رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد واقعة رانيا يوسف.. «الهاشتاج المسيئ» يبدأ بتغريدة وينتهي بالحبس

رانيا يوسف
رانيا يوسف

صورة مع رئيس نادي برشلونة خوان لابورتا وأسفلها تعليق "أنا مع أجمد رئيس نادي في العالم"، كانتا سببًا لتداول وانتشار هاشتاج سيئ ضد الفنانة رانيا يوسف، بعدما أعلنت على سبيل الدعابة حبها لمشاركة لعبة كورة القدم، وتشجيعها لفريق نادي برشلونة الأسباني.

 وتلقت الفنانة العديد من الانتقادات التي أعلنت أنها تقبلتها في البداية على سبيل المزاح، إلى أن انقلب الأمر إلى تداول ذلك الهاشتاج المسيئ ووصفته "بالقذر"، وأعلنت عن نيتها المحاسبة القانونية لمطلقه ووصفت مشاركيه بالمتحرشين الذين يجب أن يفضحوا.

واقعة هذا الهاشتاج  المسئ الذي يتنافى مع القيم والأخلاق وانتشاره كانتشار النار في الهشيم، والذي جعل كذلك الفنانة رانيا يوسف تحتل "التريند"، يجعلنا أمام نوع جماعي من التحرش الإليكتروني، وليس مجرد تحرش فردي، فكيف يلاقي ذلك التحرش الإليكتروني هذا الرواج؟ وما طرق محاربته؟.

 خبير إليكتروني: استخدام السوشيال ميديا في الإساءة أحد أساليب حروب الجيل الخامس

أوضح الخبير الإليكتروني محمد أحمد لـ"الدستور" أن كثيرًا ما تشهد السوشيال ميديا العديد من "الترندات" المزيفة أو حتى الحقيقية، ولكنها تحقق هدف صانعها لأجل مصلحة ما، موضحًا أنه من الوارد أن يكون من إطلق هذاالهاشتاج فرد يحمل العداوة الشخصية للفنانة، متعمدًا الإساءة الشخصية لها، مشيرًا إلى أن صناعة "الترندات" لا تأتي هباءًا، فغالبيتها تتم صناعتها صنعًا ولا تأتي بالمصادفة بل تتم من خلال توجيه من قبل جهة أو شخص ما يحاول حشد الجماهير حول “هاشتاج” معين، يحمل وراءه هدفًا محددًا.

وأكد أحمد أن استخدام السوشيال ميديا في الإساءة يعد أحد أساليب حروب الجيل الخامس، وهو ما يحدث عندما تصعد بعض "الهاشتاجات" قائمة "الترند" خلال وقت سريع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويتحول الخبر أو الموضوع إلى قضية عامة يتحدث فيها أغلب مستخدمي السوشيال ميديا.

وتابع، أنه لا أحد يستطيع إنكار التأثير القوي والسريع لـ"الترند"، موضحًا أنه وعلى الرغم من إيجابية البعض القليل منها، إلا أن غالبيتها تعمل على تهييج الرأي العام والإساءة لبعض الأفراد وخاصة الشخصيات العامة.

خبير إليكتروني: برامج إعادة التغريد المجانية والمدفوعة السبب في انتشار هاشتاج تويتر السريع

أوضح كذلك الخبير الإليكتروني وليد حجاج لـ"الدستور"، أن موقع تويتر الذي تصدر عليه الهاشتاج المسئ  يعد أحد أكثر الأدوات التي تحقق انتشارًا واسعًا وسريعًا، ليس فقط بالاستخدام المباشر للموقع، ولكن عن طريق استخدام بعض البرامج الأخرى التي تسمى برامج rt tweet، وتلك البرامج التي يعد من وظائفها إعادة التغريد، وبالتالي مضاعفة أعداده وانتشاره، وهي ما تجعلنا نشعر بالانتشار السريع لهاشتاج بعينه عن آخر. 

وعن هذه البرامج، أشار حجاج إلى أن هناك منها ما هو مجاني كما هناك ما هو مدفوع الثمن، والذي يستخدمه البعض بهدف تعمد الإساءة إلى أحد الأشخاص بعينهم، موضحًا أن كذلك التريندات التي تصدر أيًا من المواقع فمن السهولة أن يقوم بشراءها البعض بهدف تحقيق غرض ما.

وتابع الخبير الإليكتروني، أنه وعلى الرغم من الإمكانية الكبيرة لاستخدام مثل هذه المواقع في الإساءة للآخرين سواء كان بالتحرش أو السب والقذف وغيره من الجرائم فإنه أصبح على التوازي هناك العديد من الطرق التي من شأنها توفير السهولة للوصول إلى مطلقي هذه الهاشتاجات، وأماكن تواجدهما بدقة، بل والأجهزة التي استخدمونها في هذا الأمر.

ونوه حجاج لضرورة عدم الصمت أمام مثل هذه الجرائم الإليكترونية، والسعي وراء أخذ الحق من منفذيها خاصة مع سهولة هذا الأمر حاليًا، ليكون عقاب ذلك المجرم الإليكتروني هو عبرة لكل من تسول له نفسه القيام بمثل هذه الأمور خاصة مع الزيادة الكبيرة في هذا النوع من الجرائم في الوقت الحالي.

 

العقوبة القانونية 

محمود أمين المحامي أكد لـ"الدستور" أن تعرض أي مواطن للسب والقذف أو المضايقة باستعمال أجهزة الاتصالات سواء عبر التليفون أو الحاسب الآلي، أو البريد الإلكتروني، أو الرسائل الإلكترونية، أو الإنترنت أو غيرها من وسائل الاتصال الأخرى، يشكل جريمة وفقًا للقانون، مضيفًا أن هذه الجرائم منصوص عليها في في المواد 166 مكرر و306 و308 مكرر من قانون العقوبات، والمواد 70 و76 من قانون تنظيم الاتصالات رقم 10 لسنة 2003.

وتابع أن هذه الجرائم يعاقب مرتكبيها بالحبس مدة تصل إلى 3 سنوات، وغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تتجاوز 100 ألف جنيه، ولكن في حالة التشهير من أجل منفعة مادية أو جنسية قد تصل العقوبة إلى السجن  5 سنوات وغرامة 200 ألف جنيه، أو إحدى هاتين العقوبتين.

وأضاف محمود أنه يجب توافر شروط لتقديم بلاغ بهذا النوع، وتتمثل في ضرورة وجود "سكرين شوت"، أو الحصول على نسخة من صفحة مرتكب واقعة التحرش، حيث يتم تحرير محضر في مباحث الإنترنت، واتهام المتهم بجريمة السب والقذف التي تشترط أيضًا وجود ركن العلانية، وهذا يتحقق عن طريق نشر الإساءة أو التشهير أو السب للشخص المجني عليه، وهو ما يعني تعمد إهانة المجني عليه.

إدارة تويتر : نرصد أكثر من مليار تغريدة كل يومين على مستوى العالم

الجدير بالذكر أنه في النصف الأخير من عام 2019، أغلقت منصة تويتر أكثر من 86 ألف حساب يحرض على الإرهاب والعنف والتطرف، فالمنصة تصدر تقرير الشفافية كل 6 أشهر، كما أن إدارة المنصة أضافت خاصية جديدة لها منذ ذلك الحين من شأنها التزويد بمعلومات عن الهاشتاجات الموجودة في التريندات.

كما سبق وأن أعلنت إدارة منصة تويتر أنها ترصد أكثر من مليار تغريدة كل يومين على مستوى العالم، وأن القاعدة العامة التي تعمل بها المنصة هي تحسين صحة المحادثات العامة، وتطبق القوانين بكل شفافية.

وعن التريندات تحديدًا، فقد أعلنت الإدارة أنها عملية معقدة لكونها  تتضمن عدة عوامل من بينها سرعة وتناغم المحادثات حول موضوع معين، وكذلك سرعة نمو المحادثات حول هاشتاج معين أو وقت زمن معين وهو ما يجعل هذا الهاشتاج يتصدر أو لا يتصدر التريند كما اعلنت إدارة تويتر أنهم طوروا الأدوات الآلية في السنوات الماضية لكي يمكن اتخاذ خطوات استباقية من شأنها محاربة أي سلوك عنيف عبر المنصة.

كما أشارت إحصائيات عن منصة "تويتر" بأن واحدة من كل تغريدتين يتم عليها إبلاغ بأن محتواها عنيف، وذلك يكون من خلال التقييم الآلي الخاص بتويتر. 

تساؤلات عدة ترددت بين المواطنين عن العقوبة القانونية للمضايقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها السب والقذف، في ظل عدم السيطرة الكاملة على هذه المواقع.