رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رجال الكنائس بمصر: «كورونا ليس غضبًا إلهيًا ولا نهاية العالم»

كورونا في الكنيسة
كورونا في الكنيسة

تعتبر الخماسين المُقدسة، هي الفترة الأكثر فرحًا في العام القبطي، فحتى الجنازات التي تُصلي في فترة الخماسين تُصلي بنغمات مُفرحة وبألحان ذات مقامات مُفرحة، إلا أن ذلك الفرح المبنى على قيامة السيد المسيح من الأموات، والذي تستمر مشاعره 50 يومًا لا صيام ولا ميطانيات بينهم، وللعام الثاني على التوالي يخالطه قليل من التوتر الذي تسبب فيه فيروس كورونا المستجد.

 

كان لرجال الكنيسة تفاسيرًا حول الكورونا، إلا أن جميعهم وفي تصريحاتهم للدستور رفضوا اعتبارها غضبًا من الله أو نهاية للعالم، فمن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اعتبرها الأنبا مكاريوس أسقف المنيا فرصة للرجوع إلى الله قائلا:"لا أميل إلى اعتبار ذلك غضبًا أو عقابًا من الله، وإنما أميل إلى انتهاز كل الفرص للرجوع إلى الله، لأننا لو اعتمدنا فكرة أنها عقاب من الله، فإننا ننكر على الأطباء عملهم في معالجة المرضى وإنقاذ حياة الكثيرين، وكأن عملهم ضد مشيئة الله! كما أن كثيرين ممن توفوا نتيجة الوبأ كانوا أبرارًا ولم يكن موتهم عقوبة من الله لهم. كذلك فإن اعتماد أن هذا غضب من الله يعني ألّا يتجه المرضى إلى المستشفيات، ولا يتلقّون العلاج... إنه مثل كل الأمراض، وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها العالم للوباء".

ومن الكنيسة نفسها، قال القمص موسى ابراهيم، المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية:" التصدي لإعطاء تفسير لبعض الأحداث الكبرى التي نشهدها في الحياة، يجب أن يكون بتأني وحكمة، فلا نتسرع في إصدار الأحكام، وفكرة أن نفسر محنة الكورونا على أنها غضب إلهي فكرة خاطئة".

 

واضاف:"فقط أنصح الجميع بالحصول على الدروس المستفادة من تلك الجائحة، وكل فرد يمكنه أن ينتفع من ذلك الحدث ويرسل له الله رسالة وفقا لاحتياجه، قد يؤدبنا الله كأبناء، وبالتالي قد تكون قد الكورونا للبعض منا تأديب فمن تصله رسالة الكورونا على أنها تأديب فليرجع إلى نفسه ويتوب. ومن تصله رسالتها على أنها دعوة لتغيير النظرة للأمور والاهتمامات والآخرين وللحياة ككل فليسارع بتغيير نظرته، ومن تصله رسالة على أنها دعوة للعمل لأجل المستقبل بشكل أكبر وتغيير الأدوات والأساليب لتفادي المعطلات الطارئة، فليفعل هذا، ......إلخ".

 

وتابع:"وأدعو المروجين لفكرة أن الكورونا عقاب من الله بمراجعة أنفسهم،  فالله سيعاقب حينما يأتي يوم الدينونة، الآن ليس وقتًا للعقاب، نحن الآن في الحياة الأرضية نحيا مسنودين على يد الله، ولنا فرصة دائمة للتوبة والرجوع إلى الله".

وكان للكنيسة الكاثوليكية في مصر رؤية مشابهة فقال الأنبا كريكور أغسطينوس كوسا، مطران الارمن بمصر:"لا أرضى أن نقول "الكورونا غضب إلهي".. الله لا يغضب على شعبه، بل يحب أبناءه لأنه أب رحوم وغفور ، وعلينا أن نبادله الحب، وهو أمرًا يجب أن يبدأ بمحبة بعضنا البعض، فلا يستطيع أحد أن يقول أنه يُحب الله الذي لا يراه، وهو لا يُحب أخاه الذي يراه.. الكورونا فرصة لنساعد بعضنا البعض".

 

واضاف:"ولا أعتقد انها "نهاية للعالم"؛ لان السيد المسيح يقول لنا ان نهاية العالم غير معروفة كونوا مستعدين لأنكم لا تعرفون اليوم والساعة التي يَطلُبُ الله منكم ان تقفوا امامه وتؤدون له حساباً عن اعمالكم التي قمتم بها على الارض مع إخوتكم ....، لكنها فرصة للاستعداد للقاء الله، كما أن  وباء كورونا وجه إيجابي حيث ساعدت في الترابط الأسري، وكانت خير توعية بضرورة الإهتمام بالنظافة والصحة، وهو ما يجعلنا نناشد الجميع بضرورة الحصول على اللقاح حتى يتعافى المجتمع سريعاً وتعود الحياة على ما كانت عيه سابقاً".

بينما قال الأنبا جورج شيحان، مطران المورانة:"(الله يحب ابناءه أتي الرب يسوع الى العالم ليحب العالم ولا ليدين العالم ، الكورونا هي فيروس من صنع الانسان من تفاعلات الطبيعة لا أحد يملك الحقيقة المجرّدة حول هذا الموضوع نصلّي كي يرحما الله برحمته و ينتهي هذا الوباء".

واخيرا علق الأب بولس ساتي، المدبر البطريركي للكنيسة الكلدانية بمصر، على انتشار فيروس كورونا، نافيًا أن يكون فيروس كورونا عقابًا من الله أو نهاية للعالم.

وقال "ساتي" لـ"الدستور": "الله يؤدب البشر ولكن لا يعاقب، كثيرًا من الأزمات تسبب بها إهمال الإنسان وخطاياه مثل السرطان والإيدز، وكان أول ما تسبب فيه الإنسان لنفسه هو طرده من الجنة، وإن كان الله يغوي عقاب البشر لما مات عنهم المسيح".