رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف حققت «الزراعة» الاكتفاء الذاتي من اللحوم البيضاء؟

وزير الزراعة
وزير الزراعة

كانت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي واضحة وصريحة عندما وجه بأن تصبح مصر مركزا إقليميا وعالميا في شتى القطاعات، وبالتالي كان اعتماد المعمل المرجعي للرقابة على الإنتاج الداجني، وقسم بحوث البروسيلا بمعهد بحوث الصحة الحيوانية معملين مرجعيين للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية «OIE» في مجال تشخيص مرضى إنفلونزا الطيور والبروسيلا على المستوى الدولي أمر طبيعي ومتوقع.

وأكد السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن ذلك الاعتماد يأتي تأكيدًا لتوجيهات القيادة السياسية بالاهتمام بجودة المعامل والمنشات المرتبطة بالصحة النباتية والحيوانية، باعتبار أن صحة المواطن المصري ضمن أهم أولويات الدولة المصرية، مشيرًا إلى أنَّ هذا الإنجاز يأتي أيضا تكليلاً لجهود وزارة الزراعة للنهوض بمعاملها التشخيصية البيطرية ودعمها فنياً ولوجستياً في سبيل تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة على كفاءة المستويات المحلية والإقليمية والدولي.

أستاذ اقتصاد زراعي: إنتاجنا من الدواجن ٩٥% والتشخيص المبكر يجنبنا خسائر هائلة

قال الدكتور يحيى متولي، أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث، إن مصر مكتفية ذاتيًا من اللحوم البيضاء من طيور الدواجن، حيث نكاد نصل إلى 95% من إنتاجنا وتغطية استهلاكنا، في حين مرض إنفلونزا الطيور تصيب كافة الطيور بصفة عامة ويؤدي إلى نقص الدجاج المصري وينتقل للإنسان من الطائر وبالأخص العاملين في مزارعها والذين يصل عددهم من ٢ إلى ٣ مليون عامل والذي ينتشر الى المصريين كذلك ما يؤثر على الاقتصاد القومي.

وأوضح في تصريح لـ"الدستور" أنه حال انتشار هذا المرض وأصبح وبائي يؤدي إلى فقد الطيور نفسها ويقل من الكمية المنتجة، وبالتالي في حالة التشخيص المبكر لهذا المرض من خلال معامل معتمدة عالميًا ومعترف بها نساهم في وقف هذه الكارثة "فالوقاية خير من العلاج" حيث يساعد التشخيص في تقليل الخسائر التي من الممكن أن تحدث.

وأشار إلى أن متوسط استهلاك الفرد تقريبا من ١٥ إلى ٢٠ كيلوجرام لحوم بيضاء وإذا قلت هذه الكمية نتيجة نفوق الطيور بسبب الانفلونزا  نضطر للاستيراد من الخارج ما يحتاج إلى عملة أجنبية ويؤثر على الميزان التجاري الزراعي المصري.

ولفت إلى أن هذه  المعامل تستطيع أن تكتشف الأمراض مقدمًا قبل انتشارها وتصبح مرض وبائي ونقلل الخسارة الواقعة على المنتجين ولا يحجموا عن الإنتاج، مضيفًا أن ٦٠% من مزارع الطيور صغيرة أي تعمل من خلال ٥٠٠٠ إلى ١٠ آلاف كتكوت في المزرعة، وبالتالي إذا توقفت هذه المزارع يتوقف ويقل الإنتاج بصورة كبيرة، كما أن المسافات بين المزارع متقاربة واذا انتشر الوباء في مزرعة ينتقل بسرعة هائلة إلى كل المزارع حوله والتأثير على الإنتاج.

ونجحت وزارة الزراعة في تنمية الثروة الحيوانية ومنها اعتماد المنظمة العالمية للصحة الحيوانية لـ30 منشأة خالية من مرض إنفلونزا الطيور والذى فتح مجال استئناف تصدير منتجات الدواجن بعد 14 عاماً من التوقف منذ تسجيل المرض بمصر في 2006.

عميد كلية زراعة: الاعتماد الدواي يساعد في زيادة التصدير للحوم البيضاء

وقال الدكتور أحمد جلال، عميد كلية الزراعة جامعة عين شمس، إن هذه الخطوة في غاية الأهمية لأنها تساعد في أن تكون التحاليل الخاصة بمرض انفلونزا الطيور معترف بها عالميًا خاصة وأن مصر أصبحت تسعى كي يكون لها كيان إقليمي وعالمي  وبذلك يجب أن تكون معاملها يتم الاعتراف بها عالميًا مهما كانت الدولة التي ترغب فيها وفي الاستيراد منها  الثروة الداجنة.

وأوضح في تصريح لـ"الدستور"، أنه من خلال توفير الشروط الخاصة بالجودة التي تضعها المنظمة العالمية للصحة الحيوانية استطاعت مصر تلبية هذه الشروط التي أهلتها لاعتماد هذين المعملين.

وعن أوجه الاستفادة من اعتماد هذه المعامل من المنظمة ذكر عميد كلية الزراعة أن الاستفادة الأولى ماديًا لأن هذه التحاليل مرتفعة التكلفة وبالتالي تدر داخلًا ماديًا لمصر  عند إجراء التحاليل للدول الأخرى، كما تساعد هذه المعامل في زيادة فرص التصدير لأنها ستكون متوافر فيها شروط التحاليل المعتمدة عالميًا ولن نضطر للانتظار للحصول على هذه الشهادة من دول أخرى، ما يوفر مصداقية كبيرة لنا وهي خطوة مهمة وقوية لمصر.

وأشار جلال إلى أن مصر لديها معامل مرجعية معتمدة في كثير من التخصصات منها في كلية زراعة عين شمس يوجد معملين معتمدين دوليًامنها معمل المياه، وهذه المعامل ليست التابعة للكلية فقط بل على مستوى الدولة تعطي ثقة للعميل في التعامل مع مصر، وتعني المصداقية في المنتج وبالتالي تزيد من الإقبال على المنتج المصري وتفتح أبواب كثيرة لمصادر الدخل.

وأضاف أن تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي لكل الوزارات وكل الجهات أن نصل إلى العالمية هو الاتجاه السائد والمطلوب وبالتالي أصبحنا نسعى لتلبيته.