رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رغم أنه لقبه بـ«أديب السلطة».. نكشف قصة مخطوط كتاب مجهول لـ«نجيب سرور» عن أديب نوبل

نجيب سرور
نجيب سرور

اتسمت العلاقة بين النجيبين – نجيب سرور ونجيب محفوظ – بالعديد من التحولات التي وصلت أحياناً إلى ذروة التصعيد والخلاف، وأحياناً انتقلت إلى منطقة رمادية لا تصعيد فيها أو تهدئه، وهو ما برز خلال عدد من المحطات؛ أبرزها عندما اعتبر الشاعر والمسرحي "سرور" الأديب نجيب محفوظ بـ«أديب السلطة» أى سلطة في إشارة إلى أنه كان مع النظام الملكي في مصر قبل سقوطه، ومن ثم أصبح من المصطفين منع نظام ثورة يوليو 1952.

وتحتفى الأوساط الثقافية خلال شهر يونيو بذكرى ميلاد محمد نجيب محمد هجرس (1 يونيو 1932 - 24 أكتوبر 1978) الشهير بـ«نجيب سرور» أحد أبرز الشعراء والمسرحيين المصريين، والذى لُقِّب بـ "شاعر العقل"، أبن مركز أجا، محافظة الدقهلية، وفى هذه المناسبة نرصد طبيعة العلاقة بين النجيبين، وهو ما تكشفه قصة مخطوط كتاب لـ"سرور" كتبه عن "محفوظ" قبل رحيله؛ رغم طبيعة الخلاف الذى وصل الى حد الصدام.

نجيب سرور يبدأ في تأليف كتاب عن نجيب محفوظ من موسكو  

الحكاية بدأت عام 1958، عندما كان الكاتب الصحفي محمد كروب رئيساً لتحرير مجلة "الثقافة الوطنية"، وقتها بدأت تصله من الشاعر والكاتب المسرحي نجيب سرور – وكان يعيش وقتها الأخير في موسكو-، فصول من دراسة طويلة متميزة بعنوان "رحلة.. مع نجيب محفوظ"، وهي دراسة جديدة من نوعها في النقد الأدبي العربي في تلك الفترة عن ثلاثية نجيب محفوظ "بين القصرين، السكرية، قصر الشوق"، وهو ما كشف عنه "دكروب" في كتاب له صدر عام 1993 عن دار "الينابيع" للنشر؛ تحت عنوان "الذاكرة والأوراق. .قراءات في وجوه المبدعين".

"دكروب" قال عن مخطوط كتاب "سرور": نشرنا من هذه الدراسة أربعة أجزاء في أربعة أعداد متولية من مجلة "الثقافة الوطنية" منذ أبريل سنة 1959؛ حيث مهد "سرور" لدراسته هذه بالقول "هذا حديث سيطول. ويكفى أن نعرف أن الأستاذ نجيب محفوظ قد كتب عمله الروائي الكبير في أربع سنوات لنعرف أن الغريب ألا يطول هذا الحديث".

"دكروب" علق على ما كتبه "سرور" عن "محفوظ"، قائلاً: "واضح من هذا التمهيد أن الدراسة ستكون طويلة.. وأنها قد تمتد إلى حجم كتاب كامل.. ثم توالي نشر الأجزاء حتي وصلنا إلى الجزء الرابع منها"، إلا أن أجزاء الدراسة توقفت نشرها حتى عام 1988.

توقف نشر أجزاء من كتاب "سرور" عن "محفوظ" 29 عاما

في عام 1988 أي بعد حوالي 29 عاما، كلفت دار "الفكر الجديد" الكاتب الصحفي محمد دكروب بالإشراف علي إصدار سلسلة جديدة من الكتب بعنوان "الكتاب الجديد"، وفي يوم من الأيام ذهب "دكروب" للمشاركة في ندوة فكرية وقتها ألتقي بالكاتبة مني أنيس التي تربطها علاقة بزوجة نجيب سرور الفنانة سميرة محسن، وقبل أن يسألها "دكروب" عن كيفية الالتقاء بزوجة "سرور" بحثاً عن مخطوطه الذى كتبه في دراسة تكاد تصبح كتاباً عن نجيب محفوظ قبل رحيله؛ بادرته "مني" بسؤال: "هل تذكر أنك قرأت يوما بداية دراسة لنجيب سرور عن ثلاثية محفوظ؟، فسرعان ما كانت إجابة "دكروب".. لماذا؟، فقالت له "إننا نبحث عنها ولا نعرف أين نشرها".

"دكروب" يحصل على مخطوط الكتاب.. بالصدفة

الكاتب الصحفي محمد دكروب، ذهل من سؤال مني أنيس، بحسب ما ورد في كتابه، قائلاً: "يا عزيزتي أنا الذى نشرت دراسة نجيب سرور عن ثلاثية نجيب محفوظ، وأنا الذى أعتزم نشرها مجدداً في كتاب، وأنا الذى أوجه الآن السؤال.. هل كتب نجيب سرور بقية الدراسة؟"، وسرعان ما جاءت إجابة مني أنيس: "نعم تابع نجيب سرور كتابة الدراسة كاملة حتى نهاية عام 1959، وأن أصول ما كتبه موجودة كلها"، وحصل بالفعل الكاتب الصحفي محمد دكروب على مخطوط نجيب سرور عن ثلاثية نجيب محفوظ ونشرها "دكروب" في كتاب ضمن سلسلة "الكتاب الجديد" باسم نجيب سرور.