رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجيش الأبيض يهجر الرعاية والطوارئ.. لماذا يتجنب الأطباء الالتحاق بالتخصصات النادرة؟

الرئيسية- أرشيفية
الرئيسية- أرشيفية

توصيات عدة قدمتها لجنة الصحة بمجلس النواب برئاسة الدكتور أشرف حاتم، لوضع حل لأزمة تكليف الأطباء خاصة من التخصصات النادرة مثل الطوارئ والتخدير وطب الأسرة والعناية المركزة، في اجتماع تم عقده الأربعاء الماضي، حفاظًا على عدم انقراض تلك التخصصات، بسبب ما تواجهه من بعض الأزمات، أيضًا محاولة لحل أزمة تكليف أطباء 2021 التي اشتعلت على طاولة البرلمان في الأيام الماضية.

وكانت ضمن تلك التوصيات ألا تزيد نسبة تلك التخصصات عن 20%، وضع عدد من المميزات لها لترفع من نسبة إقبال الأطباء عليها من جديد كالإعفاء من رسوم الزمالة ورسوم التقدم للامتحانات، لهم ٣٦ ساعة أسبوعيًا وأي زيادات لها أجر إضافي.

ولأطباء زمالة الطوارئ الحق في التقدم والقبول بعد زمالتهم إلى كل الزمالات المعنية بالطوارئ كالقلب والأوعية الدموية، ولأطباء زمالة طب الأسرة الحق في التقدم والقبول بعد زمالتهم إلى كل الزمالات المعنية بالرعاية الأساسية بشكل عام كالأطفال والباطنة، أيضًا يتم منحهم حافز مادي لا يقل عن 1000 جنيه بعد خصم الضرائب.

توصيات مشروعة وتعد خطوة جيدة إذا تم اتخاذها، وهو ما توضحه السطور التالية من خلال حديث "الدستور" مع عدد من أطباء التخصصات النادرة أو المُلحة.

أخصائي تخدير: المقترحات جيدة لكن نتوقع المزيد

الدكتور أحمد عدلي، أخصائي أول تخدير، قال إن تخصصي التخدير والطوارئ من أكثر التخصصات التي تتعامل مع العديد من المشكلات منها المشاكل الأمنية ومشاكل العدوى وغيرها، أما تخصص طب الأسرة فأهميته تكمن في تخفيف الحمل على المستشفيات، حيث يعمل الطبيب في الوحدات المحلية ومراكز الرعاية الأساسية الأولية، بالتالي يتعامل مع الحالات البسيطة، ولكن إذا لم يمتلك الخبرة الكافية للتشخيص والعلاج يصبح عُرضة للمشاكل، لذا ينفر منه بعض الأطباء.

وأوضح "عدلي"، في حديثه مع "الدستور"، أن التخصصات الثلاثة تعاني من أزمات مادية وأمنية، ولعلها أبرز أسباب ندرتهم، مشيرًا إلى أن كل المميزات التي قدمها مجلس النواب جيدة لكنها فئوية، فمثلًا لا مميزات لطبيب التخدير رغم أنهم يعملون كأطباء تخدير ورعاية خاصة في فترة "كورونا"، والذين كان منهم أغلب الوفيات والإصابات.

ووضع حلوله بتساوي التخصصات الثلاثة لأن لكل منهم منهج دراسي يستخدم في جميع نواحي الطب، أما الشق المادي ممتاز إذا تم تنفيذه على النحو المعروض، رغم الكادر الوظيفي لهؤلاء الأطباء في مقابل المخاطر المعرضين لها ضعيف.

وتابع: بما أن هذه الفئة بها نقص شديد فيجب النظر لها بشكل كبير ومساواتها بفئات أخرى أفضل منها ماديًا ولا تتعرض لنفس مخاطرهم، مما سيدفع الأطباء للالتحاق بتلك التخصصات وتزيد نسبتهم، فيجب أن يكون له معاش جيد أيضًا وضع تعويض مناسب لأسرته إذا أصيب أو توفي الطبيب بسبب عمله، واعتبارهم شهداء إصابات العمل.

بحسب أحدث إحصائيات وزارة الصحة ونقابة الأطباء عام 2019، هناك عجز في تخصصات طب الطوارئ يوجد 405 أطباء فقط، أما عدد الأطباء بتخصص التخدير 1661 طبيبًا، في حين بلغ عدد الأطباء بتخصص الرعاية المركزة 1229.

استشاري عناية وتخدير: الحوافز المادية سر زيادة التخصصات المُلِحّة

واتفق معه الدكتور الدكتور علاء عزت، استشاري العناية المركزة والتخدير، في أن نقص تلك التخصصات يحتاج إلى حوافز مادية أكبر للتشجيع على الالتحاق بها بدلًا من الندرة التي تعاني منها، مشيرًا أيضًا إلى أن هناك عدد آخر من الحلول منها إلغاء التكليف، إبعاده عن المناطق النائية، تسهيل إجراءات تسجيله وترقيته، بعضها تم طرحه في توصيات "النواب" لكن نتمنى التنفيذ الفعلي.

وأوضح "عزت"، في حديثه، أن الأطباء بسبب تلك المشكلات بمجرد حصولهم على درجة الماجستير يكون السفر للخارج حلهم، خاصة التخصصات النادرة التي نحن في أمس الحاجة إليها في الوقت الحالي في ظل أزمة "كورونا"، فأصبحت تلك التخصصات تتناقص تدريجيًا حتى يتم الاستعانة بتخصصات أخرى بها وفرة في الأعداد لسد العجز في المستشفيات.

توصيات “الصحة" هي استجابة لأطباء 2021

وبالبحث، وجدنا أن تلك التوصيات التي وضعتها لجنة الصحة أمام طاولة مجلس النواب هي المطالبات التي وضعها أطباء دفعة تكليف مارس 2021، في بيان لهم في 11 مايو الجاري، زادوا عليها ضرورة إعلان المستشفيات حاجتها لتلك التخصصات للمساعدة في اختيار التخصص والمحافظة، والتوزيع العادل للدوران على المستشفيات أثناء فترة التكليف، بحيث يتم توزيع كل الأطباء على الأقل سنة في التخصص الدقيق في مستشفى جامعة أو تعليمي، وللمتدرب الحق في معرفة نظام الدوران الخاص به قبل بدء التدريب، وغيرها.

كانت وزارة الصحة قد أعلنت منذ أيام عن الأعداد المطلوبة لدراسة الزمالة المصرية من دفعة أطباء التكليف الجديدة، وجاءت الأعداد المطلوبة في 3 تخصصات فقط تمثل حوالي 50% من كامل الأعداد المطلوبة.

أحدث إحصائيات بعدد الأطباء حسب وزارة الصحة 2019
أحدث إحصائيات بعدد الأطباء حسب وزارة الصحة 2019