رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضحايا تعويم السفينة «إيفرجيفن»: مستعدون لتقديم أرواحنا لمصر

إيفرجيفن
إيفرجيفن

ما زالت الشركة المالكة للسفينة البنمية "EVER GIVEN" والتي جنحت بقناة السويس مارس الماضي، تماطل في مفاوضاتها مع هئية قناة السويس، لكسب المزيد من الوقت، بهدف الوصول لأقل تعويض سواء بالتفاوض أو من خلال المحكمة، خاصة بعدما قررت المحكمة الاقتصادية، في الدعوى رقم 23 لسنة 14 ق بعدم اختصاصها نوعيًا بنظر الدعوى وإحالتها للدائرة الابتدائية بالمحكمة الاقتصادية بالإسماعيلية لجلسة 29 مايو الجاري.

"الدستور" تواصلت مع المصابين وأسرة شهيد عملية التعويم، حيث يتواجد أبطال في قناة السويس الذين قدموا ملحمة تاريخة لتعويم السفينة، فمنهم من توفى ومنهم من أصيب.

فاروق يجرى عملية دقيقة لتثبيت الكتف: مستعد للتضحية من أجل مصر

وأجرى  محمود فاروق جبر الغطاس بهيئة قناة السويس، أحد المصابين المشاركين في عملية تعويم السفينة البنمية “إيفيرجيفن” والتي جنحت في قناة السويس في مارس الماضي، عملية جراحية دقيقة لتثبيت الكتف.

وقال محمود فاروق جبر، إنه أجرى العملية في أحد مستشفيات القاهرة، متابعا: لم أندم بالمشاركة في عملية تعويم السفينة، فكانت مهمتنا مهمة وطنية في الأساس، ومستعدين بالتضحية بكل غالي ونفيس من أجل مصر.

وأوضح أن دوره كان العمل أمام السفينة لتحديد النقاط التي ستعمل الكراكات على تعميقها، وأثناء خروجه من الغطس، حدث انهيار أسفل السفينة لكن شدة التيار دفعته على الستاير الحديدية وتمكن من تفاديها بيديه ما تسبب في إصابته بخلع في الكتف وقطع في الوتر.

وأضاف «فاروق»: «بتأخري بعد حدوث الانهيار شعر زملائي بالخوف عليا مما دفعهم للنزول لإنقاذي، والعملية التي شاركت فيها شبه انتحارية إلا أنه وقت غلق قناة السويس، لم يخطر ببالنا أي شيئ سوى إعادة تشغيل شريان الحياة الاقتصادي من أجل مصر، فلا يمكننا أن نتراجع عن أي مهمة وطنية، فهذا ما تربينا عليه في هيئة قناة السويس، فلا نشعر بالخوف ولا تردد في أي مهمة مهما كانت صعوبتها أو عواقبها، فلمصر نضحي بكل شئ».

وأوضح أن إصابته كانت قبل يومين من تعويم السفينة، مضيفا «فرحة التعويم نستني إصابتي وشعرت بخلع كتفي لكن المهم بالنسبة لي قناة السويس وفي حالة مطالبهم بوجود غطاسين للمشاركة مرة آخرى كنت سأشارك مرى آخرى رغم إصابتي، فهي مهمة وطنية سنشارك فيها مهما كانت إصابتنا والتضحيات التي تقدمها».

وأضاف أن رسائل الرئيس عبدالفتاح السيسي كانت تصلنا بشكل مستمر وكانت عامل محفز لنا، مؤكدا: بذلنا قصارى جدهنا للتوضيح للعالم أن رجال هيئة قناة السويس قادرين على كل شئ، فنحن نملك كفاءات عالية جدًا فعملنا في قناة السويس هو خدمة لاتقل عن ضباط الجيش والشرطة، فلا يمكننا التخاذل في العمل.

أحمد محمد: شهيد إيفيرجيفن توفى بعد اطمئنانه على مجرى قناة السويس

فور جنوح السفينة البنمية "EVER GIVEN" غادر أحمد محمد، صاحب الـ31 عامًا منزله في السويس، متجهًا للعمل على أحد اللانشات للمساهمة في عملية تعويم السفينة، ولم يعلم أنها المرة الأخيرة التي سيرى فيها والدته وشقيقته، وأنه وداع الأخير.

اتجه أحمد الذي كان يعمل في أحد الشركات التي شاركت في عملية تعويم السفينة- للعمل على لنش كروان، المسؤول عن أعمال إمداد القاطرات من شمال وجنوب قناة السويس، وطوال الأيام الـ6 في محاولة التعويم لم يستطيع أن ينام، حيث يواصل العمل ليل نهار لسرعة تعويم السفينة.

وأكد أصدقاءه، أنه كان بشوش الوجه يعمل دون كلل أو ملل وكان يشعر أن عملية تعويم السفينة ليست مجرد وظيفة، بل مهمة وطنية كبرى، تقع على عاتقه، فكان دائماً يقول أن عملنا يعكس قوة بلدنا ونريد توجيه رسالة للعالم كله أن المصريين يستطيعون، مشيرين إلى أن لحظات تعويم السفينة كان في قمة سعادته، ولم يعلم أنه اقترب على الفراق وكأن فرحته هي رسالة وداع.

وعقب النجاح في عملية تعويم السفينة، والتحفظ عليها في البحيرات المرة، اتجه لنش كروان ليلاً الذي كان يستقله "أحمد" للخروج من القناة عقب التأكد من انتهاء مهمتهم على أكمل وجه، إلا أن الرياح كانت شديدة والأمواج كانت ضدهم، مما أدى لغرق اللنش، وسط محاولات كبرى لإنقاذه، إلا أن زملاءه لم يستطيعوا إيجاده، مما أدى لتحول فرحهم بتعويم السفينة لمأتم.

وبدأ غواصين قناة السويس في رحلة البحث عن الجثمان والذي تمكنوا من استخراجه عقب 8 أيام، من وفاته.

فيما اتخذت هيئة قناة السويس، برئاسة الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، بصرف تعويض لأسرته، وتعيين شقيقته في هيئة قناة السويس، إلا أن شقيقته رفضت التعيين، ورفضت والدته التعويض المالي، قائلة إن أموال الدنيا لن تعوضنا "أحمد".