رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير أمريكي يشيد بتعزيز التعاون المصري السوداني في مجال الزراعة

تعزيز الإنتاج الزراعي
تعزيز الإنتاج الزراعي والحيواني

ثمّن موقع "المونيتور" الأمريكي توقيع مصر والسودان الأسبوع الماضي مذكرة تفاهم لتأسيس شركة مساهمة مصرية سودانية تتركز أعمالها على الإنتاج الزراعي والحيواني، قائلا أن الخطوة تؤثر بشكل إيجابي على الاقتصاد القومي والأمن الغذائي لكلا من مصر والسودان كما تساهم في زيادة التقارب القوي وتعزيز التعاون بين البلدين. 

وذكر الموقع الأمريكي أن السودان تشتهر بما لديها من ماشية، والتي تستوردها مصر بشكل متكرر، مشيرا إلى أن البلدين يسعيان لتكثيف سبل التعاون بينهما على عدة أصعدة، منها العسكرية والثقافية والاقتصادية، مما يظهر تقاربًا ملحوظًا أكثر من أي وقت مضى. 

ونقل الموقع عن وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور علي المصيلحي، قوله في  تصريح صحفي إن “التعاون الاقتصادي بين مصر والسودان رائع"، وأن توقيع المذكرة يهدف إلى تعزيز التبادل التجاري والأمن الغذائي لأبناء الشعب المصري، مشيرا إلى أن المذكرة هي ثمرة عمل جاد ومستمر بين مصر والسودان منذ سنوات وتجسد مع خطط تأسيس الشركة.

وأوضح الموقع أن الشركة سيكون لها رأس مال كبير وستزيد التعاون الاقتصادي والتبادل السلعي والتجاري بين البلدين.

كما نقل الموقع عن محمد إلياس، سفير السودان بالقاهرة، قوله في بيان صحفي، إن "تأسيس شركة مصرية سودانية هو انعكاس حقيقي للتكامل الاستراتيجي بين مصر والسودان. 

وأشار إلى أن إنشاء هذه الشركة سيوسع القاعدة الإنتاجية بين البلدين ويمهد الطريق لأسواق تجارية مفتوحة." 

من جهته، قال هاني رسلان ، رئيس وحدة السودان ودول حوض النيل في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ، لـ "المونيتور" إن العلاقات بين مصر والسودان قوية حاليًا ، وأن الاتفاقيات يتم تفعيلها وتنفيذها خلال فترة وجيزة. الوقت ، على عكس الماضي." 

وأضاف رسلان إن المذكرة تأتي في وقت تنطلق فيه العلاقات المصرية السودانية مرحلة جديدة حيث يعمل البلدان على تعزيز التعاون في مختلف المجالات سعيا لتعزيز التعاون الثنائي وتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين.

وأشار السفير إلى أن التعنت الإثيوبي في أزمة سد النهضة وقرارها المضي قدما في  التعبئة الأولى في يوليو 2020 دون اتفاق مع مصر والسودان ، والأضرار الجسيمة التي سببتها للخرطوم والتعدي الإثيوبي على الحدود مع  السودان من العوامل التي ساهمت بشكل كبير في التقارب القوي بين القاهرة والخرطوم.

فيما صرح جمال بيومي ، مساعد وزير الخارجية السابق والأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب ، للمونيتور بأن الاتفاقية المصرية السودانية في الإنتاج الحيواني والزراعي خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح لدعم  الاقتصاد والأمن الغذائي في كلا البلدين.

وأضاف بيومي للموقع الأمريكي أن هناك أوجه قصور خطيرة في العالم العربي فيما يتعلق بالأمن الغذائي والاستثمار في الصناعة ، حيث تركز 80٪ من الاستثمارات العربية على الخدمات والإسكان والبنوك ، مقابل 9٪ للصناعة و 2٪ للزراعة، داعيا الحكومات العربية إلى دعم الاستثمار في الصناعة والزراعة وتقديم الحوافز للمستثمرين.

وأشار بيومي إلى أن الاتفاقية المصرية السودانية مهمة للغاية في الوقت الحاضر لأنها تدعم الأمن الغذائي في البلدين ، وهي امتداد لمستوى التنسيق العالي بين القاهرة والخرطوم في مسعاهما لمواجهة تحديات كبيرة مثل سد النهضة وحماية الأمن القومي للبلدين والحفاظ على حقوقهما التاريخية وتحقيق الانتعاش الاقتصادي.َ

وتابع أن السودان تمتلك أراض زراعية خصبة شاسعة ومصر لديها خبرة كبيرة في مجالات الإنتاج الزراعي والحيواني والصناعات الغذائية ، لذا فإن التعاون بين البلدين يعود بالفائدة الكبيرة على الجانبين.

من جانبها، أكدت بسنت فهمي ، العضو السابق في اللجنة الاقتصادية البرلمانية وأستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة لـ "المونيتور" أن مصر والسودان قوى لا مثيل لها في الإنتاج الحيواني والزراعي والصناعات المرتبطة بها ، وأن التعاون الثنائي والتكامل بين الخرطوم والقاهرة يؤثر بشكل إيجابي على الاقتصاد القومي والأمن الغذائي للبلدين.

وأضافت فهمي إن الخرطوم والقاهرة لديهما إرادة سياسية لتحقيق مستويات عالية من التعاون والتكامل ، ومن هنا جاءت مذكرة التفاهم التي لها فرص نجاح كبيرة بسبب الموارد الطبيعية المتاحة والعناصر البشرية والخبرة المصرية الواسعة.

وأشارت إلى أن مصر لا تألو جهدا في دعم الأمن القومي العربي وتحقيق المنفعة المتبادلة مع جميع الشركاء من خلال التكتلات الإقليمية. وقبل الاتفاق مع السودان أبرمت اتفاقيات مع ليبيا والعراق والأردن ودول الخليج وشرق المتوسط ​​لتحقيق منافع اقتصادية متبادلة مع التكتلات الاقتصادية المختلفة.