له مؤخراَ من خلقه لمدرسة جديدة في التصوف الإسلامي “غير صحيح”، لأنني في  الواقع لم أخلق أي مدرسة جديدة، ولكن مثلما قولت سابقا “أنا حالة حب إيمانية” اجتمع الناس حولها، ليس أكثر من ذلك.

وأشار بغدادي أن “التصوف له رجاله وشيوخه وعلمائه، ولا أعد إلا أن أكون مريد في حضرة شيخ وكلمة مريد كبيرة عليا أيضا، حيث أننى وجدت أن الحب هذا هو تجربة الدين ، فالله سبحانه وتعالى أسمه الودود وهو دعانا إلى الدين بحب، ودعانا إلى الطاعة بحب”، حيث يقول المولى سبحانه وتعالى “قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”. 

وتابع: “وجدت أن المعاصى والذنوب التى وصلنا لها فى المجتمع الذى نعيش فيه والاضطرابات السياسية والمجتمعية وقطع الأرحام والسرقة والزنا كل ذلك كله كان بسبب أن المجتمع لم يعرف الحب ولم يعرف كيف يعبد من يحب، أو يتبع من يحب كما في قوله تعالى (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)، بمعنى إذا كنتم بتحبوا ربنا اتبعوني، ورب العزة قال إن كنتم تحبون أم قال إن كنتم تعبدون، قل إن كنتم تحبون الله، فالله سبحانه وتعالى دعانا إلى إتباع السنة بالحب وهذا والله أعلم التجربة التي عيشتها، وقرأت السيرة النبوية وتخصصت في دراسة التاريخ الإسلامي وكثير من كتب التراث، وجدت أغلب الذين وصلوا إلى الله كان منهجهم الحب”.

وأضاف  بغدادي: “التصوف هو الإسلام في أجل معانيه، وفي أرقى معانيه والتصوف هو الذي دعى إلى أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، والتصوف قالوا عنه (الأخذ بالحقائق واليأس مما في أيدي الخلائق)، والتصوف هو أن تزهد مما في يد الناس وتأخذ بالحقيقة، والحقيقة هي أن الله سبحانه وتعالى هو فقط الذي أوجد الوجود وهو الرزاق وهو القادر فتعلمنا من التصوف أني عندما أطلب شىء لا أطلب من غيره وتعلمت من التصوف أن يكن ظاهري مرآة باطني فإذا لم يستوي ظاهري وباطني يصبح ديني هنا رياء وهش”.

وأكمل: “تعلمت من التصوف أن الإنسان هو خليفة الله في الأرض، وعاراً على الخليفة الذي استعمره الله في الدنيا أن يعبد الدنيا التي هو خليفة عليها، وأنه نائباً للحضرة الإلهية فيها، وتعلمت من التصوف أن الإنسان ما وجد في الدنيا للتطرف أو الإرهاب، وتعلمت من التصوف أن الولاية الحقيقة إنك تقدر تصلح المجتمع وتسوق المجتمعات إلى الله، ولا تقف بين المجتمعات وبين الله، ولا أدعي الولاية فتصطدم الناس بي وتنحجب عن الله وأني بكلام الله، أقتل الناس، وأوضع الناس وأرفض الناس ويقول الله تعالى (إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)”.