رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خلايا وشبكات سرية وواستغلال كورونا

دراسة تكشف طرق «الإخوان» في تمويل أنشطتها

الإخوان
الإخوان

كشفت دراسة جديدة للمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، عن السبل التي تعتمد عليها جماعات الإسلام السياسي المتطرفة وعلى رأسها "الإخوان" لتمويل أنشتطتها في أوروبا، مشيرا إلى أن تلك الجماعات تمتلك العديد من الخلايا والشبكات السرية لتمويل عملياتها ومخططاتها الإرهابية من داخل دول القارة العجوز.

وذكرت الدراسة أن جماعة الإخوان في بريطانيا استطاعت استغلال أزمة فيروس كورونا لمضاعفة وتعزيز مواردها المالية من خلال جمع التبرعات المالية بحجة إنفاقها على متضرري ومصابي (كوفيد-19).

نهج العصابات


وقال المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، إن التنظيمات الإرهابية في ألمانيا "تنتهج نهجا يشبه العصابات" من خلال الاحتيال استغلال المساعدات الإنسانية، للحصول على الدعم المالي الحكومي أثناء جائحة كورونا.

وأضاف أنه تم نقل العديد من الأموال في إطار الدعم الحكومي إلى تنظيمات إرهابية داخل ألمانيا كمنظمة "توحيد برلين" المحظورة، كذلك خارج ألمانيا في مناطق الصراعات، مشيرا إلى أن السلطات الألمانية تقدر عدد الأشخاص والجمعيات الذين حصلوا على أموال الدعم بحوالي (6 فردا وجمعية بإجمالي مبلغ قدره مليون يورو.

وأوضح أن الشرطة الوطنية الإسبانية- بدعم من اليوروبول- اعتقلت 3 أفراد للاشتباه في تورطهم في تسهيل تمويل الإرهاب، وحصل المشتبه بهم على أموال من منظمة غير حكومية تحت غطاء المساعدات الإنسانية للأيتام السوريين، لافتا إلى أنه تم استخدام جزء من الأموال لتغطية تكاليف مدرسة للأطفال الأيتام تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، والتي تشارك في توفير التدريب القتالي، بينما تعمل على تشجيع الأيتام على المشاركة في الأنشطة الإرهابية.

-التحويلات المالية 


وذكرت دراسة المركز الأوروبي أن الجماعات والتنظيمات الإرهابية  تعتمد أيضا على التحويلات المالية لتمويل أنشطتها، ومثال علي ذلك تحويل مهاجر عراقي مقيم في ألمانيا ما لا يقل عن (12) ألف دولار إلى تنظيم داعش في لبنان وسوريا، حسب السلطات الألمانية، التي كشفت في الشهر الماضي انه تم استخدام الأموال لتهريب مقاتلي داعش من السجون في سوريا وتهريب النساء من المخيمات السورية لغرض عودتهم إلى التنظيم.

ولفتت إلى أن مداهمة للسلطات التونسية أواخر الشهر الماضي أسفرت أيضا عن ضبط مبالغ مالية بالعملة الأوروبية (اليورو) وحوالات بريدية ووثائق بنكية تؤكد حصول التنظيمات الإرهابية في مناطق الصراعات على تمويلات مشبوهة، وتدير تلك الشبكة امرأة تونسية وزوجها من داخل إحدى الدول الأوروبية.

وأضافت أنه تم توقيف عدة أشخاص في فرنسا في 27 أبريل 2021 بشأن زيارات إلى سوريا وتكوين شبكة تحويلات مالية مشبوهة، وفي الدنمارك أيضا اعتقلت الاستخبارات (6) أشخاص يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم  داعش استطاعوا تكوين مجموعة تعتمد على وسطاء لتحويل أموال إلى أعضاء  من التنظيم الإرهابي.

-الاتجار بالمواد المخدرة


ذكرت الدراسة أن تنظيم داعش  يمول أنشطته في أوروبا عبر الاتجار بالمخدرات التي تصنع في سوريا، حيث أنتج كمية تبلغ (14) طناً من الأمفيتامين تحت شكل (84) مليون حبة كبتاغون قينتها تبلغ مليار يورو واستطاعت الأجهزة الأمنية في إيطاليا مصادراتها في 1 يوليو 2020.


ونقلت عن السير "إيفور روبرتس" الدبلوماسي البريطاني السابق في لبنان ورئيس مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية قوله في أواخر مارس الماضي، إن "المقاتلين المتطرفين والحملات الإرهابية يتم دفع ثمنها من خلال الأنشطة غير القانونية التي أصبحت أكثر تعقيدًا".

-العملات المشفرة والإنترنت 


كشفت الدراسة أن العملات المشفرة تعتبر مصدرا هاما في تمويل أنشطة الجماعات المتطرفة، ففي سبتمبر 2020 تم تفكيك شبكة تستخدم العملات المشفرة في فرنسا لتمويل تنظيمات إرهابية كتنظيم داعش في سوريا وتنظيم القاعدة.

وأضافت: “أوضحت السلطات الألمانية في 15 يناير 2021 أن رجلا عمل كوسيط مالي لهيئة تحرير الشام في سوريا وجمع تبرعات مالية عبر الإنترنيت بهدف شراء أسلحة لدعم وتمويل مقاتلي التنظيم، ورصدت السلطات الفرنسية في 29 سبتمبر 2020 تحويلات مالية على الإنترنت من خلال شراء بطاقات عملة رقمية وإرسال أرقامها بشكل أمن إلى عناصر من تنظيم القاعدة وداعش في سوريا يحملون الجنسية الفرنسية”.

وتابعت: "بدأت استراتيجيات الدول الأوروبية في مكافحة تمويل الإرهاب والتطرف في الاعتماد على آليات شمولية وحازمة وانتزعت عنصر المبادرة من الجماعات والتنظيمات المتطرفة، من خلال تعقب وتفكيك الشبكات والخلايا السرية التي توفر الموارد المالية وتمثل حلقة وصل مع التنظيمات الإرهابية داخل وخارج أوروبا".