رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شيخ الطريقة البودشيشية: المؤمن كله رحمة ويسعى للخير وإسعاد الناس

الطريقة البودشيشية
الطريقة البودشيشية

ألقى شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، الدكتور مولاي جمال الدين القادري، كلمة في الحفل الديني الذي أقامته مشيخة الطريقة بالتعاون مع مؤسسة الملتقى ومؤسسة الجمال، بمناسبة إحياء ليلة القدر المباركة، مساء الأحد 26 رمضان الجاري، والتي نظمت فعالياتها افتراضيا في إطار احترام الإجراءات الاحترازية المعمول بها جراء انتشار جائحة كورونا، وبثت أطوارها عبر المنصات الرقمية لمؤسسة الملتقى.

استهل شيخ الطريقة القادرية البودشيشية كلمته بتحية المريدين والمتابعين من شتى أنحاء المعمورة، مذكرا بفضل شهر رمضان الذي وصفه بشهر العبادة والغفران، كما بيّن أهمية الليالي العشر وفضلها، مشيرا إلى أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان أكثر ما يكون فيها كرما واجتهادا.

وأضاف الدكتور القادري أن "التربية الصوفية مبنية على الصحبة والتوجه الذي هو المحبة وحسن الاتباع وحسن الاجتماع والاستماع والإكثار من ذكر الله تعالى، والابتعاد كل البعد عن المحرمات، وهي مبادئ لها أثر عميق في تهذيب شخصية المريد وتقويم أخلاقه وسلوكه"، ونبه إلى أهمية اتصاف العلاقة بين المريد وشيخه بالمحبة، حتى ينتفع بصحبته، ومثل لتلك العلاقة بما هو الحال في علاقة الطالب مع أستاذه، مضيفا أن الطالب الذي يحب أستاذه يستفيد منه.

وأكد الشيخ أن ثمرة التربية الإحسانية العرفانية التي يتلقاها المريد تظهر في حسن المعاملات مع الخلق، موضحا أن الصوفي كالماء يأخذ شكل الإناء الذي يوضع فيه، وأضاف أن الصوفي "يحب سائر الخلق ولا يكره أحدا، إنه هين لين كالسنبلة، إنه قريب من الناس يحبهم ويحبونه مصداقا لقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "المؤمن يؤلف فلا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف"، فالمؤمن كله رحمة يسعى للخير وإسعاد الناس وتقديم العون لهم، فهو نافع لنفسه ولوطنه، وهو طائع لولي أمره، فعلى المريد أن يكون مواطنا صالحا لبلده محبا للخير والسلم والسلام بعيدا كل البعد عن التطرف والغلو مساهما في نشر القيم الإنسانية العالمية".

وختم الدكتور مولاي جمال الدين مداخلته بالدعاء الصالح بأن "يحفظ الله تعالى أمير المؤمنين ويلبسه لباس الصحة والعافية ويطيل عمره ويكلل سائر أعماله ومشاريعه بالتوفيق والنجاح، ويحفظه ويحفظ ولي عهده الأمير المحبوب مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه السعيد الأمير الجليل المولى الرشيد، وأن يحفظ هذا البلد من كل سوء ومكروه، وأن يرفع عنا هذا الوباء ويؤمن حدودنا مغربنا الحبيب، وان يحفظ صحراءنا من كيد الأعداء والحاسدين من طنجة إلى الكويرة، ويعم الأمن والسلام في جميع أرجاء المعمورة، إنه سميع مجيب وبالاستجابة جدير".