رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد التابعى.. أبو الصحافة

محمد التابعى
محمد التابعى

ملك من ملوك الصحافة المصرية، بل والعربية، سيرته مثيرة وعجيبة، وشخصيته مدهشة وخارقة، كان صاحب قلم قاطع كالسيف، وعبارة رشيقة لا مثيل لها. هو أبو الصحافة الذى أحدث طفرة فى شكلها ومضمونها، ولِمَ لا؟ فهو الذى تخلص من أسماء العمالقة كعباس العقاد ومحمد لطفى جمعة وإبراهيم رمزى، عندما كلفته السيدة روز اليوسف برئاسة تحرير مجلتها. لقد رأى «التابعى» أن ما يكتبه كل هؤلاء ليس شعبيًا، ولا يتماس مع رغبات الجمهور، وأن المجلة ثقيلة الدم، فأزاحهم وكتب المجلة بنفسه من الغلاف للغلاف ليرتفع توزيعها إلى السماء، وأصبحت من أهم المجلات الأسبوعية فى مصر. هذا هو محمد التابعى، المدرسة الحقيقية للكبار، التى تعلم فيها كبار الصحفيين فى مصر، بدءًا من الأخوين أمين، مرورًا بمحمد حسنين هيكل، وانتهاءً بأصغر صحفى لا بد وأن تأثر به، لأنه لولا «التابعى» وثورته فى المهنة ما كان لها أن تستمر فى مصر بالشكل الذى أصبحت عليه بعد ذلك.

كان «التابعى» طاووسًا يمشى على الأرض، اقترب من الملوك والزعماء، وعشقته الأميرات والملكات، رغم معاناته فى طفولته من الفقر، فحسب ما قاله مصطفى أمين عنه: «كان يأكل سميطة وبيضة ثمنهما خمسة مليمات، ولم يحدث فى تاريخ الصحافة المصرية أن عاش صحفى فى المستوى الملكى الذى عاش فيه التابعى». ليس ذلك فقط، فقد كان أكبر «دنجوان» عرفته مصر، لم يترك دولة أوروبية إلا وله فيها حبيبة، كان ينافس الأمراء على غرام النساء، ومنهم البارون روتشيلد.. كان ذكيًا ومتميزًا وبارعًا وأستاذًا فى كل شىء.. الصحافة والكتابة.. والنساء.

اليوم ذكرى ميلاده.. فألف رحمة ونور على كاتبنا الكبير.