من شبكات متهالكة إلى ربط دولي.. كيف حققت مصر طفرة في الكهرباء خلال 6 سنوات؟

من تقادم وتهالك شبكات النقل وكابلات وخطوط الربط محليًا إلى مشروع الربط الكهربائي الدولي، طفرة كبيرة شهدها قطاع الكهرباء في مصر خلال 6 سنوات، الأمر الذي يكشف عن سؤال في موضعه وهو كيف أحدث قطاع النقل طفرة في كهرباء مصر  خلال 6 سنوات؟، الأمر الذي  أكده الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن ما تحقق في قطاع الكهرباء المصري ثمار الاستقرار السياسى الذي أسهم في القضاء علي أزمة الانقطاع المتكرر للكهرباء، وتوفير احتياطي من الطاقة الكهربائية وتعظيم مشاركة الطاقة المتجددة في مزيج القدرات الكهربائية لتصل إلى ما يزيد عن 46% بحلول 2035-بحسب تصريح له لـ"الدستور" سابق.

وأوضح وزير الكهرباء أن مصر تسعى بفاعلية في جميع مشروعات الربط الكهربائى الدولي  إلى الربط مع الأردن وذلك ليصل إلى أجمالي القدرات المتبادلة من  2000 إلي 3000 ميجاوات بدلاً من 450 ميجاوات، والربط شمالاً مع قبرص واليونان، إلى جانب اتخاذ كافة الخطوات التنفيذية للربط مع السودان الشقيق بقدرة تصل 200 إلي 300 ميجاوات، والربط مع السعودية قدرة 3000 ميجاوات على جهد 500 ك.ف، لتكون مصر مركز محوري للربط الكهربائي بين ثلاث قارات.

 استراتيجية وزارة الكهرباء خلال 6 سنوات

وفي إطار تنفيذ استراتيجية وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة خلال الست سنوات السابقة بداية من العام 2014 حتي العام الحالي 2021، للوصول بمساهمة القدرات المركبة من الطاقات المتجددة الى نسبة 20% من إجمالي القدرات المركبة عام 2022، وأكثر من 42% من إجمالي الطاقات المولدة بحلول عام 2035، بذلت  الشركة المصرية لنقل الكهرباء برئاسة المهندسة صباح مشالي رئيس مجلس الإدارة، جهودًا من أجل تحسين كفاءة الخطوط الهوائية وإستكمال  خطة التطوير الخاصة بها .

ولتحقيق هذا الهدف؛ أن الشركة المصرية لنقل الكهرباء قامت بالطرح في مناقصات عالميه واختيار أفضل العروض المقدمة من  المستثمرين بالاستعانة بمجموعات استشارية عالمية ومحليه لعدد من المشروعات.

استطاعت الشركة المصرية لنقل الكهرباء من  توقيع عدد من اتفاقيات شراء الطاقة المنتجة من محطات الطاقة المتجددة لمدة 20 سنه  لمشروعات طاقة الرياح و25 سنه لمشروعات الطاقة الشمسية  باجمالي قدرات 2165م.و. كما قامت الشركة بإعداد الدراسات وتنفيذ مشروعات الشبكات اللازمة لتفريغ القدرات المنتجة من هذه المحطات بالشبكة القومية .

ولربط محطات توليد الطاقة الشمسية  بموقع بنبان بالشبكة الموحدة قامت الشركة المصرية لنقل الكهرباء  بإنشاء العديد من محطات المحولات وتوسعة أخري، إنشاء خطوط جهد 220 ك.ف لتفريغ القدرة المولدة من المحطات الشمسية بطول حوالي  32 كم، وإنشاء كابلات جهد 22 ك.ف لربط محطات التوليد بالطاقة الشمسية بمحطات محولات رفع الجهد بطول يزيد على  1000 كم.وإنشاء خط بنبان نجع حمادي  جهد 500 ك.ف بطول ( 195 كم ) بإجمالي استثمارات مقدارها  1,65 مليار جنيه.

هذا وقد تم التعاقد على إنشاء مركز للتحكم ومراقبة أداء محطات الطاقة الشمسية ببنبان على مساحة  400 متر مربع  داخل حدود محطة محولات بنبان 3 ، ويتم تمويل مركز التحكم من خلال مستثمري محطات الطاقة الشمسية بمنطقة بنبان ، وتبلغ قيمة التعاقد على هذا التحكم حوالي  100 مليون جنيه.

تتمثل مهمة المركز فى التحقق من جودة الطاقة المنتجة من المحطات طبقا لكود ربط المحطات الشمسية بالشبكة ، ومراقبة أداء المهمات الكهربية في محطات الطاقة الشمسية وعرضها في الزمن الحقيقي ، بالإضافة إلى تجميع بيانات التنبؤ بكميات الطاقة المنتجة من المحطات المختلفة ، والتنسيق بين تشغيل محطات الطاقة الشمسية والمركز القومي للتحكم في الطاقة.

الربط الكهربائي مع دول الجوار

 تحرص الشركة المصرية لنقل الكهرباء على تدعيم وتطوير الشبكة القومية الموحدة لجعل مصر مركزا إقليميا لتبادل الطاقة بين الدول عن طريق دعم مشروعات الربط الاقليمى القائمة بين الأردن وليبيا وكذلك مشروعات الربط المزمع تنفيذها مع كل من المملكة العربية السعودية ، وقبرص ، وجمهورية السودان ، وهيئة الربط الخليجي .

إنشاء وتحديث مراكز التحكم

 يتم إنشاء تحكم قومي جديد بالعاصمة الإدارية، كما يجرى حالياً إتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ إنشاء وتحديث عدد ( 4 ) تحكمات إقليمية بالمنطقة الشمالية ( تحكم القاهرة – تحكم القناة – تحكم الإسكندرية – تحكم الدلتا ).

وإنشاء وتحديث مراكز التحكم الإقليمية بالمنطقة الجنوبية حيث تم الانتهاء من إنشاء مركز التحكم الإقليمي الجديد بسمالوط ، والذي يخدم عدد  (106) محطة محولات بمنطقة مصر الوسطى .

وتحديث مركز التحكم الإقليمي بنجع حمادي والذي يخدم عدد ( 109) محطة محولات بمنطقة مصر العليا .

ودراسة تأثير مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة على الشبكة القومية بالتعاون مع المكاتب الإستشارية العالمية ويتم ذلك بإستخدام أحدث برامج تحليل نظم الشبكات العالمية من الناحية الاستاتيكية والديناميكية .

وإعداد آلية لتحسين كفاءة أداء الخطوط الهوائية بالشركة المصرية لنقل الكهرباء وذلك لزيادة وتحسين اعتمادية الشبكة ورفع كفاءتها، وكذلك الاستغلال الامثل للعاملين ورفع كفاءتهم.

وفي الأخير وليس بأخر أن ما قامت به الشركة المصرية لنقل الكهرباء تم عرض جزء صغير منه  يعد من أبز الجهود المبذولة في مجالات تحسين الاداء بقطاع النقل في الكهرباء خلال الفترة من 2014-2020،  أدت ثمارها حيث انخفضت نسبة الفقد من  4,5%  عام 2017/2018 إلى 4,07 %   عام 2018/2019.

كما أدت الجهود المبذولة خلال العام المالي 2018/2019 إلى تحسن جميع مؤشرات الحوادث والأعطال على الجهود الفائقة والعالية بإستثناء الخطوط على الجهد 33 ك.ف والكابلات على الجهدين 220 ، 66 ك.ف بسبب التعديات على الكابلات والتي تركزت بمنطقة القاهرة، بسبب التوسعات في الطرق  وإنشاء عدد من الكباري العلوية.