رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يخطئ الكاتب في تقرير مصائر أبطاله؟.. الناقد الفرنسي بيير بيار يُجيب

الناقد والمحلل النفسي
الناقد والمحلل النفسي الفرنسي بيير بيار

تقرير مصير البطل في الأعمال الإبداعية بيد الكاتب، وأحيانا ما يخطئ الكاتب في تقرير مصائر أبطاله، هذا ما ذهب إليه الناقد والمحلل النفسي ببير بيار.

يشير الكاتب والناقد المغربي حسن المودن عبركتابة الأدب والتحليل النفسي إلى أن الناقد والمحلل النفسي الفرنسي  بيير بيار لفت النظرإلى التأثير الباطني الذي مارسه الأدب البوليسي على التحليل النفسي، مشيرا إلى ثلاثة أعمال أدبية أثرت كثيرا في نظرية  التحليل النفسي: الملك أوديب، هاملت، الرسالة المسروقة، وهي في نظره أعمال أدبية بوليسية  جعلت التحليل النفسي يتأسس على فكرتين جوهريتين الأولى  تفيد أن انتاج المعني يعنى أن تفك لغزا، وأن يبحث عن الحقيقة، بمعنى آخر: لم يعد دور المحلل هو دراسة العمل الأدبي أو كاتبة  بل انه لن يكون محللا حقيقيا إلا اذا أدى دور الباحث المحقق منافسا  بذلك أكبر المحققين  في الأدب البوليسي .

 ينطلق بيبر بيار في دراساته الثلاثة من أسئلة أساس: ماذا لو كانت هناك حقيقة أخرى داخل العمل الأدبي "البوليسي"  غير تلك التى اقتنع بها القراء والنقاد  لزمن يصل إلى قرون ، كما في حالة  "هاملت لشكسبير ؟ ماذا لو كانت الرواية البوليسية هي الأخرى  ،مسرحا للأخطاء القضائية والتحقيقات  الخاطئة ؟ ألم يسبق لفولتير أن قام بهذا النوع من التحقيق  معبر عن تحفظاته من المسؤولية  الجنائية للملك أوديب ؟ ماذا لوكان المحققون في الروايات البوليسية  مخطئين في استدلالاتهم، كما هو الشأن بالنسبة إلى المحقق  هرقل بوارد في رواية مقتل "روجير أكرويد" أو كما هو الأمر بالنسبة للمحقق  شرلوك هولمز في قضية كلب باسكيرفيل"؟.

 يشير المودن إلى أن هذه الأسئلة هى التى دفعت بيير إلى وضع منطلقات جديدة  للنقد النفسي للرواية  البوليسية، ومن أهمها وأبرزها أن مهمة المحلل هي أن يقوم بتحقيق مضاد، فالمجرمون في الأدب كما في الحياة هم قادرون على الإفلات من تحقيقات المحققين والشخصية الأدبية ليست شخصية ورقية بل شخصيات حية.

 يطرح بيير بيار في كتابة "تحقيق في قضية هاملت أو حوار الصم" السؤال من جديد من قتل والد الأمير هاملت ؟ وفي نفس الياق يطرح في كتابة "من قتل روجير أكرويد" ينتهي بييير الى نتائج مختلفة  مبنية على  قناعة على أن الكاتب ليس لديه علم بكل شيء واضعا يده على تناقضات المحكي من الشخصصيات .

 يشير الكاتب والناقد حسن المودن إلى أن دراسات بيير تقترح علينا التفكير من جديد  في عمل المؤلف والأهم من ذلك أنها  بيير نجح في تأسيس نوع جديد من النقد، نقد الرواية البوليسية .