رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عايزنها تبقى خضرا».. كيف استعدت مصر لمحاربة «التصحر»؟

ظاهرة التصحر
ظاهرة التصحر

تعد ظاهرة التصحر واحدة من أهم الظواهر البيئية التي تمثل تحدي كبير أمام حكومات الدول التي تعاني من هذه الظاهرة وبالأخص في قارة أفريقيا التى تعانى من مشاكل تدهور الأراضى والتصحر والجفاف، وهى تحديات كبيرة شكلت مع نقص الموارد المادية جداراً عالياً يقف أمام جهود التنمية المستدامة التي تسعي الدول الإفريقية جاهدة إلى تحقيقها. 

وطالبت مصر بضرورة تبني سكرتارية اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر بدعم الدول المتأثرة بهذه الظاهرة الخطيرة، حيث تعد مصر من أكثر الدول التى تعانى من الجفاف وهو ما يعيق عملية التقدم والتنمية المستدامة. 

وفي هذا الإطار، يقول دكتور عبدالله زغلول، رئيس المركز القومي لبحوث الصحراء؛ إن ظاهرة التصحر هي من النتائج المترتبة على التغييرات المناخية التي تهدد العالم أجمع؛ موضحاً أن مكافحة التصحر يساعد في الوقت نفسه للحد من انتشار الأمراض النباتية والحيوانية وبالتاليإستمرار الحياة؛ وأوضح رئيس مركز بحوث الصحراء أن إستصلاح الأراضي ومقاومة التصحر يساهم بشكل كبير في التعافي الإقتصاديوهو ما حدث نتيجة أزمة كورونا بعد ارتفاع حجم الصادرات الزراعية خلال الجائحة وماترتب  عليه من توفير فرص عمل جديدة.

وعن أهم الإجراءات التي يجب على الحكومة اتخاذها لمكافحة التصحر وضمان استمرار مسيرة التقدم الاقتصادي يقول زغلول، إن وقف الزحف العمراني على الأراضي الزراعية واستصلاح الأراضي من أهم الإجراءات لمكافحة التصحر؛ كذلك وجود إطار قانوني يجرم التعدي على الأراضي الزراعية مع وجود عقوبات رادعة أمور من شأنها معالجة ظاهرة التصحر؛ كذلك وجود حوافز على زراعة الأشجار في كل الشوارع ووقف قطع الأشجار والرعي الجائر.


 يذكر أن التصحر يؤدي إلى خسارة تصل إلى 40 مليار دولار سنوياً في المحاصيل الزراعية، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة"اليونسكو"، والتي أكدت أيضاً أن  ثلث مساحة اليابسة في العالم مهدد بالتصحر، كما أنه سيؤثر في جميع أنحاء العالم على معيشة ملايين الأشخاص، حيث يؤدي إلى خسارة تصل إلى 40 مليار دولار سنوياً في المحاصيل الزراعية، كما يخلق جواً ملائماً لتكثيف حرائقالغابات وإثارة الرياح.


 يتفق معه سيد خليفة نقيب الزراعيين، حيث يقول إن مصر من أوائل الدول الأفريقية التي تعاني من الجفاف وكادت تعاني من التصحر نتيجةالزحف العمراني وتجريف التربة والبناء على الأرض الزراعية وهي الأمور التي كانت تتم بالمخالفة للقانون ودون دراية وعن جهل موضحاً أنمصر ام تدخل رسمياً مرحلة التصحر نتيجة القيام بالعديد من المشاريع الزراعية واستصلاح الأراضي مع وقف التعدي على الأراضي الزراعية.

وشدد خليفة على أهمية مكافحة التصحر والتأقلم للجفاف وإعادة تأهيل الأراضي وإصلاح النظم البيئية المختلفة على مستوى العالم خاصة في المناطق شديدة الحساسية للتصحر والجفاف مثل جمهورية مصر العربية، والذي من شأنه بناء القدرات الإقتصادية للمجتمعات ورفعقدراتها على التصدي للتحديات البيئية المختلفة مما يساعد على خلق وظائف جديدة وزيادة الدخل الفردي والناتج القومي ويحقق الأمنالغذائي للمجتمعات وإستقرارها حول العالم؛ وهو ما يساهم في تحقيق التوازن البيئي والأمن والإستقرار العالمي. 

ويساهم التصحر في تدهور الأراضي وجفافها وبالتالي خفض الناتج المحلي الإجمالي الوطني في البلدان النامية بنسبة تصل إلى 8 % سنويا.


 ولفت إلى أن مشكلة التصحر من التحديات التي تواجه ليس فقط مصر ولكن ايضا تواجه بعض الدول الإفريقية موضحا أن هناك أكثر من 240 مليون شخص يعانون من الفقر ومشكلة سوء التغذية  وهو ماتحاول الحكومة المصرية التغلب عليها بالعديد من المبادرات الحكومية مثلإستنباط الأصناف النباتية المتحملة للجفاف، والمشروع الوطني لإنتاج البذوروتحويل نظم ري الأراضي الزراعية من طرق ري قديمة إلى طرقري حديثة، ومشروع المليون ونصف مليون فدان ومشروع الدلتا الجديدة وذلك لمكافحة مشكلة التصحر لتحقيق الأمن الغذائي المصري.