رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رضوى زكي: جائزة الدولة التشجيعية فخر لي وتتويج لشغفي

رضوى زكي
رضوى زكي

على مدار مايقرب العامين والنصف رسمت الدكتورة رضوى زكي، (باحث أكاديمي أول بمركز دراسات الحضارة الإسلامية بمكتبة الإسكندرية)، لوحة عن فصل هام من فصول الحضارة المصرية، بمشاهد منتقاة وحكايات تراثية لتصطحب القراء في رحلة شيقة تكشف فيها هوية مصر ووجهتها وعلاقة ماضيها العريق بحاضرها العربي بدءا من فترة دخول الإسلام وحتى الألفية الثالثة وذلك عبر كتابها “مصريات عربية” المتوج بجائزة الدولة التشجيعية.

وتقول رضوى زكي، إن من حصر مصطلح مصريات فقط للعصر الفرعوني فهذا خطأ شائع ولكن اسمها الصحيح الحضارة المصرية القديمة، ولكن مصطلح مصريات، فهو يعني عصور السيادة والقوة التي تعود على التاريخ بكل عصوره وليس العصر الفرعوني فقط.

فعلم المصريات يختص بدراسة الآثار المصرية القديمة بتاريخها وآثارها ولغتها، وهو ما طرحه كتاب دومينيك فالبيل في نظرية جديدة بأن كل فترة كانت لمصر عصر السيادة نطلق عليه مصريات.

ولهذا فعصر الحضارة الإسلامية يعد مصريات لاستمرار عصور السيادة المصرية، خاصة في العصر الفاطمي والمملوكي لكون مصر كانت تحكم العالم الإسلامي وتمتلك أجزاء من الشام والحجاز واليمن حتى قبرص.

فكرة الكتاب

تتابع زكي عن كتاب مصريات عربية أن فكرته قائمة على شقين أولهما خصوصية الحضارة العربية في مصر وعلاقة تلك الحضارة بالماضي المصري القديم.

من خلال رحلة تنطلق من دخول مصر في رحاب الإسلام وصولا إلى مطلع الألفية الثالثة بحثا عن خيط واصل لهذه العلاقة الجامعة بين عروبة مصر وحاضرها الراسخة في قلب التاريخ وذلك في محاولة لتفسير سر اختلاف مصر عن باقي البلدان العربية التي دخلها الاسلام محتضن لمخالف الثقافات والحضارات والديانات.

لتفتتح الكتاب بمقولة للدكتور جمال حمدان: "مصر حالة نادرة من حيث السمات والقسمات، فرعونية هي بالجد ولكنها عربية بالأب، بجسمها النهري قوة بر وبسواحلها قوة بحر، قلب العالم العربي وواسطة العالم الإسلامي وحجر الزاوية في العالم الإفريقي، تتأكد فيها الوسطية فهي سيدة الحلول الوسطى".

الهوية المصرية 

في ٢١ مشهدا منفصلا تحكي زكي مشاهد من الحضارة العربية في مصر بمختلف ما يميزها مرورا بمختلف العصور مما يخصنا بالتميز والتفرد.

فهناك دائما تساؤل هل مصر فرعونية أم إسلامية أم إسلامية عربية، فتعلق زكي بأن الهوية المصرية حالة شديدة الخصوصية وأكثر جناحين مؤثرين فيها هو الفترة المصرية القديمة من بدء دخول الاسلام وحتى فترة نهاية أسرة محمد علي. 

٢١ مشهدا

موضوعات مختلفة تناولتها الدكتورة رضوى لترسم ملامح الجانب التاريخي الاجتماعي لتلك الفترة، منها مصر أم الدنيا، لتوضح سبب لقب مصر بأم الدنيا. وهل هناك بلد أخرى لقبت بهذا اللقب من قبل.

 

فهي مشاهد منتقاة وحكايات تراثية ورحلة شيقة تكشف لنا عن خصوصية مصر ووجهتها بدءا من سؤال الهوية وعلاقة ماضيها العريق بحاضرها العربي وكيفيه تمصير الحضارة العربية بدخولها بلاد النيل نتيجة امتزاجها بما قبلها لتنتج حضارة مصرية ذات سمة خاصة لها.

لتوضح زكي، أنه لقب ليس بحديث وله جذور تاريخية لتلقب ايضا بأم العباد وأم البلاد وهذا يعكس دورها التاريخي منذ القديم لاحتوائها لكل الجنسيات أو كونها دائما الزحام وقبلة لكل الزوار.

فالتراث المصري الاجتماعي والشعبي والمعماري ايضا، يجسد احوال المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وشاهد على ازدهار او تراجع تاريخ الحضارة المصرية.

فمن المشاهد ايضا مشهد القاهرة ذاكرة الأمكنة وهنا نتحدث عن مدينة القاهرة لكونها العاصمة وتكوين ذاكرتها من تاريخ العواصم السابقة التي رسمت ملامحها فيما بعد، ومن التراث الاجتماعي المصري أيضا احتفالات ختان الصبيان والاغاني الشعبية المرتبطة بها، وخيمة المولد والعروسة من المظاهر الاحتفال النبوية.

مشهد آخر يسرد تاريخ أول جامع عثماني انشأ في مصر كونه جزء من نسيج الحضارة العربية في مصر وتم بناءه بداخل قلعة صلاح الدين، لنركز على الشاهد المعماري له وكيف غير ذلك في شكل العمارة كما ان بناءه في مكان هام بقلب قلعة صلاح الدين يعبر عن سلطته وسيادته ولما له من دلالات سياسية كجزء من التاريخ المصري.

الواقع الحديث

نلاحظ أن هناك اهتمام كبير من الدولة المصرية بإعادة احياء التراث والحضارة وهذا ظهر من خلال افتتاح لعدد كبير من المتاحف التاريخية وتدشين مختلف المبادرات والانشطة الثقافية.

أكملت زكي أن هذا كان واضحا جدا في الحدث التاريخي الذي شهدته مصر مؤخرا وهو موكب المومياوات الملكية تزامنا مع افتتاح متحف الحضارة بالفسطاط، لما وجدنا من صدى كبير لدى الشعب المصري وإحساسهم بالفخر والاعتزاز بتاريخ أجدادنا.

ولكن دائما في فترات الصحوة يشتد الجدال من بعض الفئات متسائلين كيف تفخروا بالحضارة المصرية القديمة بعد ان اكرمنا بالديانة الاسلامية، وهنا ياتي السؤال الذي تطرحه ذكي، ما المشكلة ان نفخر بتاريخ اجدادنا ونعتز بأصولنا ونقبل بثقافتنا العربية باختلاف الاديان، فهذا تكامل وليس نقص، فعودتنا الى جذورنا تأكيد على هويتنا وخصوصيتنا خاصة في عصور القوة.

الفوز بالجائزة التشجيعية

 

وأكدت زكي أن الفوز بجائزة الدولة التشجيعية كان غير متوقعا ولكنها كانت دائمة السعي نظرا لقيمتها التشجيعية لديها، وقالت زكي: الفوز بالتشجيعية فخر لي وتتويج لشغفي ان احصل على جائزة من الدولة لتشجيع المبدعين والمتخصصين كلن في مجاله.

ليفوز كتاب مصريات عربية بجائزة الدولة التشجيعية بفرع العلوم التابع للعلوم الإجتماعية، الذي استغرق عامين ونصف ليظهر للنور ويكون بين ايدي القراء، ليكون مناسب لجميع الفئات العمرية لتناوله باسلوب مبسط لإيصال قيمته العلمية.

مؤلفات وحدة واحدة بموضوعات مختلفة

تقول زكي إنها دائمة التأثر بعلاقة الحضارات التي مرت على مصر بغيرها وكيف تتابعت تلك الحضارات وما الروابط الواصلة بينهم، لتناقش في كتابها الأول إحياء علوم الاسكندرية من اليونانية الى العربية كيف انتقلت العلوم من الحقبة اليونانية الى العرب عن طريق مدينة الاسكندرية.

وفي كتابها الثاني العناصر المعمارية الفرعونية سردت سيرة الاثار المنقولة في عمارة القاهرة الاسلامية وكيفية تتبع البقايا الاثرية المصرية القديمة الموجودة في الاثار الاسلامية، وذلك بشكل عملي عن طريق مسار خريطة الزيارة بتقنية الـGPS.

 

والكتاب الثالث إرث الحجر لبنة اساسبة في دراسة استخدام العناصر المنقولة والآثار الموجودة في العمارة الاسلامية وعلاقتها بوقائع التاريخ الاجتماعي والسياسي في مصر، فتعتبر مصر على مدار تاريخها الممتد وعبر الحضارات المختلفة كنز لمواد البناء فيعالج الكتاب جانب من جوانب علاقتها الوطيدودة بوقائع التاريخ الاجتماعي والسياسي في مصر.

والكتاب الأخير مصريات عربية تناقش فيه فكرة الهوية والتعاطي بين الحضارة المصرية القديمة والحضارة العربية من خلال تاريخ اجتماعي.

وتواصل زكي: تقديم مثل هذه المحتويات التاريخية ذات البعد الاجتماعي المتاصل في ثقافتنا وتراثنا لهم امر تعريفي هام بجذورنا مثمنة أن يتم طرحه بعدد من الوسائل المسموعة والبصرية والمقروءة ليصل لأكبر شريحة من الجمهور بطرق مختلفة ومتنوعة.

3 جوائز آخرها التشجيعية

وحصدت رضوى زكي العديد من الجوائز في مسيرتها البحثية، حيث تقدم كتابها “إحياء علوم الاسكندرية” لجائزة القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد فرع المؤلف الشاب لعام ٢٠١٨، اما الكتاب الثاني إرث الحجر حصل على جائزة افضل كتاب في معرض القاهرة الدولي في مجال تحديد تاريخ الفن، وكتابها الأخير مصريات عربية حصل على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية فرع التاريخ.

رسالة أخيرة
قالت الدكتورة رضوى زكي، إن مشوار السعي لابد ان يكلل بالنجاح، وكل نجاح كانت بدايته حلم، حتى إن طال وقت تحقيقه، فكواليس السعي مليئة بالتفاصيل منها المحفز والمحبط ولا يعلم عنها شيئا سوي صاحب الرسالة، ولا يظهر منها سوى نتيجتها الناجحة النهائية.

رضوى زكي

رضوى زكي
رضوى زكي
رضوى زكي
رضوى زكي
رضوى زكي
رضوى زكي
رضوى زكي
رضوى زكي

رضوى زكي
رضوى زكي

رضوى زكي
رضوى زكي