رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سفراء لـ«الدستور»: مصر تطرق كل أبواب التعامل الدبلوماسى فى قضية «سد النهضة»

اجتماع الوزراء العرب
اجتماع الوزراء العرب

يعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية غدًا، اجتماعًا استثنائيًا في العاصمة القطرية الدوحة، لبحث آخر تطورات قضية سد النهضة، في ظل تعثر المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا.

وتوجه وزير الخارجية سامح شكري، مساء الأحد، إلى العاصمة القطرية الدوحة، للمشاركة في دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية، على المستوى الوزاري لبحث تطورات قضية سد النهضة، والتي ستُعقَد بناءً على طلب من مصر والسودان في أعقاب الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، بالإضافة إلى المشاركة في الاجتماع الأول للجنة فلسطين. 

رسالة عربية إلى أثيوبيا

وفي هذا الصدد، قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن اجتماع منظمة إقليمية مهمة مثل جامعة الدول العربية وبها عدد من الدول الخليجية التي لديها استثمارات كبيرة في إثيوبيا، بالإضافة إلى عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، يحمل رسالة لإثيوبيا بأن المطلب المصري ليس وحده، وإنما جميع الدول العربية متضامنة مع هذا المطلب العادل بما يحقق مصالح كل الأطراف.

وأضاف السفير في تصريح لـ«الدستور» أن هناك جهودا بالاشتراك مع المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي، جيفري فيلتمان، والاتحاد الإفريقي، ضمن محاولة الوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف.

وأشار إلى أن وزير الدولة السعودي لشئون الدول الإفريقية أحمد بن عبدالعزيز قطان، أجرى زيارة رسمية مؤخرًا إلى إثيوبيا وسيشارك غدًا في الاجتماع الوزاري، ومن ثّم، فإن كل هذه الجهود والمحاولات تهدف إلى التوصل لحل دبلوماسي، لافتَا إلى أن أي شىء آخر سيؤدي إلى اضطرابات شديدة في القرن الإفريقي وسيضر بمصالح الجميع.

ونوه حسن إلى أنه يمكن اللجوء إلى الضغط الإيجابي على إثيوبيا من خلال التعهد بضخ مزيد من الاستثمارات كنوع من التشجيع مثل إقامة المشروعات وتسهيلات الاستثمار شريطة حل هذا الخلاف.

وأوضح السفير رخا أحمد حسن، أن رسالة مصر الأخيرة لمجلس الأمن، كانت لإحاطة المجلس بتطورات المفاوضات وأن الموقف الأثيوبي يرفض التوصل لاتفاق، كذلك عدم الوصول لأي شئ في الإتحاد الأفريقي حتى الآن، وبالتالي فإن الرسالة جاءت لتقرير تطورات الموقف أمام مجلس الأمن دون طلب عقد اجتماع أو إصدار قرار، وهو ما يعني من الناحية الفنية أن الموضوع مازال في يد الإتحاد الأفريقي، ومازالت الجهود تُبذَل للتوصل إلى اتفاق يرضي الأطراف الثلاثة.
 

طرق كافة الأبواب الدبلوماسية

من جانبه، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب علامة طيبة، وسيدعو لمساندة موقف مصر والسودان في قضية «سد النهضة».

وأضاف في تصريحٍ لـ«الدستور»: «نحن الآن نطرق باب الجامعة العربية، بعد أن طرقنا باب الاتحاد الإفريقي، ومجلس الأمن، ومن ثًّم، فإن مصر لم تترك بابًا دبلوماسيًا إلا وطرقته، وننظر إلى هذا الاجتماع بتفاؤل إلى حدٍ كبير رغم تعنت إثيوبيا».

وأوضح بيومي أنه في حال اتخذت إثيوبيا مسار حل دبلوماسي سلمي سليم، سوف تزداد الاستثمارات العربية لديها، كما أن الحكومة المصرية تشجع الاستثمارات في إثيوبيا، كنوع من المكافأة إذا سارت في طريق الحل الدبلوماسي، أما الشق السلبي، أنه في حال عدم استجابة إثيوبيا سيُنظر في تجميد الاستثمارات لديها الأمر الذي يضر بالموقف الإثيوبي، وهو سلاح قوي اقتصاديًا يمكن استخدامه.

وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن العرب بدأوا ينظرون بغضب نحو السلوك الإثيوبي، لافتًا إلى أن مصر والسودان هما أكبر شعوب العالم العربي سكانًا ويشكلان وحدهما ربع العالم العربي، لذلك فإن العالم العربي لابد أن يهتم بتلك القضية، وبالتالي فإن الاجتماع الوزاري اليوم، يصدرها كقضية عربية وليست مصرية فقط.

وأكد السفير جمال بيومي، أن مصر تطرق كل أبواب التعامل الدبلوماسي ولكن هناك حدود ينبغي على العالم أن يدركها، مشيرًا إلى أن العالم لا يقف ضد مصر وليس من مصلحة أحد «تعطيش مصر» أو الوقوف ضدها، موضحًا أن مجموعة الدول السبع المجتمعة في لندن الآن، جميعها من الدول الكبرى ولها علاقات طيبة مع مصر.