رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موارنة مصر يتلون قصيدة وأنشودة النفس فى احتفالاتهم بالثالوث وأول آحاد العنصرة

الانبا جورج شيحان
الانبا جورج شيحان

تنظم الكنيسة المارونية بمصر، اليوم، احتفالاتها بالأحد الأوّل من زمن العنصرة، وعيد الثالوث القدوس.

 

ويقرأ المسيحيون الموارنة في هذه المناسبة عدة قراءات روحية على مدار اليوم، وخلال القداس الإلهي، مثل رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 36-25:11، وإنجيل القدّيس متّى 20-16:28.

 

ويأتي التعليق الكتابي على قراءات اليوم من عظات وأقوال القدّيس يوحنّا الصليب والذي عاش في الفترة (1542 - 1591)، وهو راهب كرمليّ، وقد كتب قصيدة: "أنشودة النفس التي تعرف الله بالإيمان" تحت شعار إله واحد، ربّ واحد، في ثلاثة أقانيم وطبيعة واحدة.

 

وجاء نص القصيدة كالآتي:

أعرف يَنبوعًا يتفجّر ويتدفّق، إنّما ذلك في عُمق الليل.

هذا الينبوع الأزليّ، يبقى خفيًّا؛ إلا أنّني لا أجهل مصدره، وذلك في عمق الليل...

أعرف، والحقّ يُقال، أنّه من دون بداية، مع ذلك كلٌّ فيه يُعمّق جذوره، إنّما ذلك في عمق الليل.

لن يوجدَ أبدًا جمالٌ يوازيه، السماء والكون يرتَويان منه، إنّما ذلك في عمق الليل.

أعرف جيّدًا أنّه لا يُسبَرُ غَورُه، ولا يُمكن عبورُه، ولا حتّى في عمق الليل.

بَريقُه الجميل لا يمكنه أن يُظلِم أبدًا؛ وكلّ نورٍ ينبثق منه وحده، إنّما ذلك في عمق الليل.

أعرف جيّدًا أنّ فيضه المتدفّق دون توقّف يسقي الهاوية والأرض وكلّ الشعوب، إنّما ذلك في عمق الليل.

بَيدَ أنّ مجرىً يُولَد من هذا الينبوع، واسع وقويّ كالينبوع نفسه، إنّما ذلك في عمق الليل.

مِنَ المجرَيَين الأوّلَين، ينبثق ثالثٌ؛ هو ليس أقلّ قِدمًا من اللذَين أصدراه، إنّما ذلك في عمق الليل.

أعرف أنّ الثلاثة هم ماءٌ حيٌّ واحد، وأنّ الواحد ينشأ من الآخر باستمرار، إنّما ذلك في عمق الليل.

هذا الينبوع الأزليّ يجتمع كلّه، في خبزنا الحيّ كي يعطينا الحياة، إنّما ذلك في عمق الليل...

ينبوع الماء الحيّ هذا، موضِع أشواقي، أراه في هذا الخبز الحقيقيّ، أتأمّله، إنّما ذلك في عمق الليل.

 

وعن تاريخ الكنيسة المارونية بمصر

قال الأنبا جورج شيحان، مطران الكنيسة، في تصريح خاص لـ"الدستور": "الموارنة موجودون في مصر الحبيبة منذ أكثر من 600 عام، وقد كشفت ذلك الوثائق وكتب التاريخ، وكان الموارنة أقلية متميزة في مصر أوكلت إليهم بعض الأعمال والمهام المتميزة، ويوجد مخطوط في المتحف البريطاني يحمل اسم الابتهالات، وقد جاء فيه أن قسًا مارونيًا قد نسخه عام 1498، وتضمن السجل أسماء الولادات والزواج، إلا أن أول كنيسة مارونية قد تأسست في ربوع مصر الحبيبة كانت كنيسة البارجة في دمياط وأسسها الأب موسى هيلانة الراهب الماروني الحلبي عام 1745، بعد ازدياد أعداد الموارنة في دمياط وبقية أنحاء مصر".

 

وأضاف: «شعور عظيم أن أخدم الرعية في بلد عظيم كمصر أكبر البلدان العربية، ولا سيما أن هذا البلد المبارك قد احتضن أجدادنا الموارنة وفتح ذراعيه لهم، فأسسوا نهضة ثقافية وفنية وحضارية كبيرة، أمر بجانب أوبرا الإسكندرية أتذكر مؤسسيها عائلة قرداحي، أمر بجوار نقابة المحامين أتذكر أنطون مارون».

 

وتابع: "أقرأ صحيفة الأهرام أتذكر داود بركات وأنطون الجميل وعزيز ميرزا رؤساء التحرير الرواد، وأرى لوجو الأهرام الحالي الذي صممه أندراوس ضرغام، أشاهد بعض الأفلام التاريخية العظيمة أتذكر المنتجة آسيا داغر، أمر في شوارع مدينة نصر أجد شوارع تحمل اسم أمين الريحاني وحبيب جاماتي، إنه شعور عظيم أن أجد روح وأسماء وأعمال الأجداد الموارنة تطوف في كل ربوع مصر العظيمة".