رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يعزز القدرة الجنسية ويمنح متعاطيه شعوراً بالقوة

«نشوة نهايتها الهلاك».. حكايات مأساوية لمصريين مع مخدر «الكريستال ميث»

الشبو
الشبو

مرت الفتاة «إ. ع» (31 عاماً) بأزمات عديدة مع زوجها خلال السنوات الثلاث الأخيرة هددت حياتها الزوجية وكان الطلاق وشيكاً.

لجأ الزوجان إلى اختصاصية في العلاقات الزوجية للوقوف على أسباب المشكلات بينهما في محاولة لتجنب الانفصال بعد عشر سنوات زواج نتج عنها طفلان.

دامت الجلسات مع الطبيبة المختصة ثلاثة أشهر كان ملخّصها هو «الفتور الجنسي» لدى الزوجة، وهو ما صنع فجوة بينها وبين زوجها دون أن تشعر.

ومع طول مدة العلاج النفسي والسلوكي وهو ما قد يهدد بنهاية الزواج أيضاً، بحثت الفتاة عن حل سريع، وهو ما قدّمته صديقة لها.

مخدر «الكريستال ميث» المعروف شعبياً بـ«الشبو» هو ما قدّمته لها صديقتها التي أقنعتها أنّه سيعالج مشكلتها على الفور، وهو ما قد كان، فبمجرد أن تعاطته دخلت في حالة من النشوة والرغبة لم تعشها من قبل، وكررت التجربة أكثر من 7 مرات إلى أن باتت في حاجة دائمة له فانتبه زوجها مدركاً أنّها وصلت إلى الإدمان.

أخذت «إ. ع» جرعة من المخدر الذي لم تكن تعرف ماهيته إلى طبيب مخ وأعصاب، الذي أخبرها أن ما تتعاطاه هو مخدر اسمه «الكريستال ميث»، يشعرها بالانتشاء وتدمنه من المرة الأولى.

أستاذ طب نفسي: نشوة جنسية «مؤقتة»

يعرِّف الدكتور أحمد العقباوي، أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر، «الكريستال الميث» أو «الشبو» كما هو شائع بين تجار المخدرات، بأنه مادة منشطة شديدة التأثير على جميع أجهزة الجسم وانتشر في الآونة الأخيرة بين الشباب، خصوصاً بعد أن ذاع صيته في أوروبا.

ويوضح: «كثيرون يربطون بين (الشبو) والجنس ظنًا منهم أنّه من المنشطات الجنسية التي تساعد على ممارسة علاقة حميمة مميزة دون التفكير في خطورة هذا المخدر وتأثيره على المدى الطويل سواء على الصحة بشكل عام أو القدرة الجنسية بشكل خاص».

ويتابع: «الشبو يساعد على تعزيز القدرة الجنسية ويؤخِّر القذف لاحتوائه على الأمفيتامينات المنشَّطة التي تمنح الفرد شعوراً بالقوة والنشاط والنشوة فور تناولها، لكن على المدى البعيد تتحول العلاقة بين الشبو والجنس إلى علاقة عكسية لأن إدمانه يصيب مَن يتناوله بالضعف».

متعاف: الرغبة في السهر والتباهي برفع الأثقال دفعني للشبو

تعزيز القدرة الجنسية ليس الغرض الوحيد الذي يُرّغب الشباب في تعاطي «الميث»، إذ يقول «ر. ف» (25 عاماً) وهو متعاف حديثاً من إدمان «الشبو» إنَّه تناول أول جرعة من هذا المخدر في إحدى الحفلات الغنائية في الساحل الشمالي بعد أن رأى أصحابه في حالة «هيبرة وانتعاش» بسببه، وأبقته في حالة يقظة لأكثر من 16 ساعة.

كان هذا في إجازة نهاية العام الدراسي، لذا قرر الاعتماد عليه في التحصيل الدراسي خصوصاً أنه في الصف الثاني الثانوي ما يمنحه الطاقة والقدرة على السهر لساعات طويلة، وكان ثمن القرص حينذاك 150 جنيهاً، لكنه الآن يتجاور 1000 جنيه.

ويضيف: «في بعض الأحيان كنت لا أنام لمدة تصل إلى 3 أيام»، لكن الوضع ساء بعد ذلك ودخل في نوبة غضب عارمة لم يكن يستطيع السيطرة عليها.

ورغم المصاعب التي واجهها لم يتوقف «ر. ف» عن تناول «الكريستال ميث» بعد أن أكسبه قدرة على القيام بأعمال شاقة وحمل أوزان ثقيلة في صالة الألعاب الرياضية (الجيم).

ويذكر أنَّ اللحظة التي أدركت فيها أسرته إدمانه كانت عندما حاول الاعتداء على شقيقته جنسياً تحت تأثير المخدر، فاستيقظ ليجد نفسه في إحدى المصحات النفسية.

استمر «ر. ف» في العلاج لمدة عام خضع خلالها لجلسات دعم نفسي وعلاج دوائي بعقاري «البوبروبيون» و«النالتريكسون» وجلسات تعديل سلوك، إلى أن تعافى تماماً.

أستاذ علم اجتماع: «الآيس» تراجع في «زمن كورونا» 

ترى الدكتور سامية الخضر، أستاذ علم الاجتماع، أنَّ انتشار «الكريستال ميث» أو «الآيس» من الظواهر شديدة الملاحظة خصوصاً في الفترة من عام 2010 وحتى 2018 وانتشر بداية في لبنان وبعض دول الخليج، لكن بعد غلاء سعره خفت صيته وتسببت جائحة كورونا في تقليل انتشاره لصعوبة تهريبه جواً وبراً، وكذلك بسبب يقظة الأجهزة الأمنية.

وتشير إلى أنَّ مخدر «الآيس» يعاود الانتشار مرة أخرى هذه الأيام لرغبة البعض في الخروج من التوتر والضغط النفسي بسبب الوباء وما فرضه من تداعيات على الحياة الاجتماعية والأسرية.

ولتجنب انزلاق الشباب نحو هذه الأنواع من المخدرت، تؤكد أستاذة علم الاجتماع على الآباء إلى ضرورة الانتباه إلى بعض أعراض هذا المخدر ومنها اتساع في حدقة العين، تساقط الأسنان خاصة لدى الفتيات، فقدان الوزن الشديد، كما أن أعراضه تظهر تدريجياً لأنه عقار مُركّب وليس مزروعاً كبعض المخدرات.