رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

''ماما إن خنت'' الاسم الفرعوني..

«الدوم».. من مقوي جنسي وعلاج للعقم لدى الفراعنة لعطارة أساسية بالأسواق الأسوانية (فيديو)

نخيل الدوم
نخيل الدوم

منذ الآلاف السنوات عرفها المصريون القدماء، ونظرًا لمذاقها المميز اعتمد عليها كعلاج لعدة أمراض أبرزها العقم عند المرأة ومقوي جنسي للراجل، حيث ظهر لنا ذلك أهميتها لديهم من خلال ظهور نخيل ''الدوم'' على المقابر الفرعونية، ولكن لم تتوقف أهميتها عند هذه المرحلة فقط بل إنها استمرت قيمتها تنتقل من جيل لآخر مع اختلاف الاستخدام، دون أن تندثر أو تصبح بلا قيمة، بل أن الأهالي تنتظر الموسم الصيفي للحصول على ثمارها، وباقي أيام السنة يعتمدون على الثمار المجففة لدى العطارين.

ومع مرور السنوات اختلف اعتماد المصريين في العصر الحديث على ثمار ''الدوم'' كعلاج لأمراض مزمنة أخرى مقارنة بالعصر الفرعوني، حيث إنه أصبح معروفًا بالنسبة لهم لعلاج مرض ضغط الدم والسكر، بالإضافة إلى أنه مشروب أساسي للتهوين من حرارة الطقس المرتفع، يتم صنعه بعد تجفيفه ويضاف إليه الماء البارد والسكر.

ومع تجولنا داخل الأسواق الأسوانية وجدنا أن جميع محال العطارة يوجد لديها ثمار الدوم سواء القطع المجفف والمطحون، كنوع أساسي لا يمكن الاستغناء عنه أبدًا، نظرًا لأنه يعتبر مشروبًا مفضلاً للأهالي ويلقي إقبالاً على شرائه خلال شهر رمضان المبارك بشكل خاص، وعلى مدار السنة على وجه العموم، وتوصلنا أن هناك نوعين له ''البلدي'' والذي يتم زراعته بمختلف المناطق داخل المحافظة، والنوع الآخر "سوداني'' يتم الحصول عليه من السودان، ولكن بمجرد النظر إليه تستطيع التفرقة بينهم.

داخل مكان صغير وباستخدام بعض المعدات البسيطة وبطريقة بدائية جدًا، يتم إعداد أكياس الدوم، وتقطيعها بشكل معين، حيث يفضله الأهالي إلى حد كبير، التقت ''الدستور'' بأحد العطارين في مدينة كوم أمبو التابعة لمحافظة أسوان، لتحاوره حول المراحل التي لتجهيز الدوم للبيع، والفرق بين النوعين  البلدي والسوداني، الإقبال على شرائه باعتباره أحد المشروبات المميزة في رمضان وطوال السنة.


*طريقة أعداد وتجهيز الدوم للبيع لدى العطارين

يقول عبد الله هلالي، إنه التحق بالعمل في مهنة العطارة منذ حوالى عامين، وأن الطريقة التي يعدوا بها الدوم البلدي تشمل التالي: تجفيفه بعد النزول من الأشجار في موسمه، ثم تكسيره باستخدام معدات معدنية بسيطة بشكل قطع، وبعض الكمية يتم تركها وبيعها كقطع، وأخرى يتم طحنها ثم استخدام الغربال لتنقيتها وتعبأتها في أكياس بوزن معين.

وأضاف لـ'' الدستور'' أن الدوم يعتبر من الأصناف الأساسية في أسواق العطارة بشكل عام ومستمر بيعه على مدار السنة، حيث يفضل الأهالي كمشروب للهروب من درجة حرارة الطقس، إلا أن يتوافد العديد على شرائه خلال موسم رمضان نظرًا لتفضيله كأحد أصناف العصائر على المائدة الرمضانية.

• استخدام الدوم كعلاج للأمراض المزمنة

وأوضح أن الأهالي يقبلون على شراء الدوم أيضًا كعلاج للأمراض المزمنة، حيث يحرص على تناوله العديد منهم للمساهمة "علاج ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكر"، حيث إنه يعمل على ضبط معدلاتهم في الدم، نظرًا لما يحويه من فوائد قيمة لا حصر لها، وأنه على الرغم من التقدم الطبي في الوقت الحالي، ولكن مازال البعض يعتمدون عليه بشكل أساسي.

• الفرق بين الدوم البلدي والسوداني

واستكمل لـ''الدستور'' أن هناك نوعين من "الدوم'' يتم بيعها في أسواق العطارة الدوم البلدي، والسوداني، ولكن النوع الأول مذاقه أفضل بكثير ويحظى بنسبة إقبال عالية على الرغم من ارتفاع سعره مقارنة بالثاني إلا أنه مميز عنه، لافتًا إلى أن يمكن التفرقة بين الدوم البلدي والمميز من خلال الأول "رائحته قوية ومميزة، مذاقه حلو ومشهي، لونه لا يختلف عن الثمار نهائيًا"، أما الثاني "رائحته ليست قوية، ولونه مائل للأبيض".

• الجانب التاريخي لـ''أشجار الدوم'':

قالت زينب بسطاوي، مدير منطقة أثار كوم أمبو، إن أشجار الدوم تعد من الأشجار الموروثة منذ الآلاف السنوات وزمن الأجداد، حيث إنه كان مزروعا داخل المعابد والحدائق والشوارع، ومازال مستمر حتى الوقت الحالي، موضحة أنها كانت من أهم أنواع الأشجار لدى المصري القديم، بجانب الجميز والنخيل، وكان يطلق عليها الفراعنة في ذلك الوقت ''ماما إن خنت''.

• الوصفات الطبية لدى الفراعنة

وأضافت لـ'' الدستور'' أن الفراعنة كان لديهم براعه في مهنة الطب باستخدام الأعشاب، وكانوا يفضلون ثمار الدوم، نظرًا لمذاقها اللذيذ، وكانوا يتناولونه كطعام بعد النقع، ويستخدمونه لوصفات طبية عديدة، ومن أبرزها ''تعزيز القدرة الجنسية للرجال، والعقم لدى السيدات، وزيادة الخصوبة لدى الرجال".

• الدلائل التاريخية لوجود ''الدوم'' منذ أيام الفراعنة

وأوضحت أن أول رسم عثر عليه لنخيل الدوم وجد في مقبرة «كا إم نفرت» في عهد الدولة القديمة، وأنها كانت موجودة في مصر منذ عهد ما قبل الأسرات، ويتضح لنا ذلك من خلال بذورها التي تم العثور عليها في مقابر البدارى.

وأشارت إلى أن ما يؤكد لنا أهمية نخيل الدوم في العصر الفرعوني ايضًا، أنه تم العثور على 6 سلال من الدوم المحنط بمقبرة توت عنخ آمون في الأقصر.

• استفادة الفراعنة من نخيل ''الدوم''

تابعت زينب بسطاوى، مدير منطقة أثار كوم أمبو، لـ''الدستور'' أن بجانب تناول ثمار الدوم والاعتماد عليه في العديد من الوصفات الطبية لدى الفراعنة، كان للخوص الموجود في نخيل الدوم عدة فوائد أيضًا بالنسبة لهم، حيث إنهم كانوا يعتمدون عليه في تصميم العديد من مشغولات الخوص، ومن أبرزها '' الأقفاص، و النعال، والحصير والأطباق، والسلال".

IMG-20210509-WA0037
IMG-20210509-WA0037

received_315374536816534
received_315374536816534
received_113422650800658
received_113422650800658
received_1360562497647589
received_1360562497647589
received_2864901057102383
received_2864901057102383
received_2869203753338258
received_2869203753338258
received_817045862524317
received_817045862524317
received_272262451305295
received_272262451305295
received_886308201917293
received_886308201917293
received_1077961992692699
received_1077961992692699
received_3638575789599157
received_3638575789599157
received_3272420212861642
received_3272420212861642
received_494832528539220
received_494832528539220
received_816143169012001
received_816143169012001
received_974975819971732
received_974975819971732
received_1464910350544884
received_1464910350544884
IMG_٢٠٢١٠٥٠٩_١٩٢٤٢٥
IMG_٢٠٢١٠٥٠٩_١٩٢٤٢٥
USER_SCOPED_TEMP_DATA_orca_share_media1620580969848_6797209244159755170
USER_SCOPED_TEMP_DATA_orca_share_media1620580969848_6797209244159755170