رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«10 جلدات».. حكاية أقسى عقاب تعرض له الرئيس محمد نجيب في دراسته

الرئيس محمد نجيب
الرئيس محمد نجيب

نشرت صحيفة "أخبار اليوم" في عددها 15 مايو 1953 عن العادات التي كان يمارسها الرئيس محمد نجيب، ومن أبرز هذه العادات مغادرة منزله في حي الزيتون بالقاهرة الساعة 9 صباحاً ثاني أيام رمضان ويذهب لمنازل جيرانه في شوارع محمد بخيت وطومانباي وسعيد، وكان عدد هذه المنازل في ذلك الوقت لا يزيد عن 25 منزل.

وأشارت الصحيفة بأن "نجيب" كان يهنئ جيرانه بحلول شهر رمضان المبارك، ويتمنى لهم الخير والسعادة في هذا الشهر.

وينتهي أول رئيس لمصر من هذه الجولة قبل الساعة الحادية عشر والربع صباحاً.

خلال دراسة اللواء محمد نجيب بكلية جوردون في فرعها بالسودان، وقت أن كانت تابعة لمصر، عام 1913 لم ينس اعتزازه بوطنه الأول على الرغم من أنه كان تحت سطوة الاحتلال الإنجليزي.

نجيب وهو في السنة الثانية بالكلية تجادل مع مدرس اللغة الإنجليزية المستر سمبسون، حينما جاء ليملي عليهم قطعة الإملاء المقررة والتي جاء فيها: “مصر يحكمها البريطانيون”.

اللواء المصري لم يعجبه طريقة الكلام أو محتواه، فتوقف عن الكتابة ونهض واقفًا وهو يقول له: "لا يا سيدي، مصر تحتلها بريطانيا فقط ولكنها مستقلة داخليًا وتابعه لتركيا".

سمبسون أغضبه رد نجيب وقرر معاقبته بالجلد 10 جلدات على ظهره، واستسلم الطالب المُعتز بنفسه ووطنه للعقوبة المؤلمة دون أن يتراجع عن موقفه أو يُبدي ألمًا.

وجبته المفضلة في رمضان

قالت الصحيفة بأن الوجبة أو الأكلة المفضلة للرئيس محمد نجيب كانت كل أنواع "المحاشي" بالإضافة إلى اللحوم وأبرزها "الموزة".

زيارته للشعراوي 

على غير موعد، دون سابق إنذار، توجه الرئيس محمد نجيب إلى شقة الشيخ محمد متولي الشعراوي بالحسين لزيارته.

على مدخل شقة "الشعراوي"، طلب "نجيب" من الحارس مقابلة الشيخ: "قل له واحد اسمه محمد نجيب عايز يقابلك"، فرد: "الشيخ نايم دلوقت يا عم نجيب"، لكن محمد نجيب تصور أن الحارس يعتقد أنه من أصحاب الحاجات الذين يقصدون "الشعراوي"، فقال له: "يابني أنا محمد نجيب اللي كنت رئيس الجمهورية". اعتذر الحارس لـ"نجيب".

حكى الشيخ "الشعراوي" في حواره لمجلة "آخر ساعة" عام 1995، عن زيارة الرئيس "نجيب"، قال: "كان مليئا بالمرارة من كل ما جرى له، لكنه كان يبدو هادئًا، وكان كلامه أقرب إلى الصوفية، لقد تحمل قدر الله فيه بإيمان، لم نتحدث في السياسة، كان حديثنا كله في الدين، كان يسألني وكنت أجاوب، واستمرت جلستنا من العصر إلى قرب المغرب، ثم استأذن للذهاب لصلاة المغرب في سيدنا الحسين، وتكررت لقاءاتنا بعد ذلك".

وبدأ محمد نجيب يتردد في زيارته على الشيخ "الشعراوي"، وحدث أنه في إحدى الزيارات سأله أحد الجالسين عن واقعة تخص جمال عبد الناصر وفيها مثلبة له، أي لجمال عبد الناصر، فرد "نجيب": "أنا يا بني لا أعرف ذلك"، قال "الشعراوي": "كان الرجل يريد أن ينسى كل ما جرى له".

و حكى الشيخ محمد متولي الشعراوي، أنه برغم تعدد اللقاءات بينه وبين محمد نجيب، إلا أنه لاحظ عليه حرصه الشديد على أن لا يتكلم في السياسة، قال "الشيخ": "يعني مكنش بيتبحبح معايا في كلام السياسة، كان كلامه يدور حول الموضوعات الدينية وخاصة الصوفية".