رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على جمعة: ينبغى على كل مسلم أن يعلم أن الله باقِ بعد رمضان

على جمعة
على جمعة

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن بعض الناس يعتقدون أن العبادة في رمضان قاصرة على هذه الأيام، بالرغم أن الله سبحانه وتعالى كما يقول بعض العارفين: قد أخفى ثمانية في ثمانية، ومن ضمنها واحدة فقط في رمضان والسبعة في خارج رمضان، لقد أخفى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان حتى يشوق الناس إلى العبادة ويدفعهم إلى أن يقوموا العشر كلها أو الوتر على الأقل إذا فاتهم شيء منها، وأخفى اسمه الأعظم في أسمائه الحسنى حتى يذكر الناس ويدعون الله سبحانه وتعالى بهذه الأسماء كلها.

وأخفى الله سبحانه ساعة الإجابة في الثلث الأخير من الليل، وأخفى السبع المثاني في القرآن العظيم، وأخفى الصلاة الوسطى في الصلوات كلها، وأخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة، وأخفى الكبائر في الذنوب بأسرها، وأخفى الأولياء في عوام الناس حتى لا يحتقر أحدٌ أحدًا من الناس ويكون التسامح والرحمة والود، ولا يتكبر بعبادة أو بغيرها لا بدنيا ولا بغير دنيا على خلق الله.

وتابع "جمعة" عبر صفحته الرسمية، لو لاحظنا هذه الأشياء لا نجد إلا ليلة القدر وحدها هي التي تختص برمضان وسائر الأشياء التي شوقنا الله سبحانه وتعالى فيها بتلاوة القرآن، أو بإقامة الصلاة أو بالذكر، أو بغير ذلك من الدعاء والالتجاء إليه سبحانه وتعالى كلها في خارج رمضان، وحقيقة ينبغي لكل مسلم أن يعلمها أن الله سبحانه وتعالى باقِ بعد رمضان وأن يجتهد في العبادة، وأنه إذا فات رمضان فإن الله لا يفوت ولا يموت؛ فالله سبحانه وتعالى باقٍ مع المسلمين وعليهم أن يلجأوا إليه، ويجأروا بالدعاء، ويجأروا بالالتجاء إليه لما نحن فيه الآن مما أخبر عنه سيدنا رسول الله ﷺ. هذه الفرقة التي حلت بالأمة.

وأشار "جمعة" أن هذه المصائب التي اكتنفتها من كل مكان، هذه الأمم التي تداعت عليها كما تتداعى الأكلة على قصعة الطعام،هذا الشأن من المسلمين الذي جعل الحليم حيران؛ فعن أبي عبيدة قال: يقول الله عز وجل: ما بال أقوام يتفقهون لغير عبادتي، يلبسون مسوك الضأن، قلوبهم أمر من الصبر، أبي يغترون، أو إياي يخادعون، بي حلفت لأتيحن لهم فتنة تدع الحليم فيها حيران"، ولابد أن نلجأ إليه سبحانه وتعالى فهو الذي يقلب القلوب وندعوه سبحانه وتعالى أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى حتى لا يكون الكلام هو مجرد دعاء بألفاظنا وألسنتنا وليس تعلق بالله بقلوبنا، نكون فيه ملتجئين إلى الله إلى أن يغيِّر حالنا إلى أحسن حال ،وأن يوفقنا أن نغير أنفسنا حتى يغير الله سبحانه وتعالى ما بنا.