رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإرهاب الشامل


والحق أن الباحث العسكرى الإسرائيلى لم يأت بجديد، فهو يتحدث عن واقع عربى منهك، تكالبت عليه كل ذئاب العنصرية، وكل الحيوانات المفترسة الضالة، جاءت من كل بقاع الجبال، لتنهش جسدا خائر القوى

فى رأينا أن التفكير الغربى والأمريكى بدأ يتجه ناحية الإسلام السياسى، كتيار دينى معتدل، بعد أن وجد التيار المتطرف الذى تعاون معه، من أجل إسقاط هيبة الاتحاد السوفيتى وفرط عقد وحدته لأجل ذلك لجأت الولايات المتحدة إلى التيار الدينى المعتدل كبديل عن التيار المتطرف بعد أن نالتها يد القاعدة فى سبتمبر 2001، ولعلنا لا نتجاوز الحقيقة عندما نقول إن الإسلام الراديكالى الساعى إلى الوصول للسلطة، عبر الطرق الديمقراطية. يلجأ إلى الوسائل السياسية الميكافيلية، والتى تعتقد فى أن الغاية تبرر الوسيلة، فمادام الوصول إلى السلطة هو الغاية الوحيدة لتلك الجماعات فمن الطبيعى أن يكون التآمر والتخابر السرى والتجسس هو الأسلوب الأمثل لتحقيق ذلك. وعندما يتم الاقتراب من السلطة أو النزاع من أجلها. فإن سياسة الاغتيال والقتل والتخويف والترويع، تكون ضمن الأسلحة التى تستخدم فى هذا النزاع. لمواجهة الخصوم، أو مواجهة من يقف أمام وصولهم للسلطة. فالتجسس وإبرام صفقات خارجية نتيجة طبيعية كى تتحقق أهدافهم ومصالحهم‏، الولايات المتحدة الأمريكية أوعزت إلى عدة دول عربية بتنمية بعض تيارات الإسلام السياسى من أجل تهديد بعض النظم العربية القوية فى منطقة الشرق الأوسط، وقد أظهرت تلك الجماعات التى نشأت فى ظل دول عربية وغربية، أنواعاً غريبة من السادية والشهوة إلى القتل بدم بارد، ولم يتورعوا عن ممارسة كل أشكال التعذيب على مخالفيهم فى العقيدة والمذاهب الدينية، وهو الأمر الذى شل فاعلية معظم منظمات حقوق الإنسان العالمية، وجعلها تقف عاجزة أمام هذا الهول الذى لن تجد له مثيلاً، حتى فى ظل الأنظمة الفاشية، ستعانى الدول التى صدرت هذا الإرهاب، فى المستقبل القريب من ويلات تلك الجماعات، وأخشى أن يتحول الإرهاب إلى تلك الدول التى ترعاه وعلى رأسها قطر. والحقيقة أن الخطورة المتوقعة، أكثر بكثير من الخطورة الحالية، فبعد أن شعر العالم الغربى وأمريكا بخطورة الجماعات المتطرفة، التى أطلقها على سوريا، وشاهد بعينيه كمية الدم والمذابح والمآسى، التى أحدثها هؤلاء فى الجسد السورى، وبعد أن شاهدوا بأعينهم ما يحدث فى مصر، فإن العالم بدأ يفيق من الغفلة، ويفكر فى مرحلة ما بعد انهيار النظم العربية الحاكمة. وتكمن الخطورة فى عودة أفراد هذا الجيش الذى ترعرع من الإرهابيين إلى أوطانهم. سواء كانوا فى العراق أو سوريا أو لبنان.

هؤلاء الإرهابيون ينتمى معظمهم إلى المملكة العربية السعودية والأردن والكويت واليمن وتركيا وكرواتيا وبعودتهم إلى تلك الدول فإنه سيصبحون أشد خطراً، على أوطانهم، وبالتالى ستتجرع قطر والدول المتحالفة معها تلك الكأس التى سقتها إلى الأنظمة العربية، ومما لاشك فيه أن الفائدة الوحيدة من تلك الانقلابات السياسية التى أحدثها هذا الربيع العربى تتمثل شعورد الإسرائيليين بالأمن المطلق، فى 2 يونيو 2013، ألقى ديفيد وينبرج الباحث العسكرى الإسرائيلى محاضرة فى مركز بيجين السادات للدراسات الاستراتيجية، والذى يعمل الباحث مديرا له، بعد تقاعده من العمل فى المخابرات الإسرائيلية قال الرجل وهو يطمئن الإسرائيليين ويبتسم: التهديد العسكرى التقليدى، والخوف الإسرائيلى من هجوم عسكرى جماعى لمصر والعراق وسوريا كما كان فى 1973 قد انتهى.

■ خبير أمنى