رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علماء يحاولون استغلال قوة الخلايا العصبية لعلاج السكتات الدماغية

قوة الخلايا العصبية
قوة الخلايا العصبية المرآتية

ربط فريق علمي بين الخلايا العصبية وعلاج السكتات الدماغية، وقال الفريق في الدراسة: بينما تشاهد فيلمًا وتتأرجح البطلة على حافة سطح تبدأ ساقيك في الارتعاش، على الرغم من أنك في السينما بأمان.

وتابع الفريق في الدراسة التي نشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية: "وبالمثل، فإن العنكبوت الذي يزحف على ذراع الممثل يمكن أن يجعل قلبك يتسرع وتشعر بالحكة في جلدك، على الرغم من أن غرفة المعيشة الخاصة بك خالية من الحشرات".

وقال كريستيان كيزرز، أستاذ علم الأعصاب الاجتماعي بجامعة أمستردام: "لدينا نظام المرآة في الدماغ لنشكره على ردود الفعل هذه"، وتابع: "لا تضيء خلايا الدماغ في هذا النظام فقط عندما نشعر بشيء ما، ولكنها أيضًا تنبض بالحياة عندما نرى شخصًا آخر يقوم بهذا الفعل أو يختبر تلك المشاعر، سواء في الحياة الواقعية أو على الشاشة".

- محاولات لعلاج مرض باركنسون والسكتة الدماغية

ووفقا للصحيفة البريطانية، يُعتقد أن هذه "المرايا الصغيرة في الدماغ" تلعب دورًا رئيسيًا في تعلم كيفية القيام بعمل من خلال مراقبة الآخرين، ويمكن أن يساعد تسخير هذه القوة بشكل مثير في علاج الحالات العصبية، مثل مرض باركنسون والسكتة الدماغية.

ويقول الدكتور دانيال إيفز، كبير المحاضرين في الرياضة وعلوم التمارين في جامعة تيسايد، إن العلاج بالمراقبة العملية، المستخدم في جلسات العلاج الطبيعي التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية لتحسين حركة اليدين والذراعين التي أضعفتها السكتات الدماغية، يتعلق فقط بالخلايا العصبية المرآتية.

وتظهر الأبحاث أن المرضى الذين لديهم عدة جلسات "مشاهدة وفعل" أسبوعيًا، لمدة شهر على الأقل، يستعيدون الحركة أكثر من أولئك الذين يمارسون التمارين دون مشاهدتها.

- مراجعة 36 دراسة علاجية 

وخلصت مراجعة جامعة كلية دبلن لـ36 دراسة علاجية بالملاحظة، تم نشرها في مجلة أبحاث إعادة التأهيل والترجمة السريرية في مارس، إلى أن هناك "دليلًا قويًا" على استخدامه في إعادة تأهيل مرضى السكتة الدماغية.

ويقول الدكتور إيفز إن جزء "المراقبة" مهم لأنه يحفز الخلايا العصبية المرآتية في الدماغ.

ووفقا للفريق البحثي، يكافح المريض لتحريك ذراعه أو يده بعد السكتة الدماغية، لأن خلايا المخ التي تتحكم في هذه الحركات قد ماتت، ومع ذلك، يمكن لأجزاء أخرى من الدماغ أن تتعلم أداء وظائف المنطقة المتضررة.

وتابع الفريق: "تنقل هذه الخلايا العصبية المرآتية نسخة ضعيفة من الإشارات الكهربائية اللازمة لتحريك عضلات المريض، وبينما تكون الإشارات عادة أضعف من أن تطلق الحركة فعليًا، فإنها توفر تدريبًا قيمًا في أدائها".

وأضاف: "نظرًا لأن نفس الخلايا تشارك في كل من مشاهدة الحركة وأدائها، فإن هذه التدريبات يمكن أن تعزز التعافي".

ويمكن أن يساعد إطلاق الخلايا العصبية المرآتية أيضًا الأشخاص المصابين بمرض باركنسون، حيث يؤدي موت خلايا الدماغ التي تنتج الدوبامين، وهو مفتاح كيميائي للحركة، إلى ارتعاش وتيبس وحركات أبطأ.. يعد فقدان البراعة أمرًا شائعًا أيضًا.

وابتكر علماء النفس في جامعة مانشستر تطبيقًا يحتوي على مقاطع فيديو لأشخاص يؤدون مهام يومية، مثل فك جرة قهوة، يراقب المرضى مهمة يتم تنفيذها عدة مرات قبل ممارستها بأنفسهم.

ويأمل الفريق البحثي أن تؤدي مرحلة "المشاهدة" إلى تنشيط الخلايا العصبية المرآتية غير التالفة، مما يؤدي إلى تهيئة الدماغ والجسم للقيام بنفس الحركة عندما يأتون لممارستها.

وفي دراسة تجريبية، تمت على 10 مرضى مصابين بمرض باركنسون لمدة ساعتين في الأسبوع لمدة ستة أسابيع أو مارسوا حياتهم كالمعتاد، تشير نتائج التجربة الصغيرة، المقرر نشرها قريبًا، إلى أن جلسات "المشاهدة والقيام" أدت إلى تحسين البراعة.

وتم اكتشاف الخلايا العصبية المرآتية بالصدفة في عام 1992 من قبل علماء من جامعة بارما، كانوا يراقبون نشاط الخلايا في أدمغة القرود لفهم كيفية تنسيق الدماغ لحركة اليد.