رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرار «الفطر الأسود»: لا يرتبط بـ«كورونا».. وحالاته نادرة جدًا

الفطر الأسود
الفطر الأسود

«الفطر الأسود» أو «العفن الأسود».. اسم مرض قديم أصبح يثير الرعب فى العالم كله، الذى يكافح فيروس «كورونا المستجد» حاليًا، بعد أنباء وصور واردة من الهند عن انتشاره بصورة كبيرة بين المصابين بالفيروس، بل المتعافين منه أيضًا، مع تأكيدات بارتفاع نسب الوفاة بين المصابين به بصورة كبيرة جدًا.

ووصل الاسم الغريب على أذهان العالم إلى مصر، قبل أيام قليلة، بعد وفاة الفنان الكبير سمير غانم، وتصريح شقيقه بأنه توفى جراء إصابته بـ«الفطر الأسود».

ما هذا المرض؟ وما مدى خطورته؟ وهل يرتبط بفيروس «كورونا» أم أنه مرض مستقل؟.. هذه وغيرها من الأسئلة تحاول «الدستور» الإجابة عنها فى السطور التالية.

نهلة عبدالوهاب: تتزايد حدته بسبب المضادات الحيوية والكورتيزون.. وعلاجه ممكن

شددت الدكتورة نهلة عبدالوهاب، استشارى البكتيريا والمناعة والتغذية رئيس قسم البكتيريا بمستشفى جامعة القاهرة، على ضرورة الاعتماد فقط على التقرير الطبى الخاص بالفنان الكبير الراحل سمير غانم من أجل معرفة السبب الطبى الحقيقى وراء وفاته، داعية إلى عدم الاعتماد على «تصريح غير علمى ربما يحتمل الصواب والخطأ»، فى إشارة إلى تصريحات شقيق الفنان الراحل عن وفاة الأخير بـ«الفطر الأسود».

وقالت: «قد تكون هناك أسباب أخرى وراء وفاة الفنان الراحل، أولها إصابته بفيروس كورونا مع كبر سنه، ما تسبب فى اشتداد مضاعفات المرض عليه وعدم تحمله إياها».

وعن «الفطر الأسود» ذكرت أنه مرض فطرى يبدأ فى الظهور على شكل عدوى جلدية فى الجيوب الهوائية الموجودة خلف الجبهة والأنف وعظام الخدود وبين العينين والأسنان، وبعد ذلك ينتشر فى العينين والرئتين، كما أنه يمكنه الانتشار إلى الدماغ مسببًا الوفاة.

وأضافت: «هذا المرض تتزايد حدته أكثر على المريض كلما تناول المزيد من المضادات الحيوية والكورتيزون، لأن كثرة المضادات الحيوية تقضى على الفطريات النافعة وتقلل المناعة، وبالتالى تكون هناك فرصة لنمو الفطريات الضارة المسببة لهذا المرض».

وكشفت عن عدم ارتباط مرض «الفطر الأسود» بمرض آخر معين، مثل «كورونا»، موضحة أنه يتعلق بشكل أساسى بحالة مناعة المريض أيًا كان المرض الذى يحمله.

وعلى الرغم من خطورة «الفطر الأسود»، قالت استشارى البكتيريا والمناعة إنه «فى حال تم اكتشافه مبكرًا، يمكن علاجه والسيطرة عليه، أما فى حال التأخر فى علاجه، ففرص النجاة منه قليلة».

أشرف عقبة:  يصيب ذوى المناعة الضعيفة فقط

قال الدكتور أشرف عقبة، استشارى المناعة، إن «الفطر الأسود» مرض فطرى يصيب الأشخاص ذوى المناعة الضعيفة، خاصة الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل «السكرى»، أو الذين يتعرضون للعلاج الإشعاعى بكثرة، وكذلك الذين يتناولون كميات كبيرة من «الكورتيزون».

وأضاف «عقبة»: «الفطر الأسود يواجه المرضى ذوى الحالات الحرجة، وهم فى الغالب الذين يدخلون إلى غرف العناية المركزة قبل الوفاة». وبيّن أن «الفطر الأسود» موجود فى التربة، ويصيب الإنسان والخضروات التالفة، مشيرًا إلى أن «التعرض للأكسجين الرطب- كما هو الحال بالنسبة لمرضى فيروس كورونا- يزيد من فرص التعرض للإصابة بهذا الفطر، مع وجود الخلل المناعى لهؤلاء المرضى».

ووصف «الفطر الأسود» بأنه «مرض استغلالى»، لأنه يستغل الظروف الصحية الصعبة المتدهورة للمريض ويصيبه، وعلى العكس، من يمتلكون مناعة قوية يستطيع جهازهم المناعى التغلب على هذا الفطر بسهولة، وبالتالى لا يصابون بهذا المرض. وكشف عن أن الإصابة بمرض «الفطر الأسود» ليست لها علاقة بـ«كورونا»، لأن «هذا الفطر قد يهاجم أى شخص مريض بأمراض أخرى. وعن حالات الإصابة بالمرض فى مصر، أكد طبيب المناعة أنها نادرة جدًا، ولا داعى للخوف والقلق بسببها، وقال: «الوضع فى دولة الهند مختلف تمامًا، نظرًا للارتفاع الرهيب فى أعداد الوفيات والإصابات، ومعاناة كثير من الشعب الهندى من أمراض عديدة، منها (السكرى) الذى تتسبب مضاعفاته أحيانًا فى الإصابة بالفطر القاتل».

أحمد المصرى: قد يتسبب فى ضياع العين والفك العلوى

كشف الدكتور أحمد عبدالكريم المصرى، أستاذ ورئيس قسم طب العيون بجامعة الإسكندرية سابقًا، عن أن «الفطر الأسود» يمكنه أن يصيب العين من خلال انتقاله إليها من الجيوب الأنفية للمريض.

وقال: «فى حال أصيب المريض بهذا الفطر ولم يعالج بشكل سريع، فمن السهل أن ينتقل الفطر من الجيوب الأنفية إلى العين، إذ إن ما يفصل بينهما مجرد عظمة صغيرة يستطيع هذا الفطر اختراقها».

وأشار إلى أن انتقال الإصابة إلى العين يمكن أن يؤدى لإزالة العين بشكل كامل، أو الخضوع لجراحة إزالة للأنسجة المصابة أو الميتة، ما يمكن أن يؤدى إلى فقدان الفك العلوى أو العين نفسها، وربما يصل الأمر إلى الوفاة.

سمير الأشقر: إزالته بالتدخل الجراحى حال الاكتشاف المبكر

أكد الدكتور سمير فتحى الأشقر، أستاذ ورئيس قسم جراحة الأنف والأذن والحنجرة بقصر العينى سابقًا، أن «الفطر الأسود» هو مرض نادر الحدوث، وإن كانت الجيوب الأنفية هى الوجهة المفضلة لهذا الفطر حين يهاجم الإنسان، لكونها تقع فى مكان رطب ومغلق ما يخلق بيئة مناسبة للفطر.

وقال: «يمكن اكتشاف الفطر الأسود من خلال ملاحظة الأطباء حالة الضعف العامة الشديدة التى يتعرض لها المريض، وعدم استجابته للمضادات الحيوية، وحدوث التغير فى رائحة النفس، وكذلك التغير فى لون إفرازات الأنف».

وأضاف: «أحيانًا يجرى التدخل جراحيًا لإزالة هذا الفطر، أو إزالة ما تسبب فيه من ضرر فى حال تم اكتشافه مبكرًا، ويمكن التخلص منه نهائيًا من خلال تقوية المناعة، وذلك تحت إشراف الطبيب المعالج».

المرض الغامض

يأتى من العفن فى البيئات الرطبة مثل التربة أو السماد

ينتشر بين المصابين بفيروس كورونا والمتعافين منه

يظهر على الجلد خلف الجبهة والأنف وعظام الخد وبين العينين والأسنان.