رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فرج فودة.. الشجاع

فرج فودة
فرج فودة

فى مثل هذا اليوم، استشهد فرج فودة غدرًا، وخلّد نفسه بفكره وشجاعته، لقد كان مفكرًا وطنيًا، أحب مصر إلى المنتهى، وقاوم محاولات الردة الحضارية، كان قويًا وصاحب حجة، وثقافة عالية، لم يكن هناك حل معه، فتخلّصوا منه واغتالوه. 

ولد فودة فى دمياط فى ٢٠ أغسطس ١٩٤٥، وكان شقيقه ملازمًا اسمه محيى الدين فودة استشهد فى حرب يونيو ١٩٦٧. حصل فرج فودة على رسالة الدكتوراه فى الاقتصاد الزراعى جامعة عين شمس، سنة ١٩٨١، وعمل بالتدريس فى نفس الجامعة، ثم فى بغداد، كان خبيرًا فى منظمة الزراعة العربية، وعمل مع بعض بيوت الخبرة العالمية، لكن قدره دفعه إلى أن يتجه اتجاهًا آخر تمامًا. انشغل بالكتابة السياسية، وأسس حزب المستقبل، ثم قدم نفسه كرأس حربة فى الدفاع عن مصر ضد التطرف والإرهاب وأصحاب الفتن، وقف لهم كالأسد، استخدم موهبته وثقافته فى معركته، وعندما حذره البعض من تطرفهم، لم يخف وقال: «كلنا سنموت، والموت أفضل من أن أعيش جبانًا خائفًا مرتعبًا». 

قدم فرج فودة للمكتبة العربية كتبًا بمثابة دستور ضد الإرهاب، وهى كتب مهمة تكشف عن عبقرية البساطة فى طرح أعقد القضايا، وساعده فى ذلك تمكنه من التاريخ ومعرفته الدقيقة بالدين وتاريخه، لذلك وصلت رسالته إلى الصغير قبل الكبير. 

ومن أهم كتب فرج فودة: «قبل السقوط»، «الحقيقة الغائبة»، «حوار حول العلمانية»، «الإرهاب»، «النذير».

يصدر قريبًا عن دار الكتب خان، أحدث أعمال الكاتب الكبير عادل عصمت، رواية «جنازة السيدة البيضاء» التى يقدم فيها تجربة فنية جديدة ومتعمقة فى شخصية وحياة عالمه الأثير فى ريف الدلتا المصرية. تبدأ رواية «جنازة السيدة البيضاء» من لحظة الذروة، يقدم فيها «عادل عصمت» أكثر أعماله درامية، من خلال لحظات احتضار «نعمة»، الأم والزوجة، مؤلفًا لها نشيدًا جنائزيًا شجيًا وإنسانيًا. مستعينًا بخمسة خطوط لحنية تتقاطع وتتشابك وتتصاعد معًا على إيقاع أنفاس «نعمة الأبيض» الأخيرة، حتى تصل ذروتها اللحنية عند جنازة السيدة البيضاء. والخطوط الخمسة هى أصوات الزوج، والعاشق، والابنة، ونعمة الأبيض، والراوى.